سيناريو روسي لسوريالتحقيق مبادرة الجامعة العربية

تلاحظ مصادر سورية مراقبة أن حدة خطاب المعارضة تراجعت في الفترة الأخيرة مقابل مناصب وزارية، أو رغبة في الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع النظام، وسط أحاديث عن سيناريو روسي يهدف إلى تحقيق مبادرة جامعة الدول العربية.


القاهرة: ترى مصادر سورية أنه وسط السيناريوهات المقبلة، التي يتم تحضيرها لسوريا، يتناقص عدد صقور المعارضة السورية.

وتدلل المصادر على ذلك بتحول خطاب معارضين quot;أشداءquot; إلى خطاب quot;معتدلquot; إثر انضمامهم إلى أطر في المعارضة ليستهلون تصريحاتهم برفض التدخل الدولي، ويتبنون خطابًا، يمكنهم من خلاله الدخول في مفاوضات مع النظام السوري.

تعطي المصادر مثلاً المعارض السوري هيثم المالح، الذي انضم أخيرًا إلى المجلس الوطني، والذي تراجعت حدة خطابه، وتناغم مع خطاب المجلس، الذي يرفض التدخل والمقاومة ودعم المنشقين عن الجيش السوري، ويصرّ على سلمية الثورة، حتى إن اسم المالح كان موجودًا على وثيقة وقعها المجلس الوطني وهيئة التنسيق أخيرًا في القاهرة، ومن بنودها الأساسية رفض التدخل الأجنبي.

وتشير المصادر إلى أنه في حين يرفض الشارع تنحّي بشار الأسد مقابل عدم محاكمته، ترصد المصادر معارضين سوريين تحولوا إلى حمّامات مقابل حكومة انتقالية أو منصب وزاريمقبل، أو الرغبة في الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع النظام، بحجج حقن الدماء تارة، وبرغبة إقليمية تارة أخرى.

ويبدو أن سقف المعارضين قد هبط بعد شهور من الثورة، واختفت النبرات العالية خوفًا من ألا يكون لهم موقع في مستقبل سوريا، فيما يجري الحديث عن سيناريو روسي مقدم لحمّامات المعارضة يتلخص في وضع جدول زمني تنفيذي قصير الأمد، لتحقيق ما تضمنته مبادرة الجامعة العربية مع تحديد موعد قريب، يبدأ فيه التفاوض حول النظام الانتقالي الجديد، لتكون روسيا من المساهمين في إقامته والضامنين لوجوده واستمراره.

ويرى معارضون أن روسيا لديها القدرة على لعب هذا الدور، وأنه quot;لا يجوز أن تعطل المعارضة دور روسيا، ومن واجبها تسهيله، وجعله حاكمًا في حل الأزمة، لأن هذا، فيكل الأحوال، أفضل الخيارات المتوافرة لدينا اليوم كسوريين محبّين لوطنهمquot;.

تعليقًا على ذلك قال المعارض السوري عقاب يحيى لـquot;إيلافquot; نشتم رائحة، quot;بل روائح طبخات على نار ملغومة، تهدف إلى إطالة عمر النظام، أو ترقيعه عبر إدخال بعض الحلزونيات والرخويات المحسوبة على المعارضة، التقليدية منها، أو تلك التي تتوالد في أمعاء النظام وعلى هوامشه، وهي فيكل الحالات محاولات للخروج من مأزق قاتل لنظام قاتل، لن تجدي نفعاً، طالما أن الثورة مصممة على التضحية واللاتراجع، وطالما أن الشعب هو صاحب القرار، القادر على بتر ولجم من يريد التوقف في منتصف الطريق، أو حرف الثورة عن مدياتها الطبيعية (نصف ثورة، أو ربع ثورة، وربما قشور ثورة مطلية بالشعارات الخلبية)quot;.

وأكد أن quot;جميعنا لا نساوي شيئاً لولا الثورة، ولذا فإن كل حمامات المعارضة ستكون مكسورة الجناح، إن تجرّأ أحد مكوناتها، وقبل الدخول في مغطس مشبوه، لأن الشعب الذي يضحّي بالدم وقوافل الشهداء لن يقبل بأقل من رأس النظام ومرتكزاته ورموزه، وتقديم القتلة إلى محاكم عادلة كمجرمي حربquot;.

وقال: quot;قد نطرح السؤال بصيغة أخرى: فيما لو أجبرت الثورة نظام الطغمة على قبول التفاوض هل عليها أن تقبل؟quot;.

وأجاب quot;سأقول لك حينها، من حيث المبدأ، يجب القبول صوناً لمزيد من التضحيات، وربحاً للوقت، لكن المضمون هو بيت القصيد، والذي لن يكون أقل من تفكيك نظام الاستبداد تماماً بمؤسساته، خاصة الأمنية والعسكرية والتشبيحية، ومحاكمة الرأس وكل من تلوثت يداه بالدماء، وحينها يمكن تشكيل حكومة مؤقتة لمرحلة انتقالية لمدة عام تعدّ دستوراً عصرياً، تعددياً، وتشرف على انتخابات رئاسية وبرلمانيةquot;.

ورأى يحيى أن quot;هذا ليس منطق الحمائم أو الصقور، بل هو المخرج الوحيد الذي يليق بتضحيات الشعب، وبتوفير شروط إقامة الدولة المدنية الديمقراطية التعدديةquot;.

وأشار إلى أنه quot;يجب أن نعترف بأنها موجة وستمرّ، موجة يخطط لها العديد منالقوى والدول الخارجية والإقليمية والجوارية، لفرض أنصاف الحلول، لكنها لن تطول كثيراً لأن من يعي بنية الطغمة، وأسباب الثورة العميقة، وسمتها الرئيسة، وقابلياتها المفتوحة على التضحية والمضي قدماً... يدرك أن الحمامات ستصطدم بالحقائق، ولن تتجرأ على فعل بهذا المستوى (مع الاعتذار للحمامات)، وستسقط كل حالات المراهنة على الترقيع والتمريرquot;.