إيهود باراك يقلل من شأن خطوة إيران الانتقامية

في الوقت الذي ينظر فيه القادة الإسرائيليون في خيار توجيه ضربة عسكريةإلى إيران، يبدو أن القلق يتركز الآن حول أهداف أقرب، إذ يستعدون لمواجهة ضربة انتقامية من قبلطهران ضد أهداف إسرائيلية، في حين يقلِّل بعض القادة الإسرائيليين من شأن خطوة إيران الانتقامية.


بيروت: القلق الإسرائيلي إزاء احتمال حدوث هجوم إيراني مضاددفع القادة إلى الجلوس حول الطاولة، ونقاش مدى استعداد بلادهم للحرب، فإيران أوضحت أنّ أي غارة جوية على منشآتها النووية ستدفعها إلى الانتقام القاسي. وجاء التهديد الأخير يوم السبت الماضي، عندما قال وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي إن quot;أي هجوم عسكري من قبل النظام الصهيوني سيؤدي بلا شك إلى انهيار هذا النظامquot;.

من جهته، قال نائب رئيس الوزراء المسؤول عن شؤون الاستخبارات والطاقة النووية، دان مريدور، للصحافيين الأجانب في مؤتمر صحافي عقده أخيرًا: quot;إن أساليب الحرب قد تغيّرت، ففي السابق كانت الحروب تتم في ساحة المعركة، حيث الدبابة تقاتل الدبابة، والطائرة تقاتل الطائرة. أما اليوم فالحرب تتركز في الجبهة الداخليةquot;.

وقال مريدور إنه في آخر مرة واجهت إسرائيل هجوماً متواصلاً، خلال حرب 2006 مع حزب الله، فإن quot;المعركة الحقيقيةquot; كانت في المدن الشمالية، مثل حيفا وكريات شمونة.

وأضاف: quot;إذا كانت هناك حرب، وآمل أنه لن تكون هناك حرب، فإنهم لن يذهبوا إلى ضرب الجنود الإسرائيليين فقط، بل سيستهدفون السكان المدنيين بشكل أساسيquot;.

وكما هو الحال دائماً، يتميز النقاش حول توجيه ضربة إلى إيران، بتباين حاد في الآراء حول تداعياتها، إذ ينقسم مسؤولون ومحللون بشأن مسألة قدرة إيران واستعدادها للرد، وأيضاً على الدور المحتمل للحلفاء (طهران، سوريا، لبنان وغزة). وتقدر إسرائيل أن جماعة حزب الله اللبنانية، على سبيل المثال، لديها ترسانة تضم 50000 صاروخ وقذيفة، والتي تتمركز فقط على الحدود الشمالية لإسرائيل.

وفي حال قرر حزب الله الدخول في المعركة لمساعدة إيران، الدولة الراعية والداعمة، فسيكون باستطاعته ضرب أهداف في عمق إسرائيل، بما في ذلك المنطقة الساحلية المكتظة بالسكان حول تل أبيب.

في هذا السياق، أشارت صحيفة الـ quot;فاينانشال تايمزquot; إلى معادلة حسابية بسيطة، قدمها مسؤول أمني رفيع المستوى، تمثّل مجموعة التهديدات التي تواجه إسرائيل في أعقاب هجوم عسكري على إيران.

الصيغة الحسابية كالآتي:(x (1991 + 2006 + BA، وتشير إلى التداعيات التي ستنعكس على إسرائيل، ومنها هجوم صاروخي إيراني على إسرائيل، يشبه ذلك الذي شنّه الرئيس العراقي الراحل صدام حسين خلال حرب الخليج الأولى في العام 1991.

الخطر الثاني هو هجوم صاروخي من قبل حزب الله، كما حدث خلال حرب عام 2006 بين إسرائيل والجماعة اللبنانية. والخطر الثالث هو BA التي تشير إلى بوينيس آيريس، التي كانت مسرحاً لهجمات بالقنابل،استهدفتالسفارة الإسرائيليةفي العام 1992، ومركزًا ثقافيًا يهوديًا في العام 1994.

ويعتقد مسؤولون إسرائيليون أنه من الممكن استهداف هذه المواقع مرة أخرى في حال تحوّل الصراع مع إيران إلى حرب.

أما العامل (x) فهو العدد المضاعف، ويوحي بأن تأثير هذه الخطوط الثلاثة سيكون أسوأ من قبل: ترسانة حزب الله، على سبيل المثال، باتت أكبر وأكثر تطوراً مما كانت عليه في العام 2006.

وتعتقد إسرائيل أن إيران نفسها لديها المئات من الصواريخ، التي يمكن أن تصل إلى إسرائيل، وربما تكون في وضع يمكنها من إلحاق المزيد من الضرر، أكثر مما حققته في العراق قبل عقدين من الزمن.

ونقلت الصحيفة عن المسؤول الأمني قوله: quot;إن إيران لن تشعل النار في منطقة الشرق الأوسط، بل سوف تردّ بشكل مدروس، وسيتم احتساب ردود الفعل وفقاً لوسائل إيرانquot;.

المشكلة، وفقاً لزئيف بيلسكي، وهو مشرّع من حزب كاديما، هي أن المدن الإسرائيلية أقل استعداداً مما ينبغي، quot;إيران وحلفاؤها سيطلقون مئات وربما الآلاف من الصواريخ والقذائف على المدن ذات الكثافة السكانية في إسرائيل، وهذا ما علينا الاستعداد لهquot;.

وأشار بيلسكي، الذي يرأس لجنة برلمانية فرعية بشأن استعداد الجبهة الداخلية، إلى أن 1.7 مليون إسرائيليّ يعيشون حالياً في منازل من دون مأوى أو غرف آمنة، وأن أكثر من نصف السكان لا توجد لديهم أقنعة واقية من الغاز.

وأضاف: quot;كل هذه السنوات، كنا نركز على استعداد الجيش، لكن التحديات اليوم تفرض علينا الاستعداد على الجبهة الداخلية. هناك الكثير الذي يتعيّن القيام به لإعداد الجبهة الداخلية لصراع طويل الأمد، ففي بعض الأحيان الحرب لا تنتهي في غضون 24 ساعةquot;.

يقلل بعض القادة الإسرائيليين من شأن خطوة إيران الانتقامية، من ضمنهم وزير الدفاع إيهود باراك، الذي نفى مراراً وتكراراً فرص تكبد إسرائيل خسائر كبيرة، وقال إن quot;الرد الإيراني العسكري لن يقتل أكثر من 500 إسرائيليquot;.

لكن quot;بالنسبة إلى بلد صغير، مثل إسرائيل، فإن مقتل 500 إسرائيلي ليس بالرقم الصغيرquot; يقول بيلسكي.