حركة quot;حماسquot; الفلسطينية تجازف بفقدان قاعدتها وquot;جنتها الآمنةquot; في دمشق، التي احتضنتها من عقد، بعدما ألقت بثقلها لتأييد المعارضة السورية.


بيروت: تدرس حماس إمكانية سحب قيادتها من سوريا، والقيام بإعادة تقويم تحالفاتها على ضوء الأحداث الجارية في سوريا.

وأعلن رئيس حكومة حماس في قطاع غزة إسماعيل هنية عن مسيرة تضم الآلاف دعماً للمعارضين السوريين، الداعين إلى إسقاط نظام بشار الأسد، الأمر الذي من المرجّح أن يتسبب في توبيخ شديد اللهجة من الحليفين السوري والإيراني لحماس.

في هذا السياق اعتبرت صحيفة الـ quot;تليغرافquot; البريطانية أن موقف حركة حماس الأخير مما يجريفي سوريا قد يعرّضها للانتقادات من قبل إيران وسوريا.

ونقلت الصحيفة عن محللين فلسطينيين قولهم إن إعلان هنية يوم الجمعة، يشير إلى أن حماس باتت مقتنعة بأن نظام الأسد سيسقط، وأن اختيارها القاهرة مكاناً لهذا الإعلان هو مؤشر إلى أن حماس ترغب في التخلي عن ولاءاتها القديمة، مع ما يمثله ذلك من قطع للمعونات المقدمة إليها من طهران، مقابل أن تربط نفسها بالقوى الصاعدة في العالم العربي (الإخوان المسلمين في مصر).

ووفقاً للصحيفة، فإن حماس تخشى من أن علاقتها مع نظام معزول أصبحت مسؤولية وعبئًا عليها، لكن قرارها حول ما إذا كانت ستغادر سوريا تعقّد بسبب موقف إيران، الدولة الثانية الراعية للحركة، والتي تريد من الجماعة الفلسطينية البقاء في سوريا، وهددت بوقف تزويدها بالمال والأسلحة، إذا ما قررت مغادرة دمشق.

ونسبت الصحيفة إلى أحد المسؤولين الفلسطينيين قوله إن quot;العلاقات بين السوريين وحماس تقوّضت بسبب الأحداث الدائرة، ووصلت إلى أسوأ مستوياتها في الأشهر الأخيرة، لكن تدخل إيران في هذه المسألة هو جديدquot;.

وأشارت الصحيفة إلى أن نفوذ إيران على حماس، التي تسيطر على قطاع غزة، قد يكون أضعف مما كان يُعتقد سابقاً، وكشفت عن أن إدارة غزة تعتمد على التمويل الخارجي لتغطية 30% من ميزانيتها السنوية، البالغة 650 مليون دولار (415 مليون جنيه إسترليني)، وأن نسبة صغيرة من هذا المبلغ تأتي من إيران.

قالت الصحيفة، إستناداً إلى مصدر دولي في منطقة الشرق الأوسط، إن قيادة حماس تسعى حالياً إلى إيجاد مقر جديد لها في العالم العربي، مع احتمال أن تقسم مقرها بين الأردن ومصر والدوحة.

ونقلت الصحيفة عن الدكتور سمير عواد الخبير السياسي الفلسطيني المقيم في الضفة الغربية، قوله: quot;بعيداً عن العواقب السياسية، كانت حماس مترددة إزاء الوقوف مع الشعب السوري، خوفاً من أن يفرّغ النظام غضبه في مئات الفلسطينيين اللاجئين في سوريا، غير أن هنية استند إلى أن النظام السوري لا يمكن أن يفتح الآن جبهة جديدة ضد الفلسطينيينquot;.

وفي الوقت الذي تنكر فيه حماس إغلاق مقرها الرئيس في دمشق، يبقى زعيمها خالد مشعل ومساعدوه غائبين عن العاصمة السورية منذ أشهر عدة، ومن المرجّح أنهم لن يعودوا إليها قبل تحريرها من قبضة الأسد، خصوصاً بعد إعلان يوم الجمعة.

وأضاف أن حماس quot;قررت من حيث المبدأ مغادرة دمشق، وهي مستعدة للقيام بذلك حتى لو كانت الخطوة تعني فقدان الدعم الإيرانيquot;.