تولوز: أفادت مصادر قريبة من التحقيق أن عناصر وحدة النخبة في الشرطة الفرنسية يحاصرون صباح الأربعاء في تولوز (جنوب غرب فرنسا) رجلاً عمره 24 سنة يدعي أنه ينتمي الى تنظيم القاعدة ويشتبه في أنه ارتكب سبع جرائم قتل في المدينة ومنطقتها.
وما زالت العملية جارية صباح الاربعاء. وقد سمعت عيارات نارية من حين إلى آخر في حي quot;لا كوت بافيهquot; من حول المبنى الذي تحصن فيه الرجل، وهو فرنسي من أصل مغاربي سبق وأقام في المناطق الحدودية بين افغانستان وباكستان التي تعتبر معقلاً اساسياً للقاعدة.
كما سمع انفجار قوي الاربعاء بعيد الساعة 8,00 تغ على مقربة من المبنى حيث يختبئ المشتبه به. واعلن وزير الداخلية الفرنسي كلود غيان أن مفاوضات صعبة تجري حالياً من خلال باب المنزل الذي يوجد فيه الرجل لاقناعه بالاستسلام.
وصرح غيان أن الرجل quot;يدعي أنه جهادي ينتمي الى القاعدة ويريد الثأر للاطفال الفلسطينيين والانتقام من الجيش الفرنسي لتدخلاته في الخارجquot;. وقال غيان إنه تم استقدام والدة المشتبه به الى المكان من أجل التحدث اليه لكنها quot;رفضت التواصل مع ابنها مؤكدة أنها ليس لديها أي تأثير عليهquot;.
وافاد مصدر قريب من التحقيق أن المشتبه به فرنسي من أصل جزائري يدعى محمد مراح (24 سنة) وقال غيان إنه quot; سيسلم نفسهquot;، نقلاً عنه،بعد الظهر.
غير أن المشتبه فيه بدا حازماً حيث أنه اطلق النار من خلال الباب على الشرطيين الذين قدموا لتوقيفه، فجُرح أحدهم في ركبته وأصيب شرطي آخر بجرح طفيف خلال العملية التي انطلقت في الساعة 03,10 في حي سكني في ضاحية تولوز، كما قال الوزير.
واوضح غيان أن quot;الرجل اقام في افغانستان وباكستان وأنه على اتصال بأشخاص ينتمون الى التيار السلفي والجهاديquot;. وافاد مصدر قريب من التحقيق أن الرجل أوقف في الماضي في قندهار معقل حركة طالبان في افغانستان في قضايا تتعلق بالحق العام.
وقال غيان إنه تم التثبت من أن هذا الرجل هو فعلاً اكبر المطلوبين في فرنسا، فقد يضع ذلك حداً لسلسلة الاغتيالات السبعة التي ارتكبت بدم بارد وأثارت الاستنكار في فرنسا واسرائيل وادانة دولية وأدت الى تعليق حملة الانتخابات الرئاسية المقررة في 22 نيسان/ابريل.
من جانب آخر، حذر عميد جامع باريس دليل ابو بكر، احد اكبر المراجع الاسلامية في فرنسا، الاربعاء من quot;الخلطquot; بين الاسلام وهجمات تولوز.
ورداً على سؤال قناة اي.تيلي قال دليل ابو بكر: quot;لا تخلطوا بين الاسلام، وهو في نسبة99% دين سلمي ودين مواطنة ومسؤولية غير عنيف ومندمج تماماً في بلادنا، وبين تلك الفئات الصغيرة جداً المصممة على ارتكاب شر شنيعquot;.
وقتل ثلاثة اطفال يهود وحاخام وثلاثة عسكريين مظليين فرنسيين بالرصاص عن قرب منذ 11 اذار/مارس. ويبدو أن مرتكب تلك الجرائم رجل واحد يتنقل على متن دراجة نارية ويستعملالطريقة نفسهافي كل مرة.
وافاد مصدر قريب من التحقيق أن المشتبه به quot;هو من العائدين من مناطق المعارك الذين يشكلون دائماً مصدر قلق في أجهزة الامنquot;. وقدرت اجهزة الاستخبارات الغربية مؤخراًعدد اولئك الجهاديين العائدين من المناطق المضطربة في باكستان وافغانستان ، وبعضهم الى فرنسا، بعشرات عدة.
ولطالما اعتبر أن احتمال قيامهم بعملياتهو اكبر خطر يشكله هؤلاء الجهاديون. وقال مصدر آخر قريب من التحقيق quot;إن المديرية المركزية للاستخبارات الداخلية كانت تترصده هو وعناصر آخرين منذ الاعتداءين الاولين، وقدمت الشرطة القضائية عنصراً بالغ الاهمية سمح بتسجيل تقدم في التحقيقquot;.
وقد تم الاعداد بدقة للتدخل صباح الاربعاء خلال اجتماع عمل عقد ليلاً في مقر حاكم تولوز. وكل اجهزة الشرطة القضائية معبأة منذ ايام في عملية مطاردة هائلة.
واغتيل سبعة أشخاص ببرودة في تولوز ومونتوبان منذ 11 اذار/مارس، فقتل مظلي اولاً في تولوز يدعى عماد بن زياتن في كمين نصبه رجل يركب دراجة نارية اعطاه موعداً، موضحاً أنه يريد أن يشتري منه دراجة نارية، ثم قتل مظليان في مونتوبان هما عبد الشنوف ومحمد لقواد على احد ارصفة تلك المدينة في 15 اذار/مارس وأصيب ثالث بجروح خطيرة، والجنود الثلاثة القتلى من اصل مغاربي والجريح من الانتي.
وهاجم الرجل الاثنين مدرسة عوزار حاتوراه اليهودية في تولوز فقَتل الحاخام جوناثان ساندلر (30 عاماً) وولديه غبريال (4 اعوام) وارييه ( 5أعوام) والطفلة مريمن مونسينيغو (7 أعوام) ابنة مدير المدرسة.تجري العملية في تولوز، في حينستُشيع جنازة العسكريين المظليين في مونتوبان بعد ظهر الاربعاء بحضور الرئيس نيكولا ساركوزي وخمسة مرشحين الى الانتخابات الرئاسية. من جانب آخر، نقلت جثامين الضحايا اليهود الى اسرائيل جواً ليل الثلاثاء الاربعاء على أن تدفن قبل الظهر.
التعليقات