بيروت: أظهرت الوثائق التي تم الحصول عليها من الإتحاد الأميركي للحريات المدنية أن عناصر الاستخبارات تجسسوا على المسلمين في كاليفورنيا، متخفين تحت ستار برامج التوعية، لجمع المعلومات وتقاسمها مع وكالات أخرى.

وقام العملاء الفدراليون بمراقبة المسلمين بشكل روتنيني في شمال كاليفورنيا لأربع سنوات على الأقل، وذلك باستخدام quot;جهود التوعية المجتمعيةquot; كغطاء لجمع معلومات استخباراتية عن المساجد المحلية، وفقاً لوثائق نشرت يوم الثلاثاء من قبل الاتحاد الاميركي للحريات المدنية.

ومن عام 2004 إلى عام 2008، عمد وكلاء من مكتب سان فرانسيسكو لمكتب التحقيقات الفيدرالي إلى حضور الاجتماعات والمحاضرات والشعائر الدينية، لا سيما في منطقة وادي سيليكون، حيث قاموا بجمع وتخزين معلومات استخباراتية بشكل غير قانوني حول معتقدات المسلمين الأميركيين، كما عمدوا إلى توزيعها على وكالات حكومية أخرى.

في هذا السياق، أشارت صحيفة quot;لوس انجلوس تايمزquot; إلى أن اتحاد الحريات المدنية في ولاية كاليفورنيا الشمالية، وتجمع القانون الآسيوي، ومؤسسة غارديان باي في سان فرانسيسكو، اجتمعت وتقدمت برفع دعوى قضائية في عام 2011 بعد تلقي شكاوى متكررة من جماعات المجتمع الاسلامي عن نشاط مكتب التحقيقات الفدرالي التي تدخل في شؤون المسلمين بشكل سافر، وفقاً لمحامية اتحاد الحريات المدنية جوليا هارومي ماس.

وقالت ناس إنquot;استهداف مكتب التحقيقات الفدرالي للأميركيين المسلمين بهدف جمع المعلومات الاستخبارية لم يكن مرتبطاً بأي أدلة على الجريمة، لكن بدلاً من ذلك، فقد اعتمد على استهداف مجموعة كاملة من الناس على أساس انتمائهم الدينيquot;. واعتبرت ان هذا النمط من الرقابة المبين في الوثائق quot;هو إهانة للحرية الدينية والمساواة في التمتع بحماية القانون.quot;

وفي بيان مقتضب، دافع مساعد مدير مكتب التحقيقات الفدرالي مايكل كورتان عن أنشطة العملاء الفدراليين، لكنه أعلن أن quot;الوكالة عدلت في نشاطاتها لجهود التوعيةquot;.

وقال كورتان إن quot;وثائق 2004-2008 الصادرة عن اتحاد الحريات المدنية تشير إلى أن هذه المعلومات قد جمعت في نطاق نشاط إنفاذ القانون. ومنذ ذلك الوقت، تم إضفاء الطابع الرسمي على برنامج العلاقات المجتمعية التابع لمكتب التحقيقات الفدرالي، من أجل التحصول على قدر أكبر من التمييز بين التوعية والأنشطة التنفيذيةquot;.

ومن الأمثلة التى قدمها الإتحاد الأميركي للحريات المدنية على عمليات التجسس، تردد عملاء فدراليون على مآدب الإفطار الرمضانية في مسجد فى مدينة سان فرانسيسكو في عامي 2007 و2008، حيث سجلوا معلومات عن الحاضرين تناولت آراءهم وعلاقاتهم وعناوينهم.

كما قام مكتب التحقيقات الفدرالي في العام 2009 بجمع المعلومات والآراء والخلفيات عن الآشوريين خلال نشاط للباحثين عن وظائف فى سان خوسيه بولاية كاليفورنيا، وفى عام 2007 قام بجمع معلومات تفصيلية عن خلفيات ممثلي 27 منظمة إسلامية اجتمعوا فى مسجد فى سان خوسيه.

وقال الاتحاد quot;إن مكتب التحقيقات الأميركي تجاوز صلاحياته وتجاوز الثقة التي منحها إياه ممثلو المنظمات الإسلامية حين وافقوا على الاجتماع مع مسؤولين فيهquot;، مشيراً إلى أن مكتب التحقيقات الفدرالي استخدم برامج الاتصال مع المجتمعات الإسلامية بطريقة غير قانونية لجمع المعلومات، وحفظها سراً لأهداف استخباراتية.

من جهته، اعتبر البروفيسور فريد كايت، الذي يتخصص في سرية المعلومات، وقانون الأمن في كلية الحقوق بجامعة إنديانا مورير، ان إجراءات مكتب التحقيقات الفيدرالي quot;مشينةquot;. وتحمل العديد من وثائق مكتب التحقيقات الفدرالي التي نشرت يوم الثلاثاء من قبل اتحاد الحريات المدنية quot;اتصالات المساجدquot;، وتتضمن أسماء وأرقام هواتف الأميركيين المسلمين الذين يترددون على مساجد سان فرانسيسكو.

ويقول عيسى إيريك شو، مدير اللجنة التنفيذية لمؤسسة المجتمع المسلم ان quot;المؤسسة كانت دائماً تدعو الموظفين المكلفين بتنفيذ القانون، بما في ذلك مكتب التحقيقات الفدرالي، للاجتماع مع رؤسائهاquot;. ويشار إلى أن المؤسسة التي يرأسها شو، قد ذُكرت اكثر من مرة في العديد من الوثائق التي نشرت الثلاثاء، من بينها مذكرة معنية بزيارة مكتب التحقيقات الفدرالي عام 2005 لمؤسسة، مع وصف للمبنى وتخطيطه.

واضاف شو: quot;الزيارات التي قام بها الوكلاءquot;كانت تحت ستار أنشطة التوعية، لكنهم كانوا يجمعون معلومات استخبارية، وتم نشر المزيد من الملفات خارج مكتب التحقيقات الفدرالي إلى وكالات إنفاذ قانون أخرى غير معروفةquot;. وختم بالقول: quot;اننا نشعر بالخيانةquot;.