رغم الأدلة التي جمعها مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي ضد أميركي - سوري قائلاً إنه جاسوس لدمشق ويمثل تهديدًا على مواطنيه، فقد اكتفى القاضي بحبسه منزليًا لغياب الدليل الدامغ على ما أورده الادعاء من اتهامات.


السويد يصافح الرئيس الأسد في لقاء بينهما صيف العام الحالي

وجه مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي laquo;إف بي آيraquo; اتهاما الى أميركي - سوري يدعى محمد laquo;أليكسraquo; السويّد بأنه يتجسس على مواطنيه من أصل سوري في الولايات المتحدة لصالح نظام دمشق.

وجاء في اتهام مكتب التحقيقات أن السويد، الحاصل على الجنسية الأميركية بفضل الإقامة الدائمة، laquo;يتجسس على مواطنين أميركيين معارضين للنظام السوري بغرض إيذائهمraquo;. لكن القاضي قال إن ممثل الادعاء laquo;لم يقدم ما يكفي لإثبات أن المتهم ارتكب جريمة يعاقب عليها القانونraquo;. ومع ذلك فقد أمر بوضعه قيد الإقامة المنزلية الجبرية الى حين إشعار آخر.

ونقلت صحيفة laquo;لوس انجليس تايمزraquo; عن قاضي المحكمة الابتدائية، تي رولز جونز الابن، قوله إن ما أثبته الادعاء laquo;يتعلق فقط بأن محمد أليكس السويد صوّر فيلما عن تظاهرة للمعارضين الأميركيين من أصل سوري، وأنه أتاح لمسؤولين سوريين مشاهدة الفيلم. لكن هذا في حد ذاته لا يثبت أنه يتجسس لصالح النظام السوري، كما أن المتهم لم يبد ما يشي بنيته الفرارraquo;.

وأضاف القاضي قوله إن laquo;السويد فعل في ما مضى أشياء لا يقوى على القيام بها الآن. وهو - في أسوأ الأحوال - عميل من المستوى الأدنى، ومن قبيل التكهنات فقط أنه في وضع يتيح له هجر عائلته في الولايات المتحدةraquo;. ومع ذلك فقد أجّل الافراج الفوري عن المتهم بغرض إتاحة الفرصة أمام الادعاء كي يستأنف ضد ذلك الحكم إذا شاء.

ويذكر أن المحققين ألقوا القبض على السويد، وهو من ليسبيرغ، فيرجينيا، الاسبوع الماضي بتهمة العمل السري لجهة أجنبية والكذب على محققين فيدراليين وحيازته في مسكنه أسلحة بشكل غير مشروع بما فيها مدفع laquo;كلاشنيكوفraquo; ومسدس laquo;باريتاraquo; والذخائر اللازمة لكل منهما، وسترتين واقيتين من الرصاص وخوذة laquo;كيفلارraquo;.

وفي معرض شرحه أن السويد جاسوس لنظام دمشق وقد يفرّ من الولايات المتحدة في اي لحظة، أشار ممثل الادعاء، دنيس فيتزباتريك، الى عدة أشياء بينها لقاء في يوليو / تموز الماضي بينه وبين الرئيس السوري بشار الأسد. وهذا إضافة الى أحاديث مسجلة عن إقامة حسابات مصرفية في بيرو، وحوالات برقية من دمشق عبر مصرف فرنسي بأكثر من 200 ألف دولار، وإيداع مبلغ 4 آلاف دولار بورقات مالية من فئة 100 دولار في laquo;سيتي بانكraquo; في اليوم التالي لزيارة له للسفارة السورية في واشنطن دامت أكثر من ساعة.

ومن جهته قال ممثل الدفاع، هيثم فرج، إنه حتى في حال إثبات شكوك الادعاء واتهاماته، فيكفي أن يخضع السويد للمراقبة الإلكترونية والإقامة المنزلية الجبرية لأن هذا يكفل عدم اتصاله بأي شخص. وأضاف أنه لن يهجر عائلته، المؤلفة من زوجته لـ17 سنة وابنيه التوأمين (15 عاما)، لأن المدانين في قضايا مشابهة لا يمضون أكثر من سنتين في السجن على أية حال.

يذكر ايضا أن السويد دخل الولايات المتحدة قبل 20 عاما وفي جيبه 600 دولار فقط. ولاحقا صار يحصل على راتب قدره 300 ألف دولار في السنة عن عمله في وكالة لبيع سيارات laquo;مرسيدس بنزraquo; في فيرجينيا، وهذا تبعا لقريبة له تدعى رشا.

ولكن بعد الأزمة المالية الأخيرة وجد السويد نفسه في مصاعب جمة تتعلق بتسديد الرهن الشهري عن داره الفخيمة، وأعلن إفلاسه. وقالت رشا إن مبلغ الـ200 ألف دولار الذي أشار اليه الادعاء إنما جاء من أسرتها في سوريا وكان الغرض منه أن يؤسس به السويد شركة لخدمات سيارات الليموزين.