انقرة: اكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بوضوح الاحد نيته الاحتفاظ بمقاليد السلطة في بلاده عبر الترشح عام 2014 لرئاسة تعطى صلاحيات اكبر، رغم تباطوء الاقتصاد وتدهور النزاع الكردي.
ونوايا الرجل القوي في تركيا كانت معروفة الى حد كبير لكنها اصبحت اليوم شفافة تقريبا. وقد اعيد انتخابه الاحد على رأس حزبه quot;حزب العدالة والتنميةquot; (المنبثق من التيار الاسلامي) والحاكم منذ 2002. واكد اردوغان امام اركان حزبه خلال مؤتمره العام في انقرة انه لا يعتزم (وهو في سن 58) التقاعد قريبا.
وقال رئيس الحكومة الذي سيكون مضطرا للتخلي عن قيادة حزب العدالة والتنمية في 2015 quot;هذا ليس وداعاquot; مضيفا quot;سنبقى في خدمة امتنا بكل السبلquot;. وقال quot;كما سنبذل كل جهودنا في كل من المهمات التي ستوكلها الينا امتناquot;.
وقال عمر شاهين رئيس تحرير صحيفة راديكال الليبرالية quot;هذا المؤتمر اثبت بوضوح ان اردوغان مستعد للرئاسة اذا رشحه حزبه لتولي هذا المنصبquot;.
وكما اوضح بنفسه الاحد، اصبح رئيس الوزراء يرغب في تعديل الدستور في البلاد على مقاسه عبر توسيع صلاحيات رئيس الدولة. ويريد اردوغان، مع انتهاء ولاية غول في 2014، الانتقال الى نظام quot;رئاسيquot; اكثر مع صلاحيات دستورية اكبر.
واللجنة التي يفترض ان تبحث هذا الاصلاح غارقة حاليا في التنافس الحاصل بين حزب العدالة والتنمية والمعارضة. وحرص اردوغان الاحد على ايقاظها قائلا quot;نحن بحاجة ماسة الى دستور جديد يعكس رغبة الشعب على اعلى مستوىquot; مضيفا quot;سنواصل هذه العملية مع الذين يريدون ذلكquot;.
لكن رغم انه يعتبر الرجل القوي في تركيا بدون منازع، الا ان رجب طيب اردوغان لا يحظى باجماع في بلاده. فهناك العديد من الاطراف في المعارضة والمجتمع المدني ينتقدون اساليبه السلطوية وينددون بادائه في مجال احترام حقوق الانسان.
وقد اظهر استطلاع للراي نشر الاسبوع الماضي ان الاتراك سيفضلون عليه عبد الله غول العضو ايضا في حزب العدالة والتنمية، في عام 2014.
وقبل ان يعلن ترشيحه، استفاد اردوغان من فرصة انعقاد المؤتمر العام للحزب الاحد لكي يعزز سلطته على بعض المراكز الاساسية في الحزب ولكي يبرز اداءه لا سيما في المجال الاقتصادي. واذا كان النمو في تركيا شهد ارتفاعا كبيرا في 2012، فان اردوغان حرص على التذكير بان اجمالي الناتج المحلي في بلاده تضاعف بمعدل ثلاث مرات منذ 2002.
وفي مجال الديموقراطية ايضا، تحدث اردوغان بفخر عن انهائه حقبة الانقلابات التي سادت تركيا منذ الستينيات. وقال quot;لقد اثبتنا لكل العالم ان ديموقراطية متقدمة يمكن ان تتواجد في بلد ذات غالبية مسلمة كبرىquot;.
لكن خطابه لم يقنع كثيرا لا سيما حين تحدث عن النزاع الكردي الذي يشهد منذ اشهر احدى اسوأ فتراته الدموية خلال السنوات العشر الماضية.
وامام اعضاء الحزب كرر رئيس الوزراء، كما فعل الاسبوع الماضي على التلفزيون، القول انه مستعد لاستئناف الحوار مع انفصاليي حزب العمال الكردستاني. وقال المحلل سولي اوزل من جامعة بيلجي في اسطنبول quot;استنتج من ذلك ان الحرب مع حزب العمال الكردستاني ستتكثفquot;.
وقال دبلوماسي غربي ان quot;الاشهر المقبلة ستكشف لنا ما اذا كنا نرى امامنا اردوغان كرجل سياسي او اردوغان رجل دولةquot; مضيفا quot;فقط اذا طغى دوره كرجل دولة سنتمكن من ان نشهد تقدما حقيقيا ... في القضية الكرديةquot;.
التعليقات