يبدو أن الحرب الأزلية بين الفرنسيين والبريطانيين أبدية أيضًا. فقد استغلت صحيفة بريطانية ما لوحظ من عدم اهتمام الرئيس الفرنسي بمظهره (لأنه laquo;رجل الشارع العادي أيضًاraquo;) لإسداء النصح اليه في ما يتعلق بإصلاح حال البلاد.


ظل هذا الرجل يشتري حاجياته في الأسواق الشعبية، ويستقل دراجته laquo;السكوترraquo; النارية الخفيفة، ولا يأبه كثيراً لملبسه. وعندما لاحت أمامه الفرصة الحقيقية للوصول الى قصر الإليزيه نفسه، قطع وعدًا على مناصريه بأن يظل على حاله القديم المتواضع... مجرد واحد منهم.

لكن فرانسوا هولاند، الذي يمسك الآن بمفاتيح الإليزيه فعلاً، صار يواجه ضغوطاً عالية من أجل أن ينسى وعده لأنصاره وأن يعير الاهتمام لمظهره. وعُلم أنه عيّن خبيرًا في العلاقات العامة يسمى كلود سيرييون، لإصلاح ما يمكن إصلاحه ومحاولة تقديمه بالصورة التي يجب أن يكون عليها رئيس دولة في مقام فرنسا.

ومن جهتها سارعت صحيفة laquo;تايمزraquo; البريطانية لإسداء النصح في هذا الاتجاه للرئيس الفرنسي. فقالت إن عليه أن يتعاون مع سيرييون في مسألة لا تقل أهمية عن همومه الكبيرة الأخرى وهي إصلاح ربطة عنقه التي تبدو مائلة في كل مناسبة حضرها.

لكن الصحيفة تمضي ايضًا الى أن مهام سيرييون هذا لن تنتهي هنا. وتستشهد بمشوار قصير قام به الرئيس مؤخراً الى أحد المتاجر القريبة من الشقة التي يتقاسمها مع شريكته الصحافية، فاليري تريرويلر، (بعدما رفض السكن في الإليزيه).

فقد وصل الى المتجر في سيارة الليموزين الرئاسية، لكنه أصر على الوقوف في الصف مع بقية الناس من أجل شراء قطع الدجاج المشوي وlaquo;الرافيوليraquo;... ولكن سرعان ما وجد laquo;رجل الشارعraquo; هذا نفسه يرد بنفسه على تساؤلات الحاضرين - التي استحالت غضبًا بسرعة مدهشة - عن الضرائب العالية التي فرضتها حكومته الاشتراكية الجديدة ويخوض في جدل اقتصادي ليس مؤهلاً له وإلا لما كان بحاجة الى مستشارين اقتصاديين.

وأتت هذه الحادثة. التي نقلت وقائعها laquo;لو باريزيانraquo; في إثر شكوى النواب الاشتراكيين أنفسهم من أن الرئيس صار يعاني من عزلة متزايدة فرضها حول نفسه بابتعاده عن هموم الناس العاديين في الشارع! (من ترضي في هذه الحالة؟)

وبعدما تعرضت laquo;تايمزraquo; لأمثلة أخرى من نوع laquo;مشوار الدجاج والرافيوليraquo;، عادت مجدداً الى laquo;ربطة العنقraquo; تلك. فقالت إن الأمر بلغ من الخطورة بحيث أن طالبًا يدعى باستيان اورانغا خصص موقعًا بأكمله على الإنترنت لربطة عنق الرئيس والخلل في عقدتها مع اقتراحات بديلة لكيفية تدارك الأمر.

واختتمت laquo;تايمزraquo; قائلة إن من أهم واجبات سيرييون الآن إصلاح الإعوجاج الدائم فيها بميلها ناحية اليمين. وقالت إن إخفاق الرئيس في الظهور من دون هذا الاعوجاج ولو لمرة واحدة صار رمزاً في ما يبدو لعجزه عن إصلاح الاعوجاج في القيادة وإخراج فرنسا من وهدتها الحالية.