واشنطن: دعت الولايات المتحدة ايران الجمعة الى اظهار quot;الجديةquot; في المحادثات التي ستجري في اسطنبول السبت بشأن ملفها النووي، بعدما قالت طهران انها تشعر بخيبة امل بسبب تصريحات الغربيين.

وقال نائب مستشار الامن القومي الاميركي بن رودس من طائرة الرئاسة (ايرفورس وان) ان واشنطن تريد ان تجري المحادثات بين ايران والقوى الغربية في quot;اجواء ايجابيةquot;، كما ترغب من طهران ان تظهر quot;الجديةquot; بشأن دفع الحوار الى الامام.

واضاف quot;لا اعتقد ان احدًا يتوقع حل كل الخلافات في اجتماع واحد، ولكن نريد اجواء إيجابية تظهر فيها الحكومة الايرانية جديتها والتزامها في اجراء مفاوضات جديةquot;.

وقال رودس ان على الايرانيين ان يظهروا كيف بامكانهم quot;بناء الثقةquot; مع المجتمع الدولي من خلال الوفاء بالتزاماتهم للكشف عن تفاصيل عن البرنامج الذي يعتقد الغرب انه يهدف الى امتلاك اسلحة نووية. واكد انه quot;اذا فعل الايرانيون ذلك، فاننا سنبحث بكل تاكيد في اتخاذ خطوات مقابل اي خطوات ملموسة يتخذها الإيرانيونquot;.

وفي وقت سابق من الجمعة اعربت ايران عن خيبة املها ازاء ما ورد في بيان مجموعة الثماني الخميس حول المحادثات التي ستجريها مع الدول الغربية الكبرى بشأن برنامجها النووي السبت في اسطنبول، خصوصًا مطالبتها بأن تثبت مصداقيتها.

وترغب الدول الغربية من إيران وقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمئة، ونