حاملة الطائرات الأميركية (يو. اس. اس جون ستينيس) تمارس مهامها بشكل طبيعي ولم تتأثر بالتهديدات الايرانية التي حذرتها من العودة الى مياه الخليج.

إذا كان المقصود من تحذير إيران يوم الثلاثاء لحاملة الطائرات الأميركية (يو. اس. اس جون ستينيس) تعطيل عمل السفينة الروتيني أو إثارة رد فعل في أعالي البحار، فلا شيء من هذا القبيل حدث يوم الاربعاء.

أبحرت حاملة الطائرات الأميركية في المياه الدولية، على مقربة من الأسطول الإيراني، وأمضت طوال النهار والساعات الاولى من الليل، في إطلاق وتهيئة الطائرات استعداداً لأحدث بعثاتها لدعم القوات البرية في أفغانستان. وكانت كل المؤشرات واضحة وتدل على أن طاقم العمل استمر بالقيام بمهامه الاعتيادية من دون الإكتراث إلى أي تداعيات سياسية أو ديبلوماسية على خلفية تحذيرات ايران.

في هذا السياق، نقلت صحيفة الـ quot;نيويورك تايمزquot; عن الاميرال كريغ فالير، قوله: quot;العمل يجري بشكل طبيعيquot; فيما يراقب شاشة الرادار التي يظهر فيها عرض البحر والسماء المكتظة بالحركة التجارية. وتظهر الشاشة طائرات تحلق بحرية ذهاباً وإياباً في ممر جوي ضيق إلى أفغانستان، معروف باسم quot;البولفارquot;.

لم يكترث الفريق العامل على سطح البارجة الاميركية بالتهديدات الإيرانية، وكل ما كان يشغل بال الفريق كان الطيران على ارتفاع منخفض لقمع مقاتلي طالبان قرب دورية ايطالية في مقاطعة فرح ولمساعدة القوات البريطانية التي تتعرض لاطلاق نار في ولاية هلمند. كل التقارير تتحدث عن الطلعات الجوية، ولم يأت ذكر الموضوع الإيراني إلا بشكل بسيط اثناء جلسات الإحاطة والاجتماعات.

وكان قائد القوات المسلحة الإيرانية الجنرال عطاء الله صالحي، هدد يوم الثلاثاء الماضي، حاملة الطائرات الأميركية التي خرجت من مياه الخليج الأسبوع الماضي، وقال: quot;اننا نحذر هذه السفينة، التي تعتبر تهديدا لناً، بألا تعود لأننا في ايران، لا نكرر كلامنا مرتينquot;.

التصريح الايراني توجه بشكل واضح إلى البارجة (يو. اس. اس جون ستينيس) الأميركية، التي كانت تعود أدراجها بعد توفير الدعم الجوي للقوات الأميركية خلال الأسابيع الأخيرة من الحرب في العراق، وتركت مياه الخليج متوجهة إلى محطة في بحر الشمال العربي المجاور.

كل المشاهد على متن البارجة طوال يوم الاربعاء، جنباً إلى جنب مع سلوك القوات البحرية الايرانية، عكست انطباعاً بعدم جدية التهديدات الايرانية وأنها مجرد كلمات للاستهلاك الشعبي، وليس بوصفها علامة على مواجهة وشيكة.

وأظهرت شاشات الرادار على متن البارجة الأميركية مجموعات من السفن الحربية الإيرانية، التي تجري مناورات بحرية. لكن تم فصل السفن الاميركية والايرانية عن بعضها، فلم تتحد واحدة الأخرى، خصوصواً وأن البارجة الأميركية كانت تعمل على إرسال الطائرات شمالاً لدعم القوات الاميركية في الحرب الأفغانية.

في وقت متأخر من بعد ظهر اليوم، لاحظ الأدميرال فالير إن طاقم السفينة استلم رسائل البريد الإلكتروني التي بعثها أهل البحارة وأصدقائهم في الولايات المتحدة، يعبرون عن قلقهم على سلامة العاملين على متن البارجة.

وشعر المستثمرون أيضاً بالقلق من أن تؤدي التهديدات والعلاقات المتوترة إلى رفع أسعار النفط، لكن فريق البارجة الأميركية قال ان السفن الايرانية لم تعمل على تصعيد التوتر أو تهديد ناقل الطائرات والسفن الحربية المرافقة بأي شكل من الأشكال.


واضاف فالير: quot;انهم لا يخرجون عن طريقهم ليقتربوا منا أو يحققوا معنا، ونحن لا نخرج عن طريقنا ولا ننحرف عن مسار مهماتنا الأساسيةquot;.

وأكمل طاقم السفينة الأميركية العمل المعتاد ولم يتأثروت بالتهديدات الإيرانية، واعتبروا أن موقفهم يتماشى مع تصريح وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الذي قال إن الولايات المتحدة لا تسعى لمواجهة مع إيران بشأن المرور في مضيق هرمز رغم رفضها لتهديد عسكري إيراني استهدف إبقاء حاملات الطائرات الأميركية خارج الخليج.

وقال المتحدث باسم بالوزارة جورج ليتل quot;مصلحتنا في مرور بحري مضمون وآمن للسفن العابرة لمضيق هرمزquot;، وأضاف quot;لا يسعى أحد في هذه الحكومة للمواجهة بشأن مضيق هرمزquot;. وقال الجيش الأميركي في وقت سابق اليوم إنه quot;سيواصل إرسال مجموعات ضاربة من حاملات الطائرات عبر الخليج عبر تحركات مقررة بانتظام ووفقاً للقانون الدوليquot;.