اتهمت رئاسة اقليم كردستان العراق الحكومة المركزية بالتنصل من وعودها والتزاماتها في إعلان لفشل المباحثات العسكرية بين بغداد وأربيل فيما أكدت الأحزاب الكردية اتفاقها على مواجهة ما أسمتها quot;الديكتاتورية والعسكرتاريةquot; في بغداد.


قالت رئاسة إقليم كردستان عقب اجتماع للأحزاب الكردية في مصيف صلاح الدين (360 كم شمال بغداد) عقد باشراف رئيس الاقليم مسعود بارزاني إن quot;اجتماعات وفد البيشمركة مع مسؤولي قيادة القوات المسلحة العراقية في بدايتها كانت بناءة ولكن حكومة بغداد تراجعت عن وعودها والتزاماتهاquot;. واضافت أن quot;الأحزاب الكردستانية جميعها اتفقت على صد الدكتاتورية والعسكرتارية في بغدادquot;.. وشددت في بيان صحافي على أن quot;الأحزاب الكردية اتفقت على عدم السماح لأي حملة شوفينية تجاه كركوك والمناطق المتنازع عليهاquot;.

وقد طلب بارزاني من قادة الأحزاب الكردية إبقاء قوات البيشمركة في حالة تأهب عقب رفض رئيس الحكومة نوري المالكي أغلب فقرات الوثيقة التي تم الاتفاق عليها بين قوات البيشمركة ومكتب القائد العام للقوات المسلحة. واتفق بارزاني وقادة الأحزاب الكردية على رفض سحب قوات البيشمركة التي قدمت الى المناطق المتنازع عليها مؤخرا الا بعد حل قيادة عمليات دجلة.

وأشارت رئاسة الاقليم إلى أنّ quot;الأحزاب الكردستانية اتفقت بأجمعها خلال اجتماعها اليوم على عدم السماح لأي حملة شوفينية تجاه كركوك أو المناطق المتنازع عليهاquot;. واوضحت أن quot;الأحزاب الكردستانية اتفقت أيضا على أن يكون هناك حوار داخلي جدي في اقليم كردستان وتقوية الحكم الداخلي في كردستانquot;. وأكدت وقوف الأحزاب الكردية مع الحكومة والشعب الكرديين بشكل موحد ودعمهما تجاه اي اجراءات مضادة من حكومة بغداد.

وأعربت الأطراف السياسية الكردستانية عن استيائها إزاء الموقف الأخير للقيادة العامة للقوات المسلحة العراقية وأشارت إلى أنّه على الرغم من بعض الإشارات الايجابية التي خرجت بها الاجتماعات الأولية بينها وبين الوفد العسكري لاقليم كردستان، إلا انها وفي الساعة الأخيرة تراجعت عن ذلك ايضاً وأصرت على استمرار استقدام عمليات دجلة وجيشها الى كركوك ودوز والمناطق المستقطعة الاخرى.

وأكدت الأحزاب ضرورة أن تلعب الأطراف السياسية العراقية كافة دورها quot;في منع هذا النهج الخطر لحكومة بغداد باعتباره بلاء ليس لكردستان فحسب بل لجميع العراق ومكوناتهquot; على حد قولهم. وشددوا على أن وحدة أراضي العراق مرهونة باحترام الدستور محذرين من ان انتهاك هذا الدستور يضع وحدة أرض العراق في خطر.

وشدد ممثلو الأطراف السياسية على عدم السماح لما أسموها quot;أي حملة شوفينية تتجه نحو كركوك والمناطق المستقطعة الأخرىquot;.. وأكدوا ضرورة quot;الإسراع في الحوار الداخلي لإقليم كردستان لتطوير عملية الإصلاح وتعزيز مكانة الحكم المستقل لكردستانquot;.

وقد شارك في الاجتماع بحسب البيان: الإتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني وحركة التغيير والإتحاد الإسلامي الكردستاني والجماعة الإسلامية في كردستان والحركة الإسلامية الكردستانية والحزب الاشتراكي الديمقراطي الكردستاني حزب كادحي كردستان والحزب الشيوعي الكردستاني.. إضافة إلى الحركة الديمقراطية التركمانية وحركة الإصلاح التركمانية وقائمة أربيل التركمانية والمجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري والحركة الديمقراطية الآشورية وقائمة الأرمن.

وكان الوفد الكردي أعلن أمس الأول الاتفاق على 14 نقطة مع وفد الحكومة الاتحادية ضمن وثيقة خلال المفاوضات من اجل توقيعها في وقت حدد امس بين الطرفين. لكن الوفد العسكري الحكومي المكون من فاروق الأعرجي وعلي غيدان وعبود قنبر قال إنه لم يسلم الوثيقة للمالكي بعد للموافقة عليها وهو ما حال دون زيارة وزيري البيشمركة والداخلية في الإقليم الى بغداد من أجل إقرار الوثيقة كما تم الاتفاق على ذلك.

وتصاعدت حدة الأزمة بين بغداد وأربيل إثر إعلان وزارة الدفاع العراقية في الثالث من تموز (يوليو) الماضي عن تشكيل quot;قيادة عمليات دجلةquot; برئاسة قائد عمليات ديالى الفريق عبد الأمير الزيدي للإشراف على الملف الأمني في المحافظات الثلاث، حيث لاقى هذا القرار ردود فعل متباينة حيث اعتبره التحالف الكردستاني quot;استهدافاً سياسياً بامتيازquot; للاقليم.

وتشهد العلاقة بين الحكومة المركزية في بغداد وحكومة اقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي أزمة حادة بسبب خلافات عدة آخرها تشكيل بغداد quot;قيادة عمليات دجلةquot; لتتولى مسؤوليات امنية في مناطق مختلطة متنازع عليها في خطوة اثارت غضب القادة الأكراد الذين رأوا فيها quot;نوايا واهدافًاquot; ضدهم.

وتصاعدت حدة التوتر بين بغداد وأربيل اثر مواجهات بين قوات الامن العراقية ومسلحين في قضاء طوزخورماتو الشمالي قامت حكومة الاقليم على اثرها بحشد آلاف المقاتلين من قوات البيشمركة رغم تأكيد قائد عمليات دجلة الفريق عبد الامير الزيدي بأن العملية كانت تهدف لاعتقال احد المشتبه فيهم. وما زالت القوات الحكومية تنتشر في مواقعها فيما تواصل القوات الكردية حشد تشكيلاتها في استمرار للتوتر بين الجانبين.