السوريون يؤيدون التدخل العسكري للاطاحة بنظام الأسد

اعتبر المعارض السوري سمير النشار أن معظم السوريين يؤيدون التدخل العسكري الدولي، إنما لا يملكون الشجاعة للاعتراف بذلك. كما اعتبر أن أميركا لديها فرصة الآن لتحسين صورتها في سوريا. وتقدر الأمم المتحدة أنه تم قتل أكثر من5000 سوري منذ بدء الاحتجاجات في آذار.


بيروت: يقول سمير النشار، عضو المجلس التنفيذي للمجلس الوطني السوري، إن معظم زملائه يؤيدون التدخل العسكري الدولي للإطاحة بالرئيس بشار الاسد quot;لكنهم لا يملكون من الشجاعة ما يكفي للتعبير عن ذلك علناquot;.

أغلبية أعضاء المجلس يريدون هذا الخيار في أسرع وقت ممكن، على الرغم من أنه لم يتم التوصل الى توافق في الآراء، أما الناس الذين لا يؤيدون التدخل العسكري، فهم يأملون في أن الانتفاضة الشعبية وحدها ستجبر بشار الأسد على التنحي، أو قد يؤدي بعد فترة معيّنة إلى انقلاب من داخل النظام.

في حديث إلى صحيفة الـ quot;واشنطن تايمزquot; من مقره في اسطنبول، اعتبر النشار أنّ الثورة لم تتمكن من إسقاط الأسد حتى اللحظة، والناس يزدادون يأساً وقلقاً، وليس هناك ضمانات بأن انقلاباً ما سيحدث من داخل النظام.

واصل نظام الأسد حملة القمع العنيفة ضد المعارضة، على الرغم من وصول مجموعة من مراقبي الجامعة العربية الاسبوع الماضي، الذين يراقبون تنفيذ سوريا لخطة السلام. وتقدر الأمم المتحدة أنه تم قتل أكثر من5000 سوري منذ بدء الاحتجاجات في شهر مارس/اذار.

وقال أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي يوم الاثنين إن النظام السوري قد سحب الأسلحة الثقيلة من داخل المدن واطلق سراح نحو 3500 سجين، لكنه يستمر بقتل المتظاهرين، حتى أثناء وجود مراقبين اجانب في البلاد.

وقد عارض المجلس الوطني السوري، الذي يضم شخصيات من المعارضة والمنشقين من الجيش السوري، أي قرار بالتدخل الدولي، حتى بعد أن بدأ المواطنون بالدفاع عن أنفسهم بمساعدة من الجنود المنشقين.

واشارت التقارير الصحافية في الأسبوع الماضي إلى أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بدأت البحث في كيفية مساعدة المعارضة، على الرغم من أن القيام بعملية مشابهة للعملية العسكرية في ليبيا تبدو احتمالاً بعيداً في الوقت الراهن.

في هذا السياق، رأى النشار أن إدارة أوباما تبدو مترددة حيال مواصلة هذه السياسة، والسبب يعود إلى انسحاب الولايات المتحدة من العراق بعد حملتها العسكرية والتداعيات السياسية التي خلفتها خصوصاً على العملية الانتخابية المقبلة.

وتوقع عضو المجلس التنفيذي للمجلس الوطني السوري، أن تكون إدارة أوباما quot;في انتظار ائتلاف دولي بقيادة معينة، وليس من قبل الولايات المتحدة، ولكن ربما من جانب تركياquot;.

واضاف quot;انه من المؤسف جداً، لأنه بعد كل شيء، فإن الولايات المتحدة هي الدولة الأقوى في العالمquot;، مشيراً إلى أن عملية حلف شمال الاطلسي بقيادة تركيا مع quot;غطاءquot; من الدول العربية ستحظى بدعم أكبر بين السوريين.

وقال نشار إن الولايات المتحدة لديها quot;فرصة تاريخية لتحسين صورتها في سوريا. فالغالبية العظمى من السوريين يدعمون تماماً العملية العسكرية التي شنها الحلف الأطلسي ضد نظام العقيد معمر القذافي في ليبياquot;.

وأضاف: quot;يظن الناس ان النظام السوري هو أسوأ من نظام القذافي، وأكثر وحشية بكثير. ولذلك، فهم يعتقدون أن الخيار العسكري سيكون ضرورياً لإنقاذ الشعب السوري في حال ازدادت الأمور سوءاً عما هي عليهquot;.

غير أن الناشط المعارض ترك الباب مفتوحا للتوصل الى اتفاق من شأنه أن يمنح الأسد الحصانة من الملاحقة القضائية الدولية مقابل تنحيه، معتبراً ان هذا الخيار quot;احتمال نحن مستعدون للنظر فيه جدياً في هذه المرحلةquot;.

quot;كل هذا يعتمد على التوقيتquot;، يقول النشار، مضيفاً: quot;إذا كان لهذا أن يحدث الآن، فقد تكون البداية لحل الفعلي، والناس سوف يكونون مستعدين لمنح الأسد استراتيجية للخروج من هذا النوعquot;.

لكنه أشار إلى أنه في حال تأخر هذا الإحتمال، quot;ستكون أعداد القتلى قد ارتفعت أكثر، ومستوى الوحشية والعنف ضد الشعب أصبح أمرا لا يغتفر ولا يمكن نسيانه، وعندها لن يكون هذا الخيار متاحاًquot;.