لندن: حذر المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية الأربعاء من أن أي هجوم على المنشآت النووية لإيران لن يؤدي إلا إلى تأجيل تطوير برنامجها النووي المثير للجدل بضع سنوات.

وأوضح جون شيبمان المدير العام للمعهد لدى عرضه التقرير السنوي لمؤسسته حول توازن القوى العسكرية في العالم، أن تنفيذ هجوم إسرائيلي على إيران يمكن أن يؤدي إلى ترسيخ تصميم إيران في المضي في تنفيذ برنامجها بشكل جيد.

وقال quot;إن رأي معظم الخبراء العسكريين أن أي هجوم، سواء كان في شكل غارة أو حملة عسكرية، لن يؤدي إلا إلى تأجيل حيازة (طهران السلاح النووي)، بل ويمكن أن يشكل محفزًا للنظام بعد إعادة تنظيم صفوفه، للتقدم بشكل أسرع باتجاه هذا الهدفquot;.

وأكد شيبمان أن quot;الولايات المتحدة فقط يمكنها تنفيذ حملة عسكريةquot; ناجعة، وأن إسرائيل لا تملك إلا القدرة على القيام بهجمات. وتابع quot;أعتقد أنه وحدها حملة عسكرية يمكنها أن تؤجّل بشكل جوهري حيازة إيران السلاح النوويquot;.

وتشتبه القوى الغربية وإسرائيل في سعي إيران إلى تطوير سلاح ذري تحت غطاء برنامج نووي مدني، الأمر الذي تنفيه طهران. وكثفت إسرائيل في الأسابيع الأخيرة تهديداتها بالقيام بتدخل عسكري في إيران لمنعها من التوصل إلى تحقيق تقدم حاسم في برنامجها النووي.

غير أن شيبمان اعتبر أن تنفيذ مثل هذا الهجوم الإسرائيلي quot;غير مرجّح هذا العامquot; بسبب تطمينات قدّمها الرئيس الأميركي باراك أوباما لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أثناء زيارته الأخيرة لواشنطن.

وأكد أوباما مجددًا في تلك المناسبة أنه لا يستبعد اللجوء إلى القوة كخيار أخير، لكنه يفضّل الوسائل الدبلوماسية والعقوبات لردع طهران عن المضي لدخول نادي الدول النووية.

وخلص رئيس المعهد إلى القول quot;إن واشنطن دعت (إسرائيل) إلى الصبر بداعي أن إيران ليست على وشك إنتاج سلاح نووي، وأن ضربات عسكرية جوية لن تؤدي إلا إلى تأجيل البرنامج النووي لسنوات قليلة، في الوقت الذي بدأت العقوبات تحدث أثرًا حقيقيًا على إيرانquot;.

كما اعتبر أنه إذا نفذت طهران تهديداتها بغلق مضيق هرمز الاستراتيجي فإن الولايات المتحدة وحلفاءها بفضل انتشارهم العسكري البحري في المنطقة quot;يمكنهم إعادة فتحه بسرعةquot;. وأشار شيبمان إلى أن البرنامج النووي الإيراني لا يزال يثير قلق دول الخليج، التي بادرت في مواجهة ذلك إلى إبرام صفقات سلاح مهمة.