واشنطن: صعد الرئيس الاميركي باراك اوباما هذا الاسبوع هجومه المضاد في مواجهة منافسيه الجمهوريين الذين اتهموه بانه تهاون في امن حليفة الولايات المتحدة القوية اسرائيل.

وبانتظار انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر الرئاسية التي ستجري في العام 2012، هاجم الجمهوريون سياسة اوباما في الشرق الاوسط املا في الحصول على دعم من المسيحيين المحافظين وحرمان اوباما الذي يعاني من انخفاض شعبيته، من اصوات الناخبين اليهود.

وسيلتقي معظم مرشحي الرئاسة الجمهوريين في واشنطن الاربعاء في منتدى ينظمه ائتلاف يهودي جمهوري حيث من المؤكد انهم سيسعون الى الحصول على دعم نشطاء الحزب من خلال مهاجمتهم سياسة اوباما تجاه اسرائيل.

ولم يتضح بعد كيف سيرد الجمهوريون على دعوة وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا الصريحة لاسرائيل الجمعة quot;بالعودة الى الطاولةquot; للتفاوض مع الفلسطينيين.

ويتهم الجمهوريون اوباما بانه يطالب الاسرائيليين بعمل الكثير ولا يطالب الفلسطينيين بمثل ذلك.

الا ان اوباما بدأ هجوما استباقيا هذا الاسبوع خلال حملة لجمع التبرعات في مدينة نيويورك حيث اكد انه quot;لا يوجد حليف اكثر اهمية من دولة اسرائيلquot;، مشددا على التزامه بالمساعدة على حماية الدولة العبرية.

وقال اوباما في الحملة quot;بالنسبة لامن دولة اسرائيل فقد قامت هذه الادارة باكثر مما قامت به اي ادارة سابقةquot;.

واضاف quot;هذا ليس رأينا نحن فحسب بل رأي الحكومة الاسرائيليةquot;، مشيرا الى التعاون الاستخباراتي والمساعدة الاميركية في بناء درع quot;القبة الحديديةquot; الصاروخي لصد اي هجمات صاروخية على اسرائيل.

ويقول مساعدو الرئيس اوباما -- الذي واجه انتقادات لدعوته الى تجميد المستوطنات الاسرائيلية -- ان الادارة الحالية زادت المساعدات العسكرية لاسرائيل، وشددت العقوبات الاميركية على ايران، وحصلت على دعم من روسيا والصين لزيادة عزلة طهران الاقتصادية.

ويشير حلفاء البيت الابيض كذلك الى ان دعوة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو -- الذي اتسمت علاقاته مع اوباما بالتوتر في السابق - الى تهديد اوباما بعرقلة اعتراف الامم المتحدة بدولة فلسطين ووصفه له بانه quot;وسام شرفquot;.

كما اشاروا الى تصريح وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك الشهر الماضي في مقابلة مع شبكة سي ان ان quot;لا اعتقد ان احدا يمكنه ان يثير اي علامة استفهام حول اخلاص هذا الرئيس لامن اسرائيلquot;.

ومع ذلك فقد انقض الجمهوريون على تصريحات اوباما، حيث قال رئيس مجلس النواب الاميركي جون باينر على موقع على فيسبوك quot;لا بد انك تمزح. هذا هو البيت الابيض نفسه الذي يريد من اسرائيل الانسحاب الى حدود 1967 التي لا يمكن الدفاع عنها. ولكن نحن نقف مع اصدقائنا خاصة الذين وقفوا دائما بجانبناquot;.

وقال مرشح الرئاسة الجمهوري ميت رومني ان quot;الكلمات التي تطلق خلف ابواب مغلقة في حملة لجمع المال في نيويورك شيء، والاعمال التي تودي باسرائيل الى الهاوية شيء اخرquot;.

واضاف اوباما في ايار/مايو ان السلام في الشرق الاوسط سيتطلب من اسرائيل في النهاية الى التعايش مع دولة فلسطينية تقام على خطوط مشتركة على الارض كانت موجودة قبل الحرب العربية الاسرائيلية في العام 1967 لكن يتم تعديلها على اساس quot;تبادل متفق عليهquot; للاراضي.

وركز الجمهوريون ونتانياهو على مسالة حدود 1967 فيما تجاهلوا فكرة تبادل الاراضي والتي يتوقع ان تكون وسيلة لاحتفاظ اسرائيل بمستوطنات في الضفة الغربية.

وصرح ميل ليفين النائب الاميركي السابق واحد انصار اوباما والذي له سجل طويل من بذل جهود توثيق العلاقات الاميركية الاسرائلية، لوكالة فرانس برس quot;اعتقد ان ذلك مثير للغضب ومثال على التحزب اللامسؤول الذي لا يفيد اسرائيلquot;.

وقلل ليفين من التاثير المحتمل لذلك على الناخبين اليهود الذين يمثلون كتلة انتخابية رئيسية للديموقراطيين حيث صوتوا بنسبة 78% لصالح اوباما في العام 2008 ومنحوه نسبة مذهلة وصلت الى 83% من الرضا عن اداءه في كانون الثاني/يناير 2009.

وقال quot;هذا لا يختلف عن ما كان الجمهوريون يحاولون القيام به في 2007-2008 (...) وسنحقق في تشرين الثاني/نوفمبر نفس النجاح الذي حققناه في 2008quot;.

وانخفضت شعبية اوباما بين الناخبين اليهود ابتداء من ايلول/سبتمبر حيث وصلت الى 54%، طبقا لاستطلاع عام للراي اجراه معهد غالوب.

الا ان ذلك يدل على ان شعبيته بين الناخبين اليهود لا تزال تزيد بعشر نقاط مئوية عن شعبيته بين الشعب الاميركي بشكل عام الذين انخفضت شعبيته بينهم الى ما يراوح 40%.

واشارت استطلاعات الخروج في انتخابات الرئاسة في 2008 الى ان نحو اثنين بالمئة فقط من الناخبين في انحاء البلاد هم من اليهود، الا انهم يملكون القوة الحاسمة في التصويت في بعض الولايات المتأرجحة مثل فلوريدا وبنسلفانيا.