بعد تأكيدات الرئيس الإسرائيلي، شيمون بيرس أن الرئيس السوري بشار الأسد سيسقط عاجلاً أم آجلاً، وهي الفرضية ذاتها التي يدعمها وزير الدفاع إيهود باراك، أكد السفير الإسرائيلي السابق في القاهرة إسحق ليفانون أن أي نظام سوري جديد سيكون أفضل من نظام الأسد.


عناصر من الجيش السوري الحر

دمشق: تشير تقديرات عديدة إلى أن ما يهم إسرائيل في سوريا هو السلاح ومصيره، ولا سيما أن دمشق تمتلك كماً كبيراً من الأسلحة الكيماوية التي تخشى تل أبيب من وقوعها في يد جماعات متطرفة في حال دخلت سوريا في نفق الفوضى أو وقع الحكم في يد الإسلاميين.

واختارت سوريا الحضن الإيراني وهي لا تقيم أي علاقات دبلوماسية مع إسرائيل بعكس مصر والاردن. لكن نظامها بقيادة آل الاسد بقي على الدوام محل انتقادات شديدة كونه لم يطلق على الحدود الإسرائيلية أي رصاصة منذ سبعينات القرن الماضي. وهي وضعية تجعل البعض يقول إن إسرائيل تفضل بقاء الأسد في السلطة على قاعدة quot;شيطان تعرفه أفضل من شيطان لا تعرفهquot;.

بل إن رياض الشقفة المراقب العام لإخوان سوريا، فسّر عدم سقوط نظام الرئيس بشار الأسد رغم مرور عام كامل على الاحتجاجات الشعبية السورية، بكونه مدعوما من إسرائيل.

وقال الشقفة في حوار أجرته معه وكالة الأنباء الألمانية عبر الهاتف من القاهرة: ''نظام الأسد بقي أربعين عاما يتاجر بالمقاومة والممانعة، حتى خرج رامي مخلوف ابن خالة بشار في بداية الثورة وهو يقول إن استقرار وأمن إسرائيل مرتبط ببقاء النظام السوري''.

وتابع ''إسرائيل مطمئنة من الحكم في سوريا، فلا أحد يزعجها بقضية الجولان ولا غيرها، ولذا فهي تدافع عنه، وهذا هو سبب الدعم الغربي للنظام وإعطائه المهلة بعد الأخرىquot;

لكن السفير الإسرائيلي السابق في القاهرة اسحق ليفانون نفى صحة ما ورد بأن اسرائيل تدعم بقاء الرئيس السوري بشار الاسد الذي قال ان بقاءه في السلطة لن يدوم طويلا.

واعتبر ليفانون ان النظام السوري الجديد سيأخذفي الاعتبار المشاكل الداخلية اكثر من أي قضية اخرى، وان اي نظام جديد سيكون افضل من نظام الاسد لان laquo;التحالف الاستراتيجي مع ايران و(حزب الله) سيتوقف. وبالتالي سيضعف (حزب الله) تجاه الدولة اللبنانية داخلياraquo;.

وقال ليفانون في مقابلة اجرتها معه صحيفة laquo;الرايraquo; الكويتية: laquo;لقد سمعنا سماحة الشيخ (يوسف) القرضاوي، الذي نحن لا نحبه، يقول خلال اجتماع في القاهرة بخصوص دعم الشعب السوري ان العالم العربي بأجمعه ضد ايران و(حزب الله). لذلك أعتقد أن أي نظام سيكون أفضل من نظام الاسدraquo;، مضيفا انه laquo;اذا عادت سورية الى حضن العالم العربي فلا استبعد بمساعدة الدول المعتدلة ان نصل الى اتفاق معهاraquo;. واشار الى ان laquo;العراق كان يساعد سورية بأسلحة ايرانية ولكن ذلك توقف بعد تدخل أميركي وأوروبيraquo;

وقال السفير: quot;في الفترة الأخيرة رأينا كيف أن العراق يساعد سورية بأسلحة ايرانية. وبعد تدخل اميركي وأوروبي توقف ذلك. وحسب رأيي، إذا انهار نظام الأسد فبطبيعة الحال سيكون هناك تغيير استراتيجي. واعتقد ان الشعب السوري يرغب في قطع العلاقات مع ايران ويتجه اكثر نحو المجتمع الاسلامي العربي الموجود في الجامعة العربية.

quot;واضاف: quot;لا ننسى ان حافظ الاسد اخرج سورية من الجامعة العربية وأنشأ تحالفا استراتيجيا مع الايرانيين. واعتقد ان سورية ستعود الى حضن العالم العربي وتتوقف المساعدة لحزب الله وبذلك يكون تغييرا استراتيجيا مهماً. وفي حال ضعف laquo;حزب اللهraquo; ربما ستتعافى الدولة اللبنانية اكثر مما هي عليه اليوم. واذا عادت سورية الى حضن العالم العربي فلا استبعد بمساعدة الدول العربية المعتدلة ان نصل الى اتفاق بين سورية واسرائيل.
اسرائيل ترغب في رؤية شرق اوسط مستقرا، وفي حال تعاونت الدول العربية بامكاننا الوصول الى شرق أوسط أفضل للشعوب.quot;.

وان كانت هناك تخوفات إسرائيلية من سيطرة الاسلاميين على السلطة في سوريا، قال الدبلوماسي الاسرائيلي: quot;أظن أن الإخوان المسلمين ضعفاء من الناحية السياسية لأن الأسد الأب قام بسحقهم قبل 25 عاما. أما الدروز والمسيحيون فهم أقلية. وسمعنا وليد جنبلاط يدعو الدروز الى الانضمام الى المعارضة. لذلك أعتقد أن النظام الجديد سيأتي من داخل سورية وسيكون مدركا للمشاكل الداخلية. وعليه أن يصحح ما قام به بشار الاسدquot;.

وكانت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية أشارت إلى ما وصفتها بالمشاعر المختلطة التي تكنها إسرائيل تجاه الأزمة السورية، وأوضحت أن القادة الإسرائيليين يراقبون تصاعد وتيرة العنف وسفك الدماء بمزيج من مشاعر القلق والأمل والإحباط على حد سواء.

وقالت الصحيفة إن أكثر ما يخشاه القادة الإسرائيليون قد يتمثل في محاولة نظام الرئيس السوري بشار الأسد توريط إسرائيل في الصراع، وذلك في مناورة أخيرة من جانب النظام السوري لتقسيم وإرباك المعارضة، بشأن مرتفعات الجولان السورية التي تحتلها إسرائيل، والتي تشكل إحدى نقاط الخلاف الرئيسة بين البلدين.

وأضافت أن ثمة قلقا عميقا لدى الإسرائيليين يتمثل في المصير المحتمل لترسانة السلاح التي تمتلكها سوريا، بما فيها الصواريخ بعيدة المدى والأسلحة الكيمياوية والبيولوجية، في ظل الخشية من وقوعها في أيدي الجماعات المسلحة في لبنان أو في أي مكان آخر.

وأشارت إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أكد أمام البرلمان الإسرائيلي الأسبوع الماضي على المخاطر المحتملة على المدى القصير، التي تفرضها الاضطرابات في سوريا على البلاد.