يبحث نظام الرئيس السوري بشار الأسد عن متنفس له، في الوقت الذي تشتد فيه حدة الاشتباكات مع الثوار. وتشير التقارير إلى أن جسراً جوياً أقيم فوق الأراضي العراقية يتيح للايرانيين تزويد النظام السوري بالسلاح، على الرغم من نفي رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قبل يومين.


بيروت: أصيبت الإدارة الأميركية بخيبة أمل بعدما عجزت عن إقناع العراقيين بتفتيش الطائرات الايرانية التي تعبر أجواءهم، ويشمل السلاح الذي يتسلمه النظام قذائف وصواريخ مضادة للدبابات وقذائف هاون وقنابل يدوية.
الجهود الأميركية التي تهدف إلى منع تدفق الأسلحة الإيرانية إلى سوريا تعثرت بسبب تلكؤ العراق في تفتيش الطائرات التي تحمل الأسلحة عبر أجوائه، وفقاً لعدد من المسؤولين الأميركيين.

ويبدو أن شحنات الأسلحة مستمرة في وقت حرج يتعرض فيه الرئيس السوري بشار الأسد إلى مزيد من الضغوط العسكرية من قبل الثوار، وفقاً لصحيفة الـ quot;نيويورك تايمزquot; التي اشارت إلى أن الممر الجوي فوق العراق تحول إلى طريق رئيس للإمداد بالأسلحة والصواريخ من مختلف الأنواع مثل تلك المضادة للدبابات والمحمولة على الكتف وقذائف الهاون.
من البديهي أن إيران تعوّل على سوريا باعتبارها أقوى حليف عربي في المنطقة، ولا سيما ان دمشق لعبت دوراً محورياً، سياسياً وجغرافياً، لتوفير قناة للدعم الإيراني باتجاه حزب الله في لبنان.

وتشعر إدارة الرئيس باراك أوباما بخيبة أمل لأن جهودها في إقناع العراقيين بإجراء تفتيش عشوائي على الطائرات لم تنجح. وما يثير قلق الإدارة الأميركية هو أن مسؤولين في المخابرات الغربية يقولون إنهم رصدوا نشاطاً بمواقع سورية تستخدم لتخزين الأسلحة الكيميائية، غير أنهم لم يؤكدوا ما إذا كانت القوات السورية تستعد لاستخدامها كمحاولة أخيرة لإنقاذ النظام، أو أنها فقط ترسل تحذيراً للغرب بشأن ما قد يترتب على الدعم الخارجي للثوار السوريين.
وقال مسؤول أميركي رفيع اشترط عدم الكشف عن هويته، إن هذا النشاط اعتيادي وتمارسه سوريا منذ زمن، quot;لكن ما تفعله دمشق اليوم يوحي بأنها تعتزم استخدام هذه الأسلحةquot;.

وأضاف quot;نطلب من العراق ان يكون يقظاً ومنسجماً عبر الوفاء بالتزاماته الدولية واستمرار طلب هبوط الطائرات التي تحلق فوق الاراضي العراقية آتية من ايران ومتجهة الى سوريا بهدف تفتيشها، او عبر رفض السماح لطائرات ايرانية متجهة الى سوريا بعبور اجوائهquot;.
وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قد حصلت على التزام من نظيرها العراقي في أيلول (سبتمبر) الماضي بالقيام بتفتيش الطائرات المتجهة من إيران إلى سوريا، غير أن بغداد فتشت طائرتين فقط في 27 تشرين الأول (أكتوبر) خلال الفترة الأخيرة، إحداهما كانت عائدة من سوريا إلى إيران.
ويقول مسؤولون أميركيون إن ما يحبط بلادهم هو أن إيران ربما تتلقى معلومات من مسؤولين عراقيين بشأن توقيت التفتيش، ما يعطيها الفرصة لترتيب أمورها أو إخفاء شحنات الأسلحة وتأجيلها، وذلك وفقاً لتقارير سرية أعدّها محللون في المخابرات الأميركية.

quot;سوء استخدام الأجواء العراقية من قبل إيران ما زال يشكل قلقاً للولايات المتحدةquot;، وقال مسؤول أميركي داعياً العراق إلى الالتزام بواجباته الدولية سواء عبر إرغام الطائرات المتجهة من إيران إلى سوريا على الهبوط للتفتيش، أو منع الطائرات الإيرانية المتجهة إلى سوريا بالتحليق في أجوائه.
وعلّق علي الموسوي المتحدث باسم رئيس الوزراء نوري المالكي على المخاوف الأميركية قائلاً: quot;سياستنا تتمثل في أننا لا نسمح بنقل الأسلحة إلى سورياquot;، مشيراً إلى حدوث ما وصفها بـ quot;بعض الأخطاء البسيطةquot;.
المسؤولون العراقيون لا يفعلون الكثير لإرضاء واشنطن، لكنهم يتعاطفون مع الجهود الإيرانية في سوريا، وفقاً لأحد المسؤولين العراقيين السابقين الذي اشترط عدم ذكر اسمه.

الطائرات الإيرانية تمثل تحدياً لإدارة أوباما التي ما زالت مترددة في تسليح الثوار السوريين أو إقامة منطقة حظر جوي خشية انخراطها بالصراع. وتوضح تلك الطائرات مدى النفوذ الأميركي على حكومة المالكي.
وأثارت هذه الرحلات الجوية الإيرانية إلى سوريا، قلق المسؤولين الأميركيين منذ انسحاب القوات الأميركية من العراق في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، ولا سيما أن العراق يفتقر إلى القوة الجوية ولا يستطيع أن يسيطر على أجوائه، وبالتالي فقد استفادت إيران من ذلك في نقل الأسلحة إلى سوريا.