الجامعة العربية تؤكد أنّ آلة القتل لا تزال تعمل في كل مكان في سوريا

دعا رئيس وزراء قطر وزير الخارجية حمد بن جاسم آل ثاني باسم الجامعة العربية دعا مجلس الأمن الدولي الثلاثاء إلى اتخاذ خطوات لوقف آلة القتل في سوريا. يأتي ذلك فيما تتوالى الدعوات الغربية إلى وضع حدّ للقمع، في حين تعهّدت دمشق بالتصدي لأعدائها.


نيويورك: اتهم رئيس وزراء قطر وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، الذي تحدث في مستهل جلسة لمجلس الأمن، مخصصة لمناقشة الأزمة السورية، وحضرها وزراء خارجية دول عدة، اتهم نظام الرئيس السوري بشار الأسد بـquot;قتل شعبهquot;.

وقال إن quot;جهودنا ومبادراتنا ذهبت أدراج الرياحquot;، إذ لم تبذل الحكومة السورية أي جهد للتعاون مع جهودنا، quot;ولم يكن لديها حل سوى قتل شعبهاquot;. وأضاف quot;آلة القتل لا تزال تعمل، والعنف يستشري في كل مكانquot;.

ودعا رئيس الوزراء القطري الأمم المتحدة إلى اعتماد مشروع القرار، الذي تقدم به المغرب، ويدعو إلى تسليم الرئيس السوري مهامه إلى نائبه لإنهاء العنف، والبدء بمفاوضات لإيجاد حل للأزمة، معتبرًا أن عدم قيام مجلس الأمن بذلك سيوجّه quot;رسالة خاطئةquot; إلى النظام السوري تشجّعه على الاستمرار في quot;آلة القتلquot;.

وكانت روسيا، العضو الدائم في مجلس الأمن وحليفة سوريا، أعلنت عن معارضتها لمشروع القرار هذا.

وكانت المعارضة السورية قد دعت الثلاثاء المجتمع الدولي إلى quot;نجدةquot; الشعب السوري مما يتعرّض له من قمع على يد النظام، وذلك قبل ساعات من اجتماع مجلس الأمن الدولي المنقسم، في مسعى إلى وقف حمّام الدم.

وناشد المجلس الوطني السوري، أبرز قوى المعارضة، في بيان quot;منظمات وهيئات الإغاثة الدولية والضمير العالمي، المسارعة إلى نجدة الشعب السوري، الذي يذبح ويقتل ويعتقل ويعذب، وسط ظروف لا إنسانيةquot;.

كلينتون: عدم تحرك مجلس الأمن يضعف quot;مصداقيةquot; الأمم المتحدة

أكدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الثلاثاء أن عدم تحرك مجلس الأمن الدولي بسرعة لحل الوضع في سوريا سيضعف quot;مصداقية الأمم المتحدةquot;.

وقالت كلينتون متوجّهة إلى مجلس الأمن خلال جلسة علنية مخصصة لبحث الأزمة السورية quot;حان الوقت كي تضع الأسرة الدولية خلافاتها جانبًا، وترسل رسالة دعم واضحة إلى الشعب السوريquot;، داعية الدول الأعضاء الـ15 إلى تبنى قرار يدعم خطة الجامعة العربية في سوريا.

وأضافت أن quot;الحل الآخر- الاستخفاف بالجامعة العربية، والتخلي عن الشعب السوري، وتشجيع الديكتاتور على القيام بمزيد من التهور- يزيد من تفاقم هذه المأساة، ويمنعنا من تحمل مسؤولياتنا، ويضعف مصداقية الأمم المتحدةquot;.

وبعدما أشارت إلى تصاعد أعمال العنف والخطر المتزايد لنشوب quot;حرب أهليةquot;، اعتبرت أنه quot;على رغم سياسته التي لا ترحم، فإن حكم الرعب الذي يمارسه (الرئيس السوري بشار) الأسد سينتهي، وسيتمكن الشعب السوري من تحديد مصيرهquot;.

وأضافت quot;السؤال هو معرفة كم من المدنيين الأبرياء سيموتون قبل أن يسلم الأسد بالواقع، وما هي درجة اللااستقرار التي سيخلفها وراءهquot;.

وأوضحت quot;أمامنا خيار: دعم الشعب في سوريا والمنطقة أو أن نصبح شركاء في استمرار العنفquot;.

وقالت أيضًا إن quot;الولايات المتحدة تلحّ على مجلس الأمن لدعم نداء الجامعة العربية إلى قيام مرحلة انتقالية سياسية في سورياquot;. وتنصّ خطة الجامعة العربية، التي ترفضها موسكو حتى الآن، خصوصًا على نقل السلطة إلى نائب الرئيس السوري، وإجراء انتخابات حرة.

وأضافت كلينتون متوجّهة إلى روسيا والصين quot;بعض أعضاء مجلس الأمن قلقون من خطر ليبيا أخرى، إنها مقارنة سيئة، فسوريا هي حالة فريدة، تتطلب مقاربة محددةquot;.

