واشنطن: معظم المرشحين الجمهوريين الساعين للفوز بترشيح حزبهم لخوض الانتخابات الرئاسية في مواجهة باراك اوباما يبدون تشكيكهم في العلوم وتمسكهم بدينهم لكسب اصوات المحافظين المتشددين بين الناخبين الجمهوريين.
فقط مرشح جمهوري واحد هو حاكم اوتاه السابق جون هانتسمان، اعلن صراحة اعتقاده بان النشاطات الانسانية مسؤولة عن التغير المناخي، وادان عداء حزبه للعلوم.
وكتب على تويتر في اب/اغسطس quot;لاكون واضحا انا اؤمن بنظرية النشوء واثق بالعلماء في خصوص التغير المناخي. قولوا علي مجنونquot;.
وكتب السفير السابق للولايات المتحدة في الصين في وقت لاحق لقناة ايه بي سي التلفزيونية في برنامج quot;هذا الاسبوعquot; quot;في اللحظة التي يتحول فيها الحزب الجمهوري الى حزب معاد للعلم -- سيكون لدينا مشكلة هائلةquot;.
وهاجم سياسيون بارزون اخرون مثل رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرغ بشدة التشكيك بالعلم لدى الساعين للترشح من الجمهوريين لتولي رئاسة بلد يعتبر القوة العظمى في العالم.
وقال بلومبرغ في منتدى اقتصادي في تشرين الثاني/نوفمبر quot;لدينا مرشحون للرئاسة لا يؤمنون بالعلم. اقصد فكر في الامر هل بالامكان لاي شركة بأي حجم في العالم ان يكون لها مدير تنفيذي يقول انا لا اؤمن بالعلم ويستمر هذا المدير حتى نهاية اليوم؟ الامر يحير العقل!quot;.
ويعي المنافسون الساعون للحصول على ترشح الحزب لمواجهة اوباما في انتخابات الرئاسة في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل اهمية الصوت المحافظ المتشدد دينيا.
وفي ايوا حيث تبدأ الثلاثاء مجالس كبار الناخبين لتنطلق بذلك العملية الانتخابية الماراتونية التي تستمر شهورا قال 21 بالمائة فقط من الناخبين الجمهوريين انهم يعتقدون في ظاهرة الاحتباس الحراري بينما يؤمن 35 بالمائة في نظرية التطور بحسب استطلاع اجرته منظمة بابليك بوليسي.
وانقلب ميت رمني المورموني الحاكم السابق لمساتشوستس الذي يتصدر الترشيحات الان على دعمه السابق للعلم لصالح اراء اكثر محافظة في مسعى لكسب ود القاعدة الاكثر محافظة في حزبه.
وتغير المواقف يؤكد ارتياب النقاد الذين وصفوا رومني بأنه quot;متقلب غير مستقر على رأيquot;.
فاثناء عمله كحاكم لمساتشوستس استقدم في 2004 خطة لحماية المناخ سميت quot;الخطوة الاولى في جهد منسق لخفض انبعاثات غازات الدفيئةquot;.
وحتى عام 2007 دافع عن نظرية التطور.
ولكن في اجتماع بقاعة بلدية نيوهامشر في ايلول/سبتمبر غير نغمته.
وقال رومني quot;الكوكب على الارجح يزداد حرارة. اظن اننا نشهد ارتفاعا للحرارة. اعتقد اننا نسهم بنسبة في ذلك. لا اعرف اي نسبة. ربما الكثير وربما القليلquot;.
ولاحقا سعى لايضاح نفسه قائلا quot;وجهة نظري اننا لا نعرف ما الذي يتسبب في التغير المناخي على هذا الكوكبquot;.
ولكن مرشحين اخرين اعتمدوا لهجة اكثر وضوحا في ارائهم فحاكم تكساس ريك بيري رفض بقوة علوم المناخ بقوله ان البيانات quot;تم التلاعب بهاquot; من جانب علماء مقابل الحصول على اموال.
وميشال باكمان العضو بمجلس النواب التي صوتت في نيسان/ابريل لمشروع قرار في المجلس يحول دون فرض مزيد من القوانين لضبط غازات الدفيئة، تحدثت ايضا عن quot;العلم الذي يجري التلاعب بهquot;.
والسناتور السابق ريك سانتورم رفض ايضا النظريات الاصولية للتغير المناخي الذي يتسبب به النشاط الانساني باعتبارها quot;سخيفة بشكل واضحquot; بينما وصف عضو مجلس النواب رون بول تلك العلوم بأنها quot;الخدعة الكبرىquot;.
ويقول اندرو كوهت مدير مركز بيو للبحوث للناس والصحافة ان الحزب الجمهوري quot;لديه قاعدة دينية قوية والصوت الانجيلي عنصر هام في هذاquot;.
غير ان هناك quot;عددا لا بأس به من الاكثر علمانية والمتدينين المعتدلين الذين يشككون في الاحتباس الحراريquot; بحسب كوهت.
واذا كان العلم والدين يقسمان الجمهوريين فان الاخيرين يجمعون على quot;التنديد بما يعتبرونه الدور المفرط للدولة الفدراليةquot; كما قال كوهت.
التعليقات