يتخوف الاميركيون من تداعيات وصول تكنولوجيا طائراتهم الآلية لأيدي الإيرانيين، والتي قد ينقلونها الى الروس أو الصينيين. فيما يعتبر خبراء ان ما تدعيه إيران بخصوص الدور الذي لعبته في إسقاط الطائرة ليس إلا محاولة من جانبها لتشتيت الانتباه عن الانعزال الذي تعيشه.


حرب التكنولوجيا الحربية بين ايران و اميركا

القاهرة: يحتمل أن تلجأ إيران الى روسيا أو الصين للحصول على مساعدة في تغيير التصميم الهندسي للطائرة الآلية الأميركية (من دون طيار) التي سقطت داخل حدودها العام الماضي، وذلك بسبب عدم امتلاك الجمهورية الإسلامية القدرة الصناعية التي تمكنها من تكرار تلك التكنولوجيا.

ونقلت في هذا السياق اليوم صحيفة quot;واشنطن تايمزquot; الأميركية عن خبراء أميركيين قولهم إن الصين وروسيا تمتلكان قدرات تصنيعية وعملية أوسع من تلك التي تمتلكها إيران، فضلاً عن قدراتهما المؤكدة على تغيير هندسة تكنولوجيا متطورة.

وكانت الصين قد أزاحت النقاب العام الماضي عن أول مقاتلة شبح خاصة بها، قال عنها الخبراء إنها صممت اعتمادا على طائرة إف- 117 أميركية تحطمت في صربيا منذ أكثر من 10 أعوام.

وفي هذا السياق قال بيتر سينغر، مدير مبادرة دفاع القرن الحادي والعشرين لدى معهد بروكينغز :quot; قدمنا أموراً هامةً لصناعة الطيران الصينيةquot;.

فيما أشار جو سيرينسيون، خبير في مجال الحد من التسلح، إلى أن تداعيات وصول تكنولوجيا الطائرات الآلية الأميركية لأيدي الإيرانيين أو الروس أو الصينيين ليست كارثية ولكنها بالتأكيد ليست جيدة.

وتابع العضو في اللجنة العلمية التي تقدم المشورة لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بقوله quot;الصين وروسيا ليسا خصمين، لكنهما ليسا أصدقاء بمعنى الكلمة، وأنت لا تحب مطلقاً أن تمنح منافسك أي ميزة، لكن أن يحصلوا على أكثر تقنياتك سرية فهذه مشكلة.quot;

الا ان سيرينسيون اكد ان حتى إن لم تتمكن إيران من تطوير نموذج مماثل لتلك الطائرة، فبمقدورها استخلاص معلومات قيمة.

وأضاف quot; إذا علمت إيران على سبيل المثال أن الولايات المتحدة تمتلك راداراً خارقاً، فإنها ستحاول أن تركز منشآتها خارج نطاق المراقبة الأميركية، فمعرفتك بما يمكن لعدوك أن يراه تساعدك على إخفاء أنشطتك بشكل أفضل.quot;

وفي مقابل ذلك، رفض ناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية quot;البنتاغونquot; أن يعلق على هذا الأمر، واكتفى بالإشارة إلى البيان الذي أصدره جاي كارني، السكرتير الصحافي بالبيت الأبيض، في الثالث عشر من الشهر الماضي، والذي أوضح فيه أن ما تدعيه إيران بخصوص الدور الذي لعبته في إسقاط الطائرة ليس إلا محاولة من جانبها لتشتيت الانتباه عن كثير من المشكلات الداخلية التي تعانيها، واقتصادها المتدهور، وكذلك مستوى الانعزال الذي لم يسبق لها أن شهدته من قبل.

ثم مضت الصحيفة تقول إن بمقدور المهندسين الذين عملوا مع الجيش الأميركي أن يتكهنوا علناً بطبيعة التقنيات الحساسة التي كانت موجودة في طائرة المراقبة التي سقطت في إيران.

فيما لفتت إلى أن الخصائص الحساسة قد تشتمل على شكل الطائرة، والطلاء، والبرمجيات، وأجهزة الاستشعار. وقال بريان أرغرو، مدير مركز البحوث والهندسية للمركبات غير المأهولة في جامعة كولورادو، إن المداخل وأجزاء الذيل، على سبيل المثال، ثبتت بطريقة تضمن تقليل احتمالات الكشف عنها عن طريق الرادار.

ويوضح سينغر في السياق ذاته أن تلك الطائرة كانت تمتلك أيضاً راداراً مصفوفا على مراحل، وهو الذي يتيح استخدام الرادار والبقاء مختفياً، كما تمتلك أجهزة استشعار فيديو كاملة الحركة وأجهزة استشعار أخرى يمكنها الكشف عن تركيب المواد أو بقايا المواد المشعة، لكنها غير مزودة بمنصة أسلحة مثل نوعيات أخرى من الطائرات.

ومع هذا، أوضح رضا المرعشي مدير الأبحاث في المجلس الوطني الأميركي الإيراني، ان تلك الطائرة صُنِّعَت قبل بضع سنوات، ولم تعد تشكل أفضل ما تمتلكه الولايات المتحدة من تقنيات.

ومن جانبه مدير الأعمال التجارية في شركة quot;نورثروب غرومانquot; الأميركية المتخصصة في التكنولوجيا الدفاعية إدوارد والبي اعتبر أنه حتى وإن تلقت إيران مساعدة من الصين وروسيا، فإنها ستجد صعوبة في إعادة تطوير الطائرة.