تتسم الانتخابات عمومًا بالجديّة، فتحتدم المنافسة وتتكثف البرامج بينما ينشغل بعض الناخبين بحقائق ليست بالضرورة سياسيّة، منها مثلا أصل كل من الحمار والفيل، وسبب تحديد الثلاثاء يومًا للمبارزة الانتخابية.


واشنطن: يدلي الناخبون الأميركيون اليوم الثلاثاء بأصواتهم في انتخابات تحسم هوية رئيس الدولة الأقوى عالميا للسنوات الأربع المقبلة.وبعيدًا عن الحملات الانتخابية المضنية التي يخوضها كل من الرئيس الديمقراطي باراك أوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومني، والتنافس المحموم بينهما، ينشغل بعض الأميركيين بأسئلة تستحضر نفسها مع دورة جديدة للانتخابات الأميركية. فلموعد إجراء الانتخابات، وكذلك للرموز والألوان المستخدمة فيها دلالات تاريخيّة رسّخت استخدامها كما بات متعارفًا عليه اليوم.

ثلاثاء نوفمبر
ينشغل بعض الأميركيين في البحث عن أجوبة للتاريخ الذي تجري فيه الانتخابات الأميركية كل أربع سنوات: لماذا شهر تشرين الثاني (نوفمبر)، وما سبب اختيار يوم الثلاثاء للتصويت؟
تفرض الأحوال الجوية ومواسم الحصاد أن يكون يوم الثلاثاء هو يوم الانتخابات في أميركا، وخصوصًا أنّ الناخب كان يتنقّل قديمًا على صهوة الخيل، فاعتبر الثلاثاء اليوم الأفضل للتصويت بما أنّه يتيح للناخب زيارة الكنيسة يوم الأحد، وبدء رحلته يوم الاثنين، ليصل الى حيث يجب ان يدلي بصوته يوم الثلاثاء.
أما شهر نوفمبر فكان الأفضل بين موسم الحصاد وقبل بدء فصل الشتاء البارد.

الحمار والفيل
من المعروف أن الجمهوريين يستخدمون رمز الفيل والديمقراطيين رمز الحمار. فما كان سبب الاختيار؟
قصة الحمار بدأت مع الديمقراطيين سنة 1828 عندما اختار المرشح الديمقراطي آنذاك أندرو جاكسون شعار quot;لنترك الشعب يحكمquot;، وسخر منافسه الجمهوري من هذا الشعار ووصفه بأنه شعبوي، فما كان من جاكسون إلا أن اختار حمارًا وألصق على ظهره شعار حملته الانتخابية ضد منافسه الذي كان يظهر على أنه نخبوي وليس قريبا من هموم الناس.

أما الفيل الانتخابي الضخم فبدأ استعماله خلال الإنتخابات الرئاسية التي جرت عام 1860. وظهر الفيل كشعار للحزب الجمهوري لأول مرة في دعاية سياسية مساندة لآبراهام لينكولن في الدورة الانتخابيّة التي فاز فيها فعلا.

لكن الفيل والحمار لم يتحولا إلى شعار سياسي للجمهوريين والديمقراطيين قبل العام 1870، عندما قام رسام الكاريكاتور الأميركي الشهير توماس ناست بالتعبير عن تذمره مما وصفه بخروج الحزب الجمهوري عن قيمه الليبرالية واختصر الحزب في رسم كاريكاتوري لفيل ضخم مذعور يحطم كل ما تطؤه قدماه، وكتب على جسم الفيل عبارة quot;الصوت الجمهوريquot;. وتحول الفيل منذ ذلك الحين إلى شعار للحزب الجمهوري.

وعمد ناست في العام نفسه إلى اختيار حمار كرمز للحزب الديمقراطي يتبارز مع فيل جمهوري مذعور.

الألوان
يتّشح الديمقراطيون في اميركا بالأزرق، بينما يتلوّن الجمهوريون بالأحمر.ففي العام 1980، حدث تعديل على ألوان الحزبين الرئيسين المتنافسين في الولايات المتحدة الاميركيّة، وتمّ صبغ الولايات التي فاز فيها المرشح الجمهوري رونالد ريغان باللون الأزرق، بينما صبغت ولايات خصمه الديمقراطي جيمي كارتر باللون الأحمر.

وفي أواخر عام 1996، اختلفت وسائل الإعلام الأميركية إزاء كيفية استخدام الرمز quot;اللونيquot; للحزبين، ليحسم الخلاف في العام 2000 بتخصيص الأحمر رمزًا للولايات التي فيها أغلبية من الحزب الجمهوري، والأزرق للولايات التي يغلب فيها الديمقراطيون.