يبدو أنّ صمت زوجة الرئيس السوري أسماء الاسد إزاء الأحداث المستمرة في بلادها منذ عشرة اشهر، قسّم السوريين حولها وجعلها موضع انتقاد، بعضه شديد القسوة. وتحوّلت quot;الأنيقة المنفتحة والمثقفةquot; بالنسبة إلى كثيرين إلى quot;متواطئة مع المجرمينquot;.

آخر ظهور لاسماء الأسد كان الأربعاء الماضي بمناسبة خطاب بشار الأسد

بيروت: حتى وقت قصير مضى، كانت زوجة الرئيس السوري اسماء الاسد محط انظار الاعلام الغربي الذي اسهب في وصف اناقتها وانفتاحها وثقافتها، ومصدر فخر الشعب السوري لما ادخلته من نفحة عصرية على الرئاسة الاولى، الا ان صمتها ازاء الاحداث المستمرة في بلادها منذ عشرة اشهر قسّم السوريين حولها وجعلها موضع انتقاد، بعضه شديد القسوة.

واثار ظهور اسماء الاسد للمرة الاولى منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية في منتصف آذار/مارس، الى جانب زوجها الذي تعهد امام حشد من مؤيديه القضاء على quot;المؤامرةquot; التي يواجهها نظامه، جدلا واسعا.

ويقول الخبير في الشأن السوري اندرو تابلر الذي عمل في العام 2003 مستشارا اعلاميا للجمعيات الخيرية التي ترأسها اسماء الاسد، ان ظهورها مع زوجها الاربعاء الماضي في ساحة الامويين في دمشق quot;يدل على وقوفها الى جانب زوجها وانهما متوافقان. من الواضح انها جزء من النظامquot;.

واحتلت صور اسماء الاسد الى جانب طفلين من اولادها الثلاثة في ساحة الامويين الاربعاء الماضي الصفحات الاولى من صحف عربية ودولية عدة، مثيرة انتقادات حادة من طرف السوريين المعارضين.

وكتب ناشط على موقع تويتر ساخرا quot;ماما والاطفال جاؤوا ليصفقوا لبابا الطاغيةquot;. فيما طالب مدون آخر بسحب الجنسية البريطانية من اسماء الاسد التي ولدت وتلقت دروسها في لندن، ومن افراد عائلتها quot;المتواطئين في ارتكاب جرائم حربquot;.

وكان صمت السيدة الاولى عن القمع الدامي للمحتجين المستمر منذ عشرة اشهر اثار استياء المعارضين الذين وصفها احدهم على موقع تويتر بانها quot;ماري انطوانيت العصر الحديثquot;.

في المقابل، لا يتوقف المؤيدون للنظام عن كيل المدائح لها. وكتب احدهم على موقع فيسبوك الالكتروني للتواصل quot;تستحقين لقب السيدة الأولى على مستوى العالم وليس سوريا فقطquot;. وكتب آخر quot;خلف كل رجل عظيم امرأة وخلف قائدنا العظيم عظيمة نساء الكون جميعاquot;.

ولطالما نظر الى اسماء الاسد (36 عاما)، ابنة طبيب القلب المرموق في بريطانيا فواز الاخرس والدبلوماسية السورية المتقاعدة سحر عطري، على انها تمثل quot;الوجه اللطيف والعصريquot; من النظام السوري.

وقد استقبلت اسماء مع زوجها في السنوات الماضية شخصيات عالمية بينها ملك اسبانيا خوان كارلوس وزوجته صوفيا والممثلان الزوجان براد بيت وانجلينا جولي.

ويقول تابلر الذي وضع كتابا عن النظام السوري بعنوان quot;في عرين الاسدquot; ان اسماء الاسد quot;جزء مهم من جهاز العلاقات العامة للنظامquot;.

وصرّحت اسماء الاسد خلال زيارة مع زوجها لباريس العام 2010 لمجلة quot;باري ماتشquot; الفرنسية بانها اقترنت بزوجها لما يجسد من quot;قيمquot;. ولم تتوان المجلة الفرنسية عن وصفها يومذاك بانها quot;شعاع نور في بلد تسوده الظلماتquot;.

أما مجلة quot;فوغquot; الاميركية فقد اختارت لها صفة quot;وردة الصحراءquot;، الا انها عادت وسحبت المقابلة معها عن موقعها الالكتروني بعد اندلاع الحركة الاحتجاجية في سوريا في منتصف اذار/مارس الماضي.

وفي سوريا، كانت اسماء الاسد تمثل للكثيرين املا واعدا بالحداثة في بلد عانى طويلا من العزلة الدولية، وقد نسب الى هذه السيدة التي عملت في مصارف دولية في لندن دور كبير في تحرير الاقتصاد السوري من النظام الموجه.

لكن هذه الصورة التي كانت سائدة عنها وعن زوجها quot;تحطمت تماماquot; بعد اندلاع الانتفاضة الشعبية في سوريا، بحسب تابلر الذي يصف اسماء الاسد بانها quot;ذات شخصية قوية قادرة على فرض رأيها بظاهر لطيفquot;.

وكان بشار واسماء الاسد يشكلان رمزا للتعايش بين الطوائف المتعددة في سوريا، اذ ينتمي هو الى الاقلية العلوية فيما هي من عائلة سنية. ومع سقوط الاف القتلى جراء قمع الحركة الاحتجاجية، بدا كل منهما منفصلا عن الواقع.

وفي العام 2009 تحدثت اسماء الاسد لشبكة quot;سي ان انquot; التلفزيونية الاميركية عن اطفال غزة ومعاناتهم جراء العملية العسكرية الاسرائيلية على القطاع، مستغربة وقوع عملية كهذه في القرن الحادي والعشرين.

واستعاد ناشط سوري معارض اخيرا هذه المقابلة قائلا على موقع quot;يوتيوبquot; الالكتروني quot;توقفي عن النفاق! انتم تقتلون شعبكمquot;.