أمير ميرزا حكمتي

ذكرت تقارير صحافية أميركية على خلفية حكم إعدام أمير ميرزا حكمتي، ان ما زاد من تأزم وضع المذكور هو سوء العلاقات بين إيران والولايات المتحدة.


القاهرة: بعد صدور حكم يوم أمس الاثنين في إيران بإعدام الأميركي من أصل إيراني، أمير ميرزا حكمتي، 28 عاماً، بتهمة التجسس لصالح وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية quot;سي آي إيهquot;، رأت اليوم تقارير صحافية أميركية أن ما زاد الطين بلة بالنسبة لحكمتي هو أن الوضع الحالي للعلاقات بين إيران والولايات المتحدة يجعل قادة إيران غير مباليين، بإدانة واشنطن لهذا الحكم الذي صدر ضده.

واللافت كذلك، وفقاً لمجلة التايم الأميركية، هو أن إيران لم تتعود على إعدام الأميركيين المتهمين بالتجسس، حيث كانت تعتقلهم من قبل لفترات طويلة وتحاول أن تلعب بإطلاق سراحهم كورقة في لعبة البوكر الدبلوماسية المستمرة مع واشنطن، كما سبق وحدث مع المواطنين الأميركيين سارة شورد وشين باور وجوش فتال أو الصحافية روكسانا صابري أو الأكاديمية الأميركية هالة اسفندياري.

وبينما أفرجت إيران عن جميع هؤلاء الأميركيين، فإن الأجواء بين الدولتين تبقى في أقصى درجات توترها منذ عدة سنوات، في ظل التصعيد المحفوف بالمخاطر للمواجهة الحاصلة بينهما بشأن برنامج طهران النووي. وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم أمس، إن إيران بدأت بتخصيب اليورانيوم داخل إحدى المنشآت التحتية الصلبة في فوردو قرب مدينة قم. ورغم عدم خروج العمل هناك عن نطاق المسموح به، إلا أن التايم أوضحت أن هذا النشاط ينتهك مطلب مجلس الأمن المتعلق بتعليق طهران لعمليات التخصيب، وحقيقة أنها اتخذت مكاناً بداخل مفاعل تم تصميمه لتحمل الضربات الجوية أثار القلق لدى مؤيدي التدخل العسكري.

هذا وقد تصاعدت نبرة التحدي من جانب السلطات الإيرانية خلال الأشهر الأخيرة، رداً من جانبها على الحرب السرية التي يتم شنها ضد برنامجها النووي من قبل أجهزة مخابرات أجنبية وعلى الجهود التي تبذلها واشنطن لفرض عقوبات هدفها تقويض الاقتصاد الإيراني. فضلاً عن تزايد سمية الأجواء بين الدولتين خلال الفترة الأخيرة، في وقت بدأ يتساءل فيه كثيرون عن قدرة كلا الجانبين على تفادي المواجهة.

وتابعت التايم بقولها إن مثل هذه الأجواء لا تعتبر محفزة على الدخول في وساطات من أجل إطلاق سراح حكمتي، كما أن ظهوره على إحدى محطات التلفزيون الإيراني وهو يعترف بعمله لحساب السي آي إيه، لن يسهل على القيادة المنقسمة في طهران أن تقف إلى جواره. وبينما لا يزال أمامه 20 يوماً لاستئناف هذا الحكم، فإنه وحتى إن فشل في نقض الحكم، يمكن العفو عنه من قِبل المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.

وبالرغم من تصاعد التوتر بين الجانبين، لم تستبعد المجلة احتمالية أن تتجه الأمور صوب الدخول في مفاوضات. ولفتت المجلة هنا إلى أن تركيا قد يكون لها دور بارز على هذا الصعيد، خاصة وأنها تحظى بسجل لافت فيما يتعلق بجهود الوساطة.

وختمت التايم بقولها إن واشنطن ما زالت بحاجة إلى الأتراك بشكل أكبر مما سبق، لأن إستراتيجيتها الخاصة بإيران تفتقر إلى طريق يمكنها أن تحقق من خلاله هدفها المعلن المتمثل في التوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة. وبدا من الواضح الآن أن أنقرة هي الطرف الرئيسي فيما يتم بذله من جهود لنزع فتيل المواجهة، رغم أنه من غير المحتمل أن يتم التوصل لأي حلول على المدى القريب للقضايا القائمة في لب الصراع.