جوبيه: على مجلس الأمن الخروج عن quot;صمته المخزيquot;

دعا وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه الثلاثاء مجلس الأمن الدولي إلى الخروج عن quot;صمته المخزيquot; بشأن سوريا، من خلال تبني قرار يدعم خطة الجامعة العربية حول الأزمة السورية.

وقال جوبيه في اجتماع لمجلس الأمن الدولي خصص لمناقشة الأزمة السورية، وشارك فيه أيضًا نظيراه في الولايات المتحدة هيلاري كلينتون وبريطانيا وليام هيغ quot;اليوم نجتمع كي ننهي الصمت المخزي لهذا المجلسquot;.

وأضاف quot;نجتمع اليوم كي يتولى مجلس الأمن مسؤولياته أمام شعب يعانيquot;. وأوضح quot;من واجبه أن يتخذ قرارًا حول حالات خطرة، كما هو الحال في سوريا (...) بأن يتبنى سريعًا وبدعم كبير مشروع القرار quot;الذي يدافع عنه الأوروبيون والدول العربية، ولكن تعرقله حتى الآن روسيا والصين.

وقال جوبيه أيضًا quot;يعود إلى الجامعة العربية أن تطبّقquot; خطتها، التي تنص خصوصًا على نقل سلطة بشار الأسد إلى نائبه وإجراءات انتخابات حرة. وأضاف quot;مسؤوليتنا هي أن نساعدها في تطبيق هذه الخطة بتوجيه رسالة واضحة إلى النظام السوري بأن الأسرة الدولية موحدة خلف الجهود العربيةquot;.

دمشق: سنواجه أعدائنا !

رفض المندوب السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري الثلاثاء المسودة الأخيرة من مشروع قرار في مجلس الأمن، يدعو الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحّي، مؤكدًا أن دمشق ستواجه quot;أعداءهاquot;.

وأشار في كلمة أمام مجلس الأمن خلال جلسة مخصصة لمناقشة الأزمة في بلاده إلى أن سوريا ستواجه بحزم quot;أعداءهاquot;، متهمًا الجامعة العربية بأنها quot;تلتقي مع المخططات غير العربية الهادفة إلى تدمير سورياquot;. ورأى أن في مشروع القرار المقدم إلى مجلس الأمن quot;التفافًا على نجاح مهمةquot; المراقبين العرب في سوريا.

وأكد الجعفري أن سوريا quot;ترفض أي قرار خارج إطار خطة العمل العربية، التي وافقت عليها، والبروتوكول الموقع بينها وبين الجامعة العربية، وتعتبر القرار الذي صدر من اجتماع مجلس الجامعة الأخير انتهاكًا لسيادتها الوطنية وتدخلاً سافرًا في شؤونها الداخلية، وخرقًا فاضحًا للأهداف، التي أنشئت من أجلها الجامعة العربيةquot;.

وافتتحت جلسة مهمة لمجلس الأمن الثلاثاء بحضور وزراء خارجية دول عدة. ومارس وزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، هيلاري كلينتون وآلان جوبيه ووليام هيغ، ضغطًا على مجلس الأمن لتمرير قرار حول سوريا بعد أكثر من عشرة أشهر من الصمت على القمع، الذي تشهده سوريا، والذي أسفر عن سقوط أكثر من 5 آلاف قتيل بحسب الأمم المتحدة.

وتعارض روسيا والصين، اللتان تملكان حق النقض داخل مجلس الأمن، أي قرار يتضمن تغييرًا للنظام في سوريا.

وفي إشارة ضمنية إلى المعارضة الروسية والصينية، رفض جوبيه أي مقارنة مع النزاع في ليبيا. وقال quot;سوريا ليست ليبياquot;، مضيفًا quot;لا شيء، أبدًا لا شيء، في مشروع القرار (...) يمكن أن يفسر على أن هناك موافقة للجوء إلى القوةquot;.

وأضاف quot;لا ننوي إطلاقًا فرض أي نظام سياسي من الخارج. يعود إلى السوريين القيام بذلكquot;.

روسيا تدعو الأمم المتحدة إلى عدم زجّ نفسها في quot;الشأن الداخليquot; السوري

رفض سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين الثلاثاء مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو الرئيس السوري بشار الأسد إلى التخلي عن السلطة، معتبرًا أنه يتوجب على الأمم المتحدة أن لا تزجّ نفسها في نزاع quot;داخليquot;.

واعتبر تشوركين أنه ربما توجد quot;آخر فرصة لكسر دوامة العنفquot; في سوريا. ولكنه أضاف أنه quot;لا يجوز أن يفرض مجلس الأمن شروط تسوية داخلية (للأزمة). بكل بساطة، ليس بإمكانه أن يفعل ذلكquot;.

وقال quot;نحن مقتنعون أنه في الوقت الذي تحصل فيه أزمة سياسية داخلية خطرة، فإن دور الأسرة الدولية لا يجوز أن يكون تأجيج الأزمةquot;.

وأضاف إن quot;روسيا، التي تشيد بالاتصالات الوثيقة التي تقيمها مع الشعب السوري ومع العالم العربي، تعمل منذ البدء كي يكون الشعب السوري قادرًا على اتخاذ قراره بنفسهquot;.