نال مركز الحوار بين الأديان والثقافات، الذي ترعاه السعودية وسيُدشن يوم الاثنين في العاصمة النمساوية فيينا، اهتماماً لافتاً في وسائل الإعلام الأوروبية، وسط تفاؤل بقدرته على تحقيق التقارب المنشود بين الديانات، بعدما أعلن quot;الفاتيكانquot; انضمامه بصفة quot;مراقبquot; في المركز.

الرياض: يُفتتح quot;مركز الملك عبد الله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافاتquot; في فيينا الاثنين، بحضور الرئيس النمساوي هاينس فيشر والأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بالإضافة الى رئيس الوزراء النمساوي ووزير الخارجية الإسباني.

كما سيحضر الاحتفال ممثلون عن الأديان الكبيرة في العالم، وسط آمال متزايدة من نجاحه في تجسير الهوة بين تلك الأديان، لا سيما في ظل الدعم السعودي الرسمي للمركز الذي يسعى إلى أن يكون quot;الملتقى الذي يسهل الحوار والتفاهم بين الأديان والثقافات، ويعزز التعاون، ويحترم التنوع والعدالة والسلامquot;.

وقال الأمين العام للمركز فيصل بن عبد الرحمن المعمر -النائب السابق لوزير التربية والتعليم السعودي- quot;لن نلاحق كل الأحداث..، لا نريد بكل بساطة التصرف ككيان سياسيquot;. وأضاف: quot;عالج رجال السياسة المشاكل في السنوات الأخيرة. والآن، اسمحوا لنا بالاستفادة من حكمة رجال الدينquot;.

وسيكون للمركز، الذي شاركت في إنشائه السعودية والنمسا وإسبانيا، وضع منظمة دولية، ويمكنه الاستفادة من منافع وامتيازات ضريبية مترتبة عليها، على غرار مؤسسات الأمم المتحدة أو منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) في فيينا. وقالت وزارة الخارجية النمساوية إن quot;أحد الأسباب الرئيسية التي حملت على اعتباره منظمة دولية هو إمكانية استبعاد سيطرة بلد عضو في المركز أو مجموعة دينية عليهquot;.

وكان الفاتيكان أعلن أمس انضمامه بصفة quot;مراقب مؤسسquot; الى quot;مركز الحوار بين الاديان والثقافات، الملك عبدالله بن عبد العزيزquot;، وقال الاب فدريكو لومباردي المتحدث باسم الكرسي الرسولي إن المركز الجديد لا يعتبر مؤسسة خاصة للسعودية لكنه منظمة مستقلة تعترف بها الامم المتحدة وقد اسستها ثلاث دول تعتنق اثنتان منها الدين المسيحي، وهي السعودية والنمسا واسبانيا.

وأضاف أن هذه quot;مناسبة مهمة لأن نقدم في هيئة ثقافية دولية رفيعة المستوى وجهة نظر الكنيسة حول الحوار والاخلاق والدين والعلاقات الاجتماعية والعدالة والسلامquot;. وأوضح الاب لومباردي ردًا على الاعتراضات التي تم التعبير عنها حيال هذه المبادرة، أن الكرسي الرسولي quot;لن يتوانى عن الاعراب عن هواجسه في ما يتعلق بالاحترام الحقيقي للحقوق الاساسية للمسيحيين في بلدان ذات اكثرية مسلمةquot;. ومن المقرر أن ينظم المركز ورشة عمل صباح الاثنين ضمن فعاليات تدشين المركز في فيينا، يشارك فيها ١٩ معهداً ومركزًا ومنظمة دولية ذات العلاقة بالحوار بين الأديان والثقافات، وتتركز محاور الورشة حول 4 مجالات هي إدارة الصراعات والبرامج الثقافية والشباب والتعليم الديني.

ويسبق الورشة حفل افتتاح مركز الملك عبدالله بن عبد العزيز العالمي للحوار، وتنقسم إلى 4 جلسات، ويشارك في الجلسة الأولى 5 مراكز، وهي مركز الأديان العالمية والدبلوماسية والصراعات ومركز مبادرات المرأة للسلام العالمي ومركز الرؤية الإبراهيمية ومركز البحث عن القواسم المشتركة ومعهد هنري مارتين، ويرأس هذه الجلسة الدكتور محمد السماك الأمين العام للجنة الوطنية للحوار الإسلامي المسيحي عضو مجلس إدارة مركز الملك عبد الله العالمي. وتتناول الجلسة الثانية البرامج الثقافية، وتشارك فيها 4 مراكز، هي مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني ومركز الطريق الإبراهيمي والمعهد الأفريقي الآسيوي ومركز الأديان من أجل السلام- أفريقيا. ويرأس الجلسة ديفيد روزن كبير الحاخامات عضو مجلس إدارة مركز الملك عبد الله العالمي.

وتناقش الجلسة الثالثة موضوع الشباب، وتشارك فيها 5 منظمات هي مركز quot;ذا فيستquot; ومؤسسة سكاوت العالمية رسل السلام ومنتدى العقائد الثلاث ومركز حوار العقائد للشباب ومركز الأديان من أجل السلام بسريلانكا، ويرأس الجلسة القس الدكتور توبي هوارث سكرتير شؤون أتباع الأديان بمطرانية كانتربري عضو مجلس إدارة مركز الملك عبدالله العالمي.

أما الجلسة الرابعة فتتناول إثراء التعليم الديني، وتشارك فيها مؤسسة توني بلير العقدية ومركز quot;فيث ماترزquot; والملتقى المسيحي الإسلامي ومؤسسة أديان ومركز quot;بروكوموراquot;، ويرأس الجلسة الدكتور عطا الله مهجراني الكاتب والباحث في الشؤون الدينية الاسلامية عضو مركز الملك عبدالله العالمي. وتختتم الفعاليات بجلسة لجميع المراكز والأعضاء المشاركين والمهتمين، لمناقشة مختلف موضوعات ورشة العمل، التي تأتي في إطار التحضيرات المسبقة لحفل تدشين المركز، ومن المنتظر حضور نخبوي مكثف.