نيويورك: صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاربعاء ان روسيا، الدولة التي تمتلك حق النقض (الفيتو) في مجلس الامن، سترفض نشر اية قوات في سوريا او فرض اية عقوبات عليها.وقال quot;بالنسبة لنا فان الخط الاحمر واضح. لن ندعم فرض اي عقوباتquot; مضيفا ان اي دولة ترغب في اي تدخل عسكري في سوريا quot;لن تحصل على اي تفويض من مجلس الامن الدوليquot;.
واعلن دبلوماسيون ان محادثات في مجلس الامن الدولي بشأن مشروع قرار روسي حول الوضع في سوريا استمرت اكثر من اربع ساعات الثلاثاء ومن دون ان يقترب اعضاء المجلس من اتفاق. وبحث خبراء من الدول ال15 الاعضاء في المجلس مشروع القرار الروسي في وقت تزايدت فيه الانتقادات حول عجز الامم المتحدة امام اعمال العنف في سوريا.
وقال دبلوماسي غربي من بلد ضالع في هذه المحادثات quot;جرت محادثات لاكثر من اربع ساعات ولكنها لم تتناول الا فقرات مقدمةquot; النص.وقال دبلوماسي غربي اخر فضل عدم الكشف عن هويته quot;لا يبذل فعلا اي جهد لردم الهوةquot; بين مختلف وجهات النظر.
واستعملت روسيا والصين حق النقض لمنع تمرير قرار صاغه الاوروبيون لادانة سوريا حيث تقول الامم المتحدة ان 5400 شخص قتلوا في حملة القمع التي يشنها النظام ضد المحتجين منذ اذار/مارس.
وتأتي تصريحات لافروف في أعقاب تعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما بمواصلة الجهود اللازمة لممارسة الضغوط التي تستهدف حمل الرئيس السوري بشار الأسد على التنحي عن الحكم. وقال أوباما الثلاثاء إن أعمال العنف في سوريا وصلت إلى quot; مستويات غير مقبولةquot; مجددا دعوته للرئيس السوري بشار الأسد وحكومته بالتنحي عن السلطة.
وأوضح أوباما بعد لقائه العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في البيت الأبيض قائلا: quot; لا نزال نرى مستويات غير مقبولة من العنف في سوريا وسنواصل مشاورتنا عن كثب مع الأردن لزيادة الضغوط الدولية وتهيئة المناخ لتشجيع النظام السوري على التنحي عن السلطةquot;. وأشاد أوباما بالعاهل الاردني مذكرا بأنه كان الزعيم العربي الأول الذي دعا الرئيس السوري إلى التنحي عن السلطة.
بكين تدافع عن الجامعة العربية وعن quot;فعاليةquot; مراقبيها في سوريا

من جانبها، دافعت بكين من جديد الاربعاء عن خطة للخروج من الازمة في سوريا تحت اشراف الجامعة العربية، معتبرة ان مهمة المراقبين فيها quot;فعالةquot; وان على مجلس الامن التشجيع على quot;حوار سياسيquot;.وقال ليو ويمين المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية quot;حتى لو ان العنف في سوريا لم يتوقف بالكامل، تحسن الوضع الامني في مناطق (سورية) مهمة، وهذا ما يؤكد ان عمل مهمة المراقبين فعالquot;.

ومع تحفظه المعتاد عن طرح عقوبات محتملة ضد النظام السوري الذي يواصل عمليات القمع العنيفة، دعا ليو جميع الاطراف الى quot;التعاون التام مع جهود الوساطة التي تقوم بها الجامعة العربيةquot;. وشدد المتحدث على ان quot;الصين تدعم حل الازمة السورية في اطار الجامعة العربيةquot;، حتى لو ان مهمة المراقبين العرب تعرضت لانتقادات كثيرة بسبب عجزها عن وقف اراقة الدماء.

وفي شأن مشروع القرار الروسي الجديد الذي يناقشه مجلس الامن، شدد المتحدث على ان من الضروري ان تشجع هذه المفاوضات quot;حوارا سياسيا لحل النزاعquot;. واضاف ان quot;الصين تقدر الجهود التي تبذلها روسيا لحل الازمة في سوريا وهي على استعداد للمشاركة في المناقشات على قاعدة اقتراح القرار الروسيquot;.

وكانت موسكو وبكين استخدمتا في الرابع من تشرين الاول/اكتوبر حقهما في النقض على مشروع قرار للبلدان الغربية يهدد النظام السوري ب quot;تدابير محددة الاهدافquot; لوقف القمع الدامي الذي اسفر عن 5400 قتيل منذ منتصف اذار/مارس، كما تقول الامم المتحدة.
مسؤول أممي: ندعم توجه الجامعة العربية لمعالجة الملف السوري
هذا وقال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة ناصر عبد العزيز النصر إن ملف معالجة الوضع السوري ما زال في يد الجامعة العربية وأن المنظمة الدولية المتحدة تدعم هذا التوجه وبانتظار ما يتم الاتفاق عليه من جانب الجامعة العربية.
وقال النصر في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن احمد آل خليفة اليوم إن اجتماعاً وزارياً لجامعة الدول العربية سيعقد الأسبوع المقبل لتقييم ما نفذته سوريا بشأن ما تم الاتفاق عليه سابقا مضيفا انه بعد الاجتماع سيتم الاتفاق على الخطوة القادمة.
وأكد تشجيع الأمم المتحدة لدعم المنظمات الاقليمية في التعامل مع القضايا الحساسة في مناطقها مضيفا أن المنظمة الدولية لا تفضل التدخل الا بعد عدم قدرة المنظمات الاقليمية على حل تلك المشكلات. وعن زيارته الى البحرين قال انه تم التباحث في عدد من الموضوعات من أهمها موضوع الوساطة الذي تعمل الجمعية العامة للأمم المتحدة على تعزيزه لحل النزاعات بطرق سلمية مشيرا بهذا الخصوص الى مؤتمر دولي سيعقد في اسطنبول للخروج منه بتصورات لمعالجة المشكلات والأزمات عن طريق الوساطة.
من ناحيته قال وزير الخارجية البحريني انه تم التباحث مع رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة في مسألة استخدم مبدأ الوساطة كوسيلة لحل النزاعات بين الدول خصوصا وأن كثيرا من النزاعات وصلت الى مراحل من العنف قبل اللجوء الى الوساطات لحلها.
وفي رده على سؤال حول التهديد الايراني باغلاق مضيق هرمز قال الشيخ خالد quot;ان منطق التهديد والوعيد غير مقبولquot; خصوصا في مثل هذه المنطقة الحساسة من العالم مضيفا انه اذا صدر قرار دولي يتعلق بأي دولة في المنطقة quot;فاننا سنلتزم به لان هذا جزء من المسؤولية تجاه الأمم المتحدةquot;.
وأضاف أن ايران دولة جارة نتطلع الى علاقات طيبة معها مؤكدا أن مملكة البحرين لم تصدر تجاه ايران أي استفزاز بأي شكل من الأشكال معربا عن أمله أن تبقى المنطقة آمنة لأنها منطقة تهم العالم أجمع وفيها أهم الممرات المائية التي يتم عبرها تصدير الطاقة الى العالم كله.