باريس: يعوّل اقرباء رهبان تيبحيرين على زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى الجزائر لتحريك التحقيق في مقتل سبعة رهبان عام 1996 والحصول على موافقة السلطات الجزائرية على زيارة قاضي التحقيق مارك تريديفيك.

ومع اقتراب موعد زيارة الدولة التي سيقوم بها هولاند الاربعاء والخميس الى الجزائر، وجّه محامي المدعين المدنيين باتريك بودوان رسالة الى رئيس الدولة، طلب فيها التطرق خلال محادثاته الى quot;ضرورة تعاون السلطات الجزائريةquot;.

وفي طلب للمساعدة القضائية مؤرخ في 16 كانون الاول/ديسمبر 2011 وموجه الى السلطات الجزائرية، طلب تريديفيك التوجه الى الجزائر، ونبش جماجم الكهنة والحصول على معلومات من حوالى عشرين شاهدا حول ظروف مقتلهم.

وكتب بودوان في الرسالة التي نشرت نصها صحيفة لاكروا أخيرا ان quot;ملف التحقيق شهد تقدما كبيرا في السنوات الاخيرة، لكنه يبقى مرتبطا بتعاون السلطات الجزائريةquot;. والرد الرسمي الوحيد الذي صدر من السلطات الجزائرية على طلب القاضي كان تصريحا لرئيس الوزراء حينذاك احمد اويحيى، يؤكد ان quot;الجزائر ليس لديها ما تخفيهquot; في هذه القضية.

وقال اويحيى في شباط/فبراير الماضي ان quot;الجزائر ليس لديها ما تخفيه. الجزائر لديها اتفاقيات تعاون قضائي مع فرنسا وتعاونت دائما مع فرنسا في هذا الملفquot;. واكد بودوان لوكالة فرانس برس ان quot;اي تقدم جديد لا يمكن ان يتحقق ان لم يأت من الجزائرquot;.

واضاف ان quot;مصلحة السلطات الجزائرية التي تقول انه ليس لديها ما تخفيه، تتمثل في التزام الشفافيةquot;، معتبرًا انه يجب ان يتمكن من التحقيق في كل الفرضيات، بما في ذلك عناصر في الملف تشير الى تورط للاستخبارات الجزائرية.

وخطف الرهبان السبعة ليل 26 الى 27 اذار/مارس 1996 من ديرهم المعزول قرب المدية. وتبنت الجماعة الاسلامية المسلحة التي كان يتزعمها حينها جمال زيتوني، الذي كان يشتبه في بعض الاحيان بانه كان عميلاً للاستخبارات الجزائرية، خطفهم واغتيالهم.

بعد ذلك عثر على رؤوسهم مقطوعة في الثلاثين من ايار/مايو على طريق جبلية. لكن جثثهم ما زالت مفقودة حتى الآن ما يثير فرضية ان غيابها يهدف الى اخفاء اسباب موتهم. وبعد ما اتبع فرضية وقوف اسلاميين وراء مقتلهم، اتجه التحقيق القضائي منذ 2009 الى احتمال مقتلهم بخطأ للجيش الجزائري والى شهادة ملحق عسكري سابق في سفارة فرنسا في الجزائر.

وقال الجنرال فرنسوا بوشوالتر ان الرهبان قتلوا في غارة شنتها مروحية عسكرية بينما كانوا في مخيم لجهاديين. ويمكن ان يسمح تشريح لرؤوسهم بجمع معلومات عن ملابسات مقتلهم. ولا يتضمن ملف التحقيق نتائج تشريح، بينما قدم شاهدان احدهما طبيب السفارة الفرنسية عند مقتلهم، رواية عن ظروف التعرف على رؤوسهم، تختلف عن تلك التي اوردها السفير الفرنسي في ذلك الوقت.

من جهة اخرى، يأمل القاضي في الاستماع لحوالى عشرين شاهدا. وهو يريد ايضا معلومات عن عبد الرزاق البارة الذي قدم لفترة على انه مسؤول الجماعة الاسلامية المسلحة، واحتمال مشاركته في عملية الخطف.

والبارة الذي يوصف بانه قريب من quot;اميرquot; الجماعة جمال زيتوني مسجون لخطفه سياحا اوروبيين. ويشتبه بانه هو ايضا كان قريبا من الاستخبارات الجزائرية.

المحطات الرئيسة في العلاقات الفرنسية الجزائرية منذ العام 2000
اعلنت الجزائر التي يزورها الاربعاء والخميس الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، استقلالها في الخامس من تموز/يوليو 1962 بعد استعمار فرنسي دام 132 عاما وحرب استقلال دامية.


-- 14-17 حزيران/يونيو 2000: عبد العزيز بوتفليقة الذي يرئس الجزائر منذ نيسان/ابريل 1999، يقوم بزيارة دولة الى فرنسا.

-- 02-04 آذار/مارس 2003: زيارة دولة quot;تاريخيةquot; للرئيس الفرنسي جاك شيراك الى الجزائر. وقع quot;اعلان الجزائرquot; الذي ينص على quot;شراكةquot; سياسية واقتصادية وثقافية معززة. في حزيران/يونيو، استؤنفت الرحلات الجوية الى الجزائر لشركة ايرفرانس التي توقفت في كانون الاول/ديسمبر 1994 بعد عملية احتجاز رهائن.

-- 15 نيسان/ابريل 2004: بعد اسبوع من اعادة انتخاب بوتفليقة، جاك شيراك يزور الجزائر حيث يعلن سعيه لمعاهدة صداقة بين البلدين.

-- 23 شباط/فبراير 2005: ادى صدور قانون حول quot;الدور الايجابي للاستعمارquot; الى فتور في العلاقات بين الجزائر وباريس. في حزيران/يونيو صرح بوتفليقة ان هذا القانون يدل على quot;نزعة الى الانكار والرجعيةquot; ووصف الاستعمار بانه quot;واحدة من اكبر الجرائم ضد الانسانيةquot;. في 27 من الشهر نفسه، اشاد السفير الفرنسي رسميا بالضحايا الجزائريين في مجازر الثامن من ايار/مايو 1945.

-- 15 شباط/فبراير 2006: بناء على اقتراح لشيراك، الغيت بمرسوم المادة المثيرة للجدل في القانون.

- 08 ايار/مايو: اشترطت السلطات الجزائرية لتوقيع معاهدة صداقة، تقديم اعتذارات رسمية عن الجرائم التي ارتكبت في عهد الاستعمار.

-- 03-05 كانون الاول/ديسمبر 2007: دان الرئيس نيكولا ساركوزي خلال زيارة دولة الى الجزائر، النظام الاستعماري بدون اعتذارات ودعا الجزائر الى quot;الالتفات الى المستقبلquot;.

-- 30-31 ايار/مايو 2011: دشن الجزائريون والفرنسيون مرحلة جديدة من العلاقات بينهم بمناسبة منتدى الشراكة في الجزائر الذي شاركت فيه 700 شركة، وقعت خلاله اتفاقات جرى التفاوض حولها بضع سنوات.

-- 08 ايار/مايو 2012: يعد يومين على انتخاب الاشتراكي فرنسوا هولاند رئيسا لفرنسا، بوتفليقة يؤكد ان quot;قراءة موضوعية للتاريخ وحدهاquot; ستسمح لفرنسا والجزائر quot;بالتعالي على آثار الماضي المؤلمquot;

- 21 تشرين الاول/اكتوبر: صرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان فرنسا ترغب في عقد quot;شراكة استراتيجيةquot; مع الجزائر بمناسبة زيارة هولاند، لكن ليس quot;معاهدة صداقة (...) لا يرغب فيها الجزائريونquot;.

- 11 كانون الاول/ديسمبر: بوتفليقة يدعو الى quot;علاقة قوية وحيويةquot; مع فرنسا.