عمان: quot;أم محمدquot;، إمرأة سورية تبلغ من العمر 40 عاماً، فقدت أخويها وتعيش حاليا في منطقة سهل حوران الأردنية في أقصى شمال البلاد، قرب الحدود مع سوريا، مع بناتها الأربعة وطفليها.

وشرحت quot;أم محمدquot; معاناتها والدوافع التي اضطرتها للنزوح من منطقة quot;نوىquot; في سوريا إلى الأردن فكانت قصة أليمة. وتقول أم محمد لوكالة الأناضول للأنباء: quot;قصتي لا تختلف عن باقي قصص إخواتي السوريات، إلا أن من يسمع ما حدث معنا يدرك الألم والمعاناة وفظاعة ما يفعله النظام السوري وقواته بالسوريينquot;.

وتضيف، quot;ألح على زوجي، وهو أحد عناصر الجيش الحر، كي أغادر سوريا بعد أن رأى ما تفعله القوات النظامية من إغتصاب وتنكيل بالنساء السوريات وعلى مرأى من عينهquot;.. تروي quot;أم محمدquot; مؤكدة أن ذلك تم أيضاً أمامها.

وتشير إلى أنها حاولت أن تتجاهل كلام زوجها وحين حاول بعض quot;شبيحةquot; بشار الأسد (أتباعه من الخارجين عن القانون) التحرش بأحد بناتها لجأت إلى طريقة غريبة من نوعها quot;قد لا تسمن ولا تغني من جوعquot;، على حد قولها، إلا أنها قد تحول دون وقوع بناتها بين أنياب قوات الأسد وشبيحته.

وتكمن تلك الطريقة بإلباس بناتها- واللاتي تبلغ أكبرهن الستة عشر عاما - أكبر كمّ من الملابس تصل إلى خمسة قطع أحيانا للحيلولة دون سرعة إغتصابهن في حال تم ذلك.

ولم يمضِ وقت طويل حتى إنهارت quot;أم محمدquot; وهي تقول للأناضول: quot;فضلا عن ذلك، كنت أهيئ بناتي بأنني سأقتلهن في أي لحظة حيث كنت أحتفظ بسكين حاد تحت وسادتي لأقوم بذلك فعليا لمنع أي محاولة اغتصاب لهن على أن أقتل نفسي بعدهاquot; .

وبناتي كن يعلمن بذلك بل على يقين بأنني سأقوم بذلك فعلاquot; تتذكر والألم يرتسم على وجهها. وحول ردة فعل بناتها قالت : quot; كانوا ينهاروا بالكباء أنا وبناتي مجتمعين حول بعضنا متوقعين الفراق في أي لحظةquot;.

وتعاني حاليا أم محمد من أضرار نفسية واضحة جراء ما حصل لها ولبناتها جراء ما يدور من تعرض النساء السوريات للإغتصاب بطرق وحشية تقشعر لها الأبدان على أيدي السفاحين والشبيحة.

وتبين للأناضول بأن أصغر بناتها البالغة من العمر تسعة سنوات تعاني من تبول لا إرادي جراء ما حدث أمامها من خوف وهلع. كما أن أبنتها الوسطى ذات الثلاثة عشر عاما كسا الشيب نصف رأسها حيث قامت عناصر الجيش السوري بأخذ مجموعة من زميلاتها لإغتصابهن أمامها.

والجدير بالذكر بأن منطقة سهل حوران الأردنية (الطرة ،الشجرة،عمراوة ،الذنيبة ) تضم قرابة سبعة آلاف لاجئ نظراً لقربها من الجارة الشمالية، سصوريا، إذ لا يفصلهما عن بعضهما سوى الشريط الحدودي على بعد بضع مئات من الأمتار. وفي منطقة الشجرة، تعتمد quot;أم محمدquot; في معيشتها على دعم عدد من الجمعيات الخيرية الأردنية.