يصل الرئيس الفرنسي غدا الأحد إلى السعودية المحطة الثانية في المنطقة، بعد أن يقوم بزيارة سريعة إلى لبنان، وسيتخلل لقاءه بالملك عبدالله بحث ملفات الأزمتين السورية واللبنانية، إضافة إلى النووي الإيراني.

الرياض: يصل رئيس الجمهورية الفرنسية فرانسوا هولاند إلى جدة الأحد في زيارة للمملكة العربية السعودية يلتقي خلالها العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بعد زيارة خاطفة سيقوم بها هولاند إلى لبنان.

ويزور هولاند لبنان في ظل أزمات سياسية متكررة، منها طلبات المعارضة باسقاط الحكومة، وتشكيل حكومة إنقاذ وطني، إضافة إلى الأزمة على الحدود مع سوريا التي تشهد حراكا مستمرا مع شرارات تتطاير من أزمة سوريا الطويلة.

سيتم خلال لقاء العاهل السعودي بالرئيس الفرنسي، بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، إضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. هذا اللقاء بحسب مراقبين، سيعكس أهمية كبيرة جداً للدور السعودي الدولي والمحوري، إذ يرتكز حول محورين رئيسين، الأول: في اختيار الرئيس الفرنسي المملكة العربية السعودية، والثاني: في اختيار الزمان الذي يشكل ظرفاً دقيقاً، تشهد فيه المنطقة والعالم أزمات متعددة، أثرت سلباً على الأمن والسلم الدوليين، وعلى الاستقرار العام.

وأضاف مراقبون أن مباحثات الطرفين ستطرق إلى ثلاثة موضوعات هي: الأزمة السورية، والنووي الإيراني، والوضع في لبنان.

ومن المتوقع حضور وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل هذا اللقاء، كأول مهمة يباشرها عقب عودته من فترة النقاهة التي قضاها في الخارج وتماثله للشفاء عقب العملية الجراحية.

تتوافق الرؤيتين السعودية والفرنسية بشأن أزمة سوريا، حيث يجتمعان على ضرورة مغادرة النظام السوري الحالي السلطة، إضافة إلى فرض الأمن على الساحة اللبنانية، وألا تنعكس شرارة الثورة السورية على الساحة اللبنانية.

وتشهد العلاقة بين باريس والرياض تميزًا منذ القدم، وهي تتميز كلما ابتعدت بها السنون حسب ما يعلنه قادة البلدين في اجتماعاتهم المشتركة، منذ عهد شيراك وخلفه ساركوزي، وحتى الآن مع وجود الحزب اليميني في الإليزيه مع الرئيس هولاند.

وخلال الأشهر الماضية شهدت العلاقة quot;الباريسيةquot; مع الرياض تميزًا على صعيد القيم المعرفية والثقافية، وكان ذلك الأمر جليًا في وجود الجمهورية الفرنسية ضيفة الشرف في المهرجان الثقافي الأكبر على مستوى العالم العربي (الجنادرية) وحضورها الذي شكل للعديد من أفراد وأسر المجتمع السعودي نافذة معرفية على المجتمع الفرنسي الذي يحتضن كذلك العديد من أبناء السعودية للدراسة في مجالات العلوم المختلفة، في إشارة يراها المتخصصون أنها تنبئ إلى الاستثمار في الموارد البشرية من خلال الاحتكاك بالثقافات الغربية الأخرى.

وكان العاهل السعودي الملك عبدالله زار الجمهورية الفرنسية في العام 2007 في زيارة له هي الأولى منذ توليه مقاليد الحكم، وتكررت زيارات المسؤولين السعوديين إلى بلاد النور منذ تولي هولاند رئاسة الجمهورية كان آخرها زيارة رئيس الحرس الوطني السعودي الأمير متعب بن عبدالله، التي التقى خلالها هولاند، وكان الملف العسكري حاضراً فيها.