تونس: اقامت quot;الجمعية التونسية لمساندة الاقلياتquot; (غير حكومية) الاربعاء دعوى قضائية ضد امام تونسي دعا خلال خطبة جمعة بثت مباشرة عبر تلفزيون تونسي خاص، اليهود إلى quot;تعقيم أرحام نسائهم وتيبيس أصلاب رجالهمquot;.

وقال المحامي قيس البلطاجي لوكالة فرانس برس ان الجمعية اقامت دعوى قضائية ضد احمد السهيلي الإمام الخطيب في جامع مدينة رادس من ولاية بن عروس (جنوب العاصمة)، وذلك بموجب المرسوم 115 الصادر سنة 2011 والمتعلق بحرية الصحافة والطباعة والنشر، والذي يجرّم quot;الدعوة الى الكراهية بين الاجناس والاديان والسكانquot;

وذكر أن الفصل 52 من هذا المرسوم ينص على معاقبة quot;كل من يدعو مباشرة بوساطة الخطب (..) الى الكراهية بين الاجناس او الاديان او السكانquot; بالسجن بين عام وثلاثة اعوام نافذة وبخطية مالية (غرامة) تتراوح بين 1000 دينار (500 يورو) و2000 دينار (1000 يورو).

وكان الإمام قال في خطبة يوم الجمعة 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2012 التي بثها مباشرة تلفزيون حنبعل الخاص quot;اللهم (..) دمّر هذه الشرذمة من اليهود (..) ولا تبق منهم احدًا (..) يا رب مزقهم (..) اللهم عقم أرحام نسائهم ويبس اصلاب رجالهم، وانزل عليهم مقتك وغضبكquot;.

وقال المحامي ان quot;الخطبة موثقة بتسجيلات سمعية بصرية متداولة في الصحف الالكترونية وفي الشبكات الاجتماعية على الانترنت، وقد لاقت موجة من الاستنكار والتنديد المحلي والدوليquot;. واضاف ان الدعوى القضائية لن تشمل تلفزيون quot;حنبعلquot;، لانه نقل الخطبة مباشرة، ولم يكن بامكانه الاطلاع على مضمونها.

وقال مراقبون ان هذه المرة الاولى التي يتم فيها quot;التحريضquot; على اليهود داخل مسجد في تونس التي يعيش فيها اقل من 2000 يهودي. وهذه رابع مرة يتم فيها التحريض علنا على اليهود في تونس منذ الاطاحة بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي بداية 2011.

وفي آذار/مارس 2012 اقام روجيه بيسموث رئيس الجالية اليهودية في تونس دعوى قضائية ضد شيخ سلفي دعا في خطبة قصيرة القاها في شارع الحبيب بورقيبة الرئيس وسط العاصمة تونس الشباب التونسي الى quot;التدربquot; من أجل quot;قتالquot; اليهود.

وفي فبراير/شباط 2012 دعا سلفيون خلال حلول الداعية المصري وجدي غنيم بتونس الى quot;قتل اليهودquot;. كما دعا سلفيون الى quot;سحق اليهودquot; خلال زيارة أداها إلى تونس في كانون الثاني/يناير 2012 اسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة.

وفي مطلع تشرين الثاني/نوفمبر 2012 طالب ممثلون للجالية اليهودية الحماية من الجيش التونسي بعد اعتقال اربعة ليبيين وشرطي تونسي كانوا يعدون لاختطاف شاب يهودي تونسي، ومطالبة عائلته بفدية مالية مقابل الافراج عنه.

وتعتبر الجالية اليهودية في تونس من بين الاكبر في الدول العربية. ويعيش معظم يهود تونس في جزيرة جربة (500 كلم جنوب العاصمة تونس) التي يوجد بها كنيس quot;الغريبةquot;، وهو أقدم معبد يهودي في افريقيا.

وكان الكنيس تعرض يوم 11 نيسان/أبريل 2002 لهجوم انتحاري بشاحنة مفخخة أسفر عن مقتل 21 شخصا (14 سائحا ألمانيا و5 تونسيين وفرنسيين اثنين) وتبناه أسامة بن لادن الزعيم الراحل لتنظيم القاعدة.