جوهانسبورغ: تقدم جنوب افريقيا، بترشيحها السيدة نكوسازانا دلاميني-زوما الى رئاسة مفوضية الاتحاد الافريقي، دبلوماسية صاحبة خبرة وذات شخصية قوية عرفت بصرامتها وقدرتها على ان تجمع من حولها اداريين اكفاء.

وقد قادت المراة (62 سنة) التي تعتبر الاقوى وربما الاكثر نفوذا في جيلها في جنوب افريقيا والمناضلة السابقة في مكافحة نظام الميز العنصري وهي طبيبة اطفال، دبلوماسية بلادها طيلة عشر سنوات من 1999 الى 2009 قبل تعيينها وزيرة الداخلية.

ويرى كيث غوتسشالك من جامعة كاب الغربية ان السيدة دلاميني-زوما quot;امراة سياسية محنكة، تتمتع بخبرة ولم يسهب الاعلام في التحدث عن نجاحاتها لكن حصيلتها في الممارسة السياسية تشهد لهاquot;.

واكد المحلل ان quot;مقاربتها البراغماتية تجعل منها شخصية سياسية من الطراز الرفيعquot;.

ومن نجاحاتها انها قامت بدور كبير في المفاوضات التي ادت الى وضع حد للحرب الاهلية في جمهورية الكونغو الديموقراطية.

وقال دبلوماسي افريقي لفرانس برس quot;انها تحسن الاصغاء، وتاخذ الوقت اللازم للتحليل وتعطي الانطباع بانها ليست ممن يسهل التواصل معه، ولا تحبذ التصريحات الصحافية لكنها تتحدث عندما ينجز امر ماquot;.

من جانبه قال المحلل برينس ماشيلي الذي عمل معها عندما كانت في وزارة الخارجية quot;كانت لتحقق نجاحا اكثر لو كانت بشوشة اكثر، لكن ذلك ليس من شخصيتهاquot;.

واضاف quot;انها تاخذ عملها على محمل الجد كثيرا وتتمتع بميزة نادرة وهي انها تعرف كيف تعين اداريين جيدين جدا وتختار مهنيين موهوبين مما ساهم في سمعتها الممتازةquot;.

ودلاميني-زوما الزوجة السابقة للرئيس الحالي جاكوب زوما، تشغل حاليا منصب وزيرة الداخلية. وفي هذا المنصب ايضا اتاحت لها صرامتها اعادة تنظيم الوزارة التي كانت تعرف بسوء ادارتها.

ولدت في 27 كانون الثاني/يناير 1949 وبدات خوض معترك السياسة منذ دراستها مع التحاقها بالمؤتمر الوطني الافريقي الذي كان حربة النضال ضد نظام الميز العنصري حينها.

وعندما استهدفتها شرطة النظام في فترة كان المناضلون يغامرون بحياتهم، اختارت المنفى لمواصلة دراستها في جامعتي بريستول وليفربول البريطانيتين ومن هناك ساهمت في تنظيم نضال المؤتمر الوطني الافريقي في الخارج.

وارتقت المراتب واحدة تلو الاخرى داخل الحزب وقضت وقتها بين لندن وجنوب افريقيا. وفي سوازيلاند حيث كانت تمارس مهنة طبيبة اطفال في المستشفى، التقت جاكوب زوما، وفي 1982 صارت الزوجة الثالثة للرئيس المتعدد الزوجات، لكنهما تطلقا سنة 1998.

وعادت الى جنوب افريقيا في 1990 بعد ان اصبح المؤتمر الوطني الافريقي حزبا شرعيا. وفي 1994 كلفها نلسون مانديلا عندما تولى الحكم، وزارة الصحة ومهمة ضخمة تتمثل في اعادة تنظيم نظام الصحة العمومية الذي كان يقوم على مبدا الميز العنصري.

ونجحت خصوصا في المصادقة على قانون يسمح للمواطنين الاكثر فقرا من الحصول مجانا على العلاج الاساسي..