خالد مشعل

أكدت مصادر لـquot;إيلافquot; أن حركة حماس غادرت سوريا نهائياً، بسبب اتساع نطاق الثورة والعنف، وتأكدها من أن سقوط النظام صار وشيكاً، بينما خطب إسماعيل هنية رئيس حكومة قطاع غزة من فوق منبر الأزهر في القاهرة، مؤكداً عدم الإعتراف بإسرائيل، وداعياً إلى استمرار المقاومة.


القاهرة: قالت مصادر مقربة من حركة حماس لـquot;إيلافquot; إن الحركة غادرت سوريا إلى غير رجعة، مشيرة إلى أن قيادات الحركة انتقلوا من دمشق إلى دول متفرقة منذ بداية شهر شباط (فبراير) الجاري، وأضافت أن بعض قيادات الحركة استقر في مصر مثل الدكتور موسى أبو مرزوق، بينما يتنقل خالد مشعل ما بين الأردن وقطر ومصر، ولم يتخذ قراراً بالإستقرار في أيّ من الدول الثلاث حتى الآن، وقالت المصادر إن بعض القيادات استقر في الأردن ومنهم محمد نزال وسامي خاطر، بينما اختار بعض ثالث العودة إلى قطاع غزة ومنهم محمد العلمي، وأشارت المصادر إلى أن الحركة قررت عدم استقرار قياداتها جميعاً في دولة واحدة، لدواعٍ أمنية وسياسية، وأكدت المصادر أن قيادات المكتب السياسي للحركة واسماعيل هنية رئيس الوزراء في حكومة قطاع غزة عقدوا إجتماعاً مع اللواء مراد موافي رئيس جهاز المخابرات المصرية في القاهرة، وتناقشوا في قضايا عدة منها قضية انتقال قيادات الحركة للقاهرة، إضافة إلى تزويد القطاع بالكهرباء والوقود، والمصالحة بين الفصائل والإنتخابات الرئاسية الفلسطينية المقبلة.

هنية في الأزهر والبرلمان المصري

ومن جانبه، أكد إبراهيم الدراوي مدير مركز الدراسات الفلسطينيةأن حركة حماس غادرت سوريا بالفعل، وقال لـquot;إيلافquot; إن قيادات الحركة لم يعد لهم مقام في دمشق بعد اتساع نطاق الثورة والعنف، غير أنه لم يحدد وجهة تلك القيادات، وقال إن هذا الأمر من الأسرار، نظراً لدواع أمنية.

في ما يخص زيارة إسماعيل هنية للقاهرة، قال الدراوي إن هنية قضى يوماً تاريخياً يوم الجمعة 24 شباط (فبراير)، وأوضح أن هنية الذي تخرّجفي الأزهر وقف اليوم على منبر الجامع الأزهر وخطب في آلاف المصريين ضمن ما عرف بquot;جمعة نصرة الأقصىquot;، كما زار مجلس الشعب المصري، وهو المكان الذي لم تزره أي من قيادات حماس على الإطلاق في عهد النظام السابق، مشيراً إلى أن هنية اليوم يشعر بالفخر بالثورة المصرية، فبعد أن كان يتعمد النظام السابق إحتجازه على الرصيف بالساعات عند العبور إلى الأراضي المصرية في معبر رفح، دخل هنية مصر مرفوع الرأس مكرماً بعد الثورة، واجتمع مع الدكتور سعد الكتاتني رئيس المجلس وخطب في المصريين من فوق منبر الجامع الأزهر.

ولفت الدراوي إلى أن هنية يشعر أن الثورة المصرية أعطت زخماً للقضية الفلسطينية، وأن القاهرة سوف تقود الشعوب العربية نحو تحرير القدس وكامل التراب الفلسطيني. وأشار إلى أن هنية طلب من القيادات المصرية، ومنهم رئيس مجلس الشعب ووزير المخابرات تزويد قطاع غزة بالكهرباء والمساهمة في إعادة إعمار القطاع، ولفت إلى أن هنية تلقى وعوداً بعدم انقطاع الكهرباء.

وفي ما يخص الإنتخابات الفلسطينية، قال الدراوي إن لجنة منظمة التحرير شكلت لجنة أخرى لمناقشة إجراءات الإنتخابات، وأشار إلى أن اللجنة انتهت بإصدار تشريع يسمح لقيادات المنظمة في الداخل والخارج بخوض انتخابات المجلس التشريعي أو انتخابات الرئاسة.

تظاهرة لنصرة الأقصى في القاهرة

وفي السياق ذاته، تظاهر الآلاف من المصريين اليوم أمام الجامع الأزهر في إطار ما يعرف بquot;جمعة نصرة الأقصى وشعب سورياquot;، وشارك في التظاهرة قيادات فلسطينية منهم إسماعيل هنية رئيس الوزراء بحكومة قطاع غزة، ووقف هنية على منبر الجامع الأزهر عقب صلاة الجمعة وخطب في المصلين، وقال: quot;أحييكم وأحيي كل شعوب الربيع العربي وشعب سوريا، ونحن أصبحنا quot;نحو القدس أقرب نحو فلسطين أقرب بإذن الله، فنحن أتينا إليكم من بيت المقدس نحمل عبق الشهداء، فثقوا بالله وبإخوانكم على أرض فلسطين، وسنكون أقدر على تحرير فلسطينquot;، وأقول لكم من على منبر الأزهر quot;ستقفون بإذن الله على منبر صلاح الدين في المسجد الأقصىquot;، مشيراً إلى أن هناك مخططا صهيونيا لتهويد القدس وانتزاعها من نطاقها العربي الإسلاميquot;، ودعا المسلمين في كافة أنحاء المعمورة إلى نصرة القدس والمسجد الأقصى، وتفاخر هنية باحتجاز الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في غزة لمدة خمس سنوات، معتبراً أنه انتصار للأمن الفلسطيني على الأمن الإسرائيلي، وأوضح أن غزة تعرضت لحرب اقتصادية وعسكرية وسياسية، بالإضافة إلى الحصار الشديد.

عدم الإعتراف بإسرائيل

وأعلن هنية عدم الإعتراف بإسرائيل، وقال: quot;أعلنها من هنا من الأزهر... فلسطين لن تعترف بإسرائيلquot;، وهتف المتظاهرون: quot;قالها القائد إسماعيل لن نعترف بإسرائيلquot;، مؤكداً أن quot;المقاومة الفلسطينية مستمرة ما استمر الاحتلالquot;. وتوقع هنية تحرير فلسطين على أيدي المصريين، وقال: quot;الله جعل مصر المحررة لأرض فلسطين من الغزاة، سواء من الصليبيين أو المغول، وأدعو الله أن يكتب تحرير فلسطين من أيدي الصهاينة على أيدي جنود مصرquot;.

وهتف الآلاف عقب انتهاء هنية من كلمته عدة هتافات منها: quot;بالروح بالدم نفديك يا أقصىquot;، quot;لأقصى الأسر ينادي وا إسلاماهquot;، quot;انهض يا صلاح الدين انظر حال المسلمينquot;، quot;على القدس رايحين شهداء بالملايينquot;، quot;بنرددها جيل ورا جيل بنعاديكي يا إسرائيلquot;، quot;خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعودquot;، quot;يا زهار يا هنية أوعى تسيب البندقيةquot;.