بيروت: تجمع المئات من الليبيين في فناء خارج مؤسسة النفط الوطنية الليبية مطالبين بتحقيق العدالة والإقتصاص من كل الفاسدين التابعين للعقيد المخلوع معمر القذافي في المؤسسات ومراكز العمل.

ورفع المتظاهرون لافتات تحمل عبارات: quot;لا للفسادquot;، وquot;نريد حملات تطهير قبل إعادة الإعمارquot; في إشارة إلى الموظفين والمسؤولين التابعين للقذافي، ومطالبين بخلعهم عن مناصبهم وإحالتهم إلى القضاء.

ونقلت صحيفة الغارديان البريطانية عن مسؤولة في ادارة المؤسسة الوطنية للنفط نجوى بشتي قولها: quot;نحن ضد الفاسدين الذين ينهبون ثرواتنا ويتاجرون بدمائناquot;، واضافت: quot;نحن الآن بحاجة إلى أشخاص نظيفين لم يكن لديهم علاقة مع النظام السابق، ويجب أن يحاكم أولئك الفاسدين يوضعوا في السجنquot;.

وترتفع الشكاوى حول الفساد والمحسوبية وسوء الادارة على نطاق واسع، وعلى الرغم من أن البهجة لا تزال تسيطر على الليبيين لسقوط رجل يسمونه quot;الديكتاتورquot;، يحذّر العديد من السكان من أن بناء مستقبل أفضل يجب أن يبدأ بفضح الآثام الماضية.

ولا تقتصر الشكاوى على نظام القذافي وحسب، بل تطال أيضاً quot;المتسلقينquot; وهم من أنصار القذافي الانتهازيين الذين يدعون اليوم بأنهم من مؤيدي الثورة. وفي هذا السياق، أشار الناشط الليبي أحمد الغزالي إلى أن quot;هؤلاء الناس هم من الذين كانوا موالين تماماً للقذافي، ويعرفون بالناس الخضر (نسبة للكتاب الاخضر الذي وضعه القذافي) واليوم يريدون أن يغيروا لونهم مثل الحرباء.

وتستعر موجة الغضب كذلك في quot;بنك الجمهوريةquot; الليبي، وهو أكبر بنك في البلاد، حيث يطالب الموظفون بإقالة مدير عام المصرف عبد الفتاح الغفار، الذي أدار الشؤون المالية للـquot;الأخ القائدquot; حتى النهاية وعمل على تسهيل نقل الاموال من عملية تهريب النفط من تونس.

وقال كمال أحمد، المتحدث بإسم العديد من الموظفين في البنك: quot;عاملنا الغفار وكأننا من العبيد، وقدم كل ما يلزم لدعم القذافي. هذا الرجل رمز للنظام القديم ، ويجب أن يذهبquot;. ووصلت الاحتجاجات أيضاً إلى المسؤولين التنفيذيين في شركة (ليبيانا) للهاتف المحمول وعدد من الجامعات والمستشفيات والهيئات الحكومية الأخرى في جميع أنحاء ليبيا.

واحد من الأمثلة عن quot;المتسلقينquot; في ليبيا هو عيسى كوسا، الشقيق الأصغر لوزير الخارجية السابق ورئيس المخابرات موسى كوسا، كان أحد مساعدي القذافي الكبار الذين حاولوا وفشلوا في إعادة تشكيل صورتهم كداعمين للديموقراطية.

ويختبئ كوسا اليوم في مركز لاعادة التأهيل بالقرب من منزله الفخم في تاجورا، شرق العاصم، في حين يجلس الآلاف من انصار القذافي، بما في ذلك العديد من أعضاء اللجان الثورية المكروهة، وراء القضبان في قاعدة المعيتيقة الجوية في طرابلس.

وفي محاولة لمناقشة هذه القضية، قال مصطفى عبد الجليل، الذي يحظى باحترام واسع في المجلس الوطني الانتقالي إن quot;يجب على أي ليبي قتل أو سرق المال العام تحت القذافي ان يخضع للمساءلةquot;، وأعلن عن استعداده لمواجهة المحاكمة بنفسه.

ويعتبر البعض ان النهج الذي يعتمده عبد الجليل متساهلة للغاية. ويقول أحد اصحاب هذا الرأي: quot;إن المجلس الوطني الانتقالي يعتمد استراتيجية الانحناء الى الوراء ليكون ودودا ولكن الأمر مثير للسخرية عندما يطبق على الناس الذين انضموا للمعارضة في الأيام الأخيرةquot;.

واضاف: quot;هذا النهج سيؤدي إلى خلق الكثير من المشاكل، فالثوار لم يقاتلوا يشاهدوا رفاقهم يموتون ليجدوا بعدها أن الأشخاص الفاسدين لا يزالون في السلطةquot;. إذاً فالمعايير التي تحكم من سيرحل ومن يبقى، يجب ان تكون خاضعة في نهاية إلى أحكام ومساءلات قضائية.

في هذا السياق، يقول المستشار القانوني سلام تكبالي إن quot;كل شخص كان يعمل في دائرة القذافي يجب أن يخضع للمسائلة، وسيحكم عليهم وفقاً لمواقفهم وافعالهم عندما أثناء خدمتهم في مواقعهم ووظائفهمquot;، وأضاف: quot;لا يوجد حل وسط أو تسويات في مسألة كهذه، أولئك الذين تلطخت أيديهم بالدم سيقدمون للمحاكمة والعقاب، وربما عقوبة الإعدامquot;.

وقال مصطفى دريزا وهو سفير متقاعد: quot;سيحاكم القذافي في لاهاي على ما فعله في ليبيا خلال شهري شباط وآذارفقط، لكنه يحتاج الى مواجهة العدالة على ما فعله بهذا البلد منذ 42 عاماquot;.