الحسيني مع مريم رجوي

من داخل سجنه، يتحدث المرجع الشيعي المعتقل لأسباب عديدة، محمد علي الحسيني حول كثير من الأمور، إذ يفند ويؤكد وينفي ويوضح، فيما لم يكن علينا إلا أن ننقل ما جاء في الحوار الذي خص به quot;إيلافquot; تزامناً مع صفحة quot;الشباب الشيعي الحرquot;.


إيلاف: يقول أمين عام المجلس الإسلامي العربي محمد علي الحسيني بمجرد أن رأى نخبة من مجموعة (الشباب الشيعي الحر) يزورونه في سجنه: quot;نصبح وتصبحونquot;، وفسرها أولئك الفتية على أنها تحمل إيماناً عميقاً وقوة لا تضاهى.

في داخل السجن تحدث الحسيني عن كثير مما يجب قوله في هذه المرحلة، مما يرتبط بالماضي القريب أو المستقبل المنظور، لكنه يشدد دائماً على حسه العربي، ولا عجب إذا علمنا أن المجلس الإسلامي العربي يؤكد في أهم أدبياته أن طوائف الدول العربية جزء من نسيجها الاجتماعي الذي لا يجب أن يقبل اختراقه من أي جهة خارجية.

عن البداية التي أوصلته إلى هذا السجن، يقول الحسيني quot;كنت مقربا من حزب الله ثم انشققت عنه مولدي علاقات مع منظمة مجاهدي خلق ومريم رجوي بالذات وكذلك علاقات أكثر من طيبة مع المعارضة الأهوازيةquot;، ويضيف: quot;لذلك استهدفني حزب الله وبأوامر إيرانية، لأنني أزعجت الإيرانيين كثيرا، لا أحد يصدق عمالتي، ولا يشك أحد أيضا بتلفيق التهمة ضدي من قبل الحزب تأديبا لي بسبب إزعاجي الجمهورية الإسلامية. وقد عمّم الحزب صورة لي مع مريم رجوي وكتب تحتها عبارات مهينة بحقي وأؤكد أمام كل العالم براءتي من كل التهم الموجهة إلي وأدعو كل المنظمات الإنسانية والحقوقية لزيارتي والوقوف على مظلوميتي وأؤكد أن سبب اعتقالي وتوقيفي لا صلة له بإسرائيل بل يعود إلى مجاهرتي برفض مشروع حزب الله واتصالي بمنظمة مجهادي خلق والمعارضة العربية في الأهواز ولقد انشققت عن الحزب قبل ثلاث سنوات من اعتقالي وأسست ما يعرف اليوم بالمجلس الإسلامي العربي وهو هيئة إسلامية عربية مهمتها التصدي لنفوذ حزب الله داخل الطائفة الشيعية في لبنان ومواجهة تيار ولاية الفقيه في العالم الإسلاميquot;.

وعن القضية التي اعتقل بسببها يقول الحسيني quot;بعد اعتقالي لمدة دامت أكثر من ثمانية أشهر، أصدر قاضي التحقيق الأول في المحكمة العسكرية القاضي رياض أبوغيد قرارًا لم يدنّي فيه وقرر منع المحاكمة وإخلاء سبيلي لعدم توافر الأدلة إلا أن حزب الله ما لبث أن تدخل عبر محاميه وقام بفسخ العقد وإعادة جلسة الاستجواب. صدر بعدها بحقي حكم بتهمة حيازة أسلحة غير مرخص بها وحكم علي بالسجن ستة أشهر إضافية والتهمة الأخيرة التي وجهت إلي هي محاولة التخابر مع العدو الإسرائيلي وليس فعل التخابر وقضت بسجني لمدة خمس سنوات والكل يعرف أن بيتي في الضاحية الجنوبية في محلة بئر العبد في مبنى يقطن فيه مسؤولون من الحزب وبالتالي فإن كل تحركاتي واتصالاتي وحتى بريدي الإلكتروني مكشوف لجهاز أمن الحزب ومع ذلك لم يتمكن حزب الله من الحصول على أدلة تديننيquot;.

ويوجه الحسيني رسالة إلى الطائفة الشيعية quot;إخواني وأحبائي من طائفتي الحبيبة أضع حادثتي هذه أمامكم كما هي دون تلفيق وإنني لم أخرج من حزب الله ولم أعلن رفضي لولاية الفقيه إلا لأنني أيقنت أن هذا الحزب ليس حزبا لبنانيا بل هو فرع لإيران في لبنان ومرجعيته الأولى والأخيرة هي في الجمهورية الإسلامية وهذا يؤدي إلى تحويل الشيعة في لبنان إلى تابعين لإيران، مع العلم أن تاريخ الطائفة الشيعية لم يكن مرتبطا بأي أنظمة خارجية بل كان لبنان هو مرجعه الأول والأخير، والانتماء إلى لبنان أولويتهم، واليوم الكل يشاهد ما يحصل في العالم العربي من ثورات وتغيير للأنظمة وكيف أن حزب الله يقف ضد مظلومية الشعب السوري مع الجلاد الأسدي الذي سيسقط عاجلا أم آجلا وبذلك يضع الشيعة في مواجهة مع مجموعات كبيرة من الشعب السوري تمثل أكثر من 80 بالمئة بالإضافة إلى مواجهة مع الشركاء في الوطن وتحديدا من الطائفة السنية الكريمة، إنني أتفهم موقف حزب الله هذا من الثورة في سوريا فهو ليس سوى أداة بيد إيران والقرار كان هذه المرة بالوقوف إلى جانب النظام البائد في سوريا، فيا أحبائي وأهلي وناسي من طائفتي الحبيبة إن قطار التغيير قد سار ولا أحد بمقدوره أن يوقفه مهما كان يملك من مال وعتاد وقوة ونفوذ، فإرادة الشعب فوق كل اعتبار وأقوى من أي سلاح وقوة ونفوذ فكونوا من السائرين مع هذا التغيير وتطلعوا إلى أن يكون انتماؤكم الأول والأخير إلى لبنان التسامح ولبنان العيش الواحد الموحد ولا تسمحوا لأي كان بتحويلكم إلى أداة ووسيلة رخيصة لتحقيق مصالحه ولا تسمحوا لأي كان أيضا بتحريف تاريخكم المشرف وتحويله إلى تاريخ تبعية وتآمر واستعبادquot;، ويضيف الحسيني quot;إنني اليوم في سجن صغير، أما أنتم ففي سجن كبير وهذا السجن وضعنا فيه حزب الله وعلينا العمل جاهدين للخروج من هذا الظلم، ونحن كنا أول من نادى برفع الظلم الاجتماعي والاقتصادي عن أهلنا في الجنوب وغيره الذي يعمد حزب الله إلى استغلالهم والاستعلاء عليهمquot;.

ويقول الحسيني quot;الطائفة الشيعية هي أكثر طائفة محرومة وتعاني الظلم الاجتماعي فأين حزب الله اليوم من هذه المأساة كلها وأين حزب الله من الوضع الذي وصلت إليه الطائفة الشيعية اليومquot;.
ويتوجه الحسيني بعد ذلك إلى حزب الله بكلمة قال عنها إنها رسالة quot;(نصبح وتصبحون) هذه هي كلمتي اليوم إلى حزب الله فهو أراد إسكات كل صوت يقف ضد مشروعه وخياراته وقد أغفله أن صوت الحق لا يمكن أن يذوب وأن الإنسان الحر يمكن أن تصفيه كجسد، ولكن من المستحيل تصفيته كفكر، ولهذا فنحن نشكل اليوم فزاعة لحزب الله أكثر من أي أحد آخر لأننا رفعنا صوتنا ولم نسكت عن الظلم والأيام ستثبت أننا على حق وأنهم يمثلون الباطل والحقد والإجرامquot;.

الحسيني لم ينس أن يتطرق إلى حركة أمل الشيعية، فقال عنها إنه لا يختلف معهم في العناوين والخطوط العريضة، ويضيف quot; نحن لم نختلف يوما مع حركة أمل ونتفق معها على الكثير من الخطوط والعناوين العريضة وأعتقد أن حركة أمل تنتظر التغيير هي أيضا وبالتالي لا مشكلة لدينا مع حركة أمل التي لم تنجرف كما انجرف حزب الله، وما سكوتها وعدم إصدارها أي تصريح أو بيان عن الأحداث الدائرة في سوريا إلا خير دليل على صحة كلامناquot;.

أما عن تهم تلقي الأموال من المملكة العربية السعودية ودول الخليج فكان للحسيني إجابة لافتة، لخّصها بما يلي quot;لنا الفخر والشرف بأن نتلقى الأموال من اي دولة عربية فالعرب أولى ببعضهم، فمن عمّر الجنوب اللبناني بعد حرب تموز أليست السعودية وقطر والكويت؟، ومن يقوم بالمشاريع في لبنان والتي أغلبها في مناطق الجنوب والبقاع أليستالكويت وغيرها من الدول العربية؟quot; ويضيف الحسيني quot;حزب الله أعلن صراحة أنه يتلقى الأموال من إيران ولم يستح من ذلك، فنحن نتلقى من العرب الذي هم أولى ببعضهم وليس من الفرس الذين لا تربطنا بهم أي علاقة لا من قريب ولا من بعيد، ومن المعروف أن الفرس عندما يعطون أي جهة فإنهم يأخذون منها بالمقابل أضعاف أضعاف ما أعطوهاquot;.

ويختم الحسيني حديثه الذي خص به quot;إيلافquot; قبل غيرها من الصحف قائلاً، إن قطار التغيير قد سار quot;فسارعوا إلى الإلتحاق به قبل فوات الأوان، ومهما ظلمنا فلا بد من أن يأتي اليوم الذي نكون نحن فيه خارج السجن ومن اتهمنا داخل القفص، وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعونquot;.