سخر مصدر إماراتيّ مسؤول من تصريحات وزير السياحة اللبناني فادي عبود، التي أشار فيها إلى أنّ عزوف الخليجيين عن السياحة قي لبنان سياسي لا علاقة له بالوضع الأمني.


قال مصدر اماراتي رفيع المستوى لـ(إيلاف) إن اتهام وزير السياحة اللبناني دول الخليج وبخاصة الامارات بتعطيل سياحة بلاده أمر مثير للسخرية.

جاء ذلك ردا على تصريحات قال خلالها وزير السياحة اللبناني فادي عبود الذي ينتمي الى كتلة العماد ميشال عون الوزارية، ردا على سؤال عما إذا كانت دول الخليج في اتجاه العدول عن قرارها حظر رعاياها من السفر إلى لبنان: quot;يبدو لنا يوماً بعد يوم، أن الموضوع سياسي ولا علاقة له بالوضع الأمني. ومن ناحية أخرى يتبيّن لنا كذلك وجود مصالح ربما، اقتصادية وسياسية، كما اتضح لنا أن البلدان الخليجية التي طلبت من رعاياها عدم المجيء إلى لبنان، أصبح وضعها السياحي أفضل مما كان عليه بأضعاف المرات، بسبب مقاطعتها لبنان. ولذلك، نتمنى ألا تكون قرارات تلك الدول مختبئة خلف الحجة الأمنية لتفعيل السياحة في الإماراتquot;.

وأشار الوزير عبود الى انه quot;لا توجد عداوة على الإطلاق مع المواطنين الإماراتيينquot;، منوها بأن quot;كل المعنيين بموضوع الامن والسياحة في لبنان، أكدوا أكثر من مرة، ولا سيما رئيس الجمهورية اللبناني وقائد الجيش، أن هناك سيطرة كاملة على الوضع الأمني في لبنان، وان مَن حاول التهديد بالقيام بعمليات خطف هو اليوم في السجن ويلقى عقابهquot;.

ومضى عبود يقول quot;بدأ يتجلى لنا يوماً بعد يوم، أن قرار الحظر اتخذ عن قصد، في إطار التنافس السياسي، وأتمنى أن أكون على خطأ في ذلكquot;.

اتهام مثير للسخرية

المصدر الإماراتي قال quot;إن اتهام فادي عبود دولة الامارات بالتآمر سياحياً و اقتصادياً على بلده (لبنان) مثير للسخريةquot;، موضحا ان quot;للسياحة مقومات، أهمها توفر الأمن و الأمان، ولا يعني انتشار المدرعات وسيارات الشرطة في شوارع وأزقة بيروت وإقامة حواجز أمنيه أمام منازل النواب والمسؤولين ان الأمن متوفر، فكل ذلك هو تصنع ونتيجة للخوف والريبة من اندلاع العنف في اي وقت ومن اي جهةquot;.

واضاف أن quot;دولة يغتال فيها رئيس وزرائها، ووزراؤها وقائد جيشها ومدير جهاز معلوماتها بانفجارات لا يعرف حتى يومنا فاعلها ولا يتعرض للعقاب، تعتبر دولة غير آمنة وغير مستقرة، ولا يمكن للسائح ان يأمن فيها على حياته وحياة من معه من افراد عائلته.. فليس هناك دليل ملموس على ان الامن متوفر حاليا في لبنان كما كان من قبلquot;.

واشار المصدر ذاته الى ان هناك اختلافات في وجهات النظر مع طرف ثالث دفع ثمنها مواطنون خليجيون ليس لهم علاقة بما يجري في الساحة الداخلية اللبنانية. حيث ان لبنان يحكمه الان حزب الله ومجموعة من العوائل التي تكون لها اهداف واجندات مشتركة مع ايران وموجهة ضد دول الخليج ومواطنيها. موضحين ان quot;مواطني دول الخليج هم من ضمن بنك الاهداف التي اعلن الحزب عنها في فضائياته.. وهناك من خطف مقابل دفع الفدية، ومن خطف لتوفر بيئه مشجعةquot;. وتساءلوا هل يستطيع وزير السياحة اللبناني انتزاع تصريح من حزب الله القابع في جنوب لبنان بأن دولته آمنة؟.

وختم المصدر رده قائلاً quot;يا معالي الوزير.. ان مقومات السياحة ليست بالجو الجميل او السهر حتى الصباح في مطعم.. وهما العاملان الوحيدان الموجودان في لبنان الذي تراهن عليه سياحياً.. انما هناك امور كثيرة اخرى مطلوبة يفتقدها لبنان اهمها البنية التحتية وتوفر الكهرباء بشكل متواصلquot;. مبينين ان quot;الامارات ما زالت ملاذاً آمناً وسوق عمل كبيرة لكل الشعوب والمواطنين الفارين من انعدام الامن والاضطرابات الطائفية في بعض الدول العربيةquot;.

في السياق نفسه استنكر اماراتيون الهجوم الحاد الذي وجهه الوزير اللبناني للامارات، وقال بعضهم في مواقع التواصل الاجتماعي قائلين quot;لماذا لم يتذكر الوزير (او تناسى) قبل هجومه حجم المساعدات التي قدمتها الامارات لبلاده في مختلف المجالات خاصة الامنية منها واعادة اعمار لبنان وانعاش سوقها العقارية دون انتظار مقابل او حتى كلمة شكرquot;. لافتين الى ان لبنان سيظل درة العرب مع حكومة موحدة بعيدا عن ميليشيات حزب الله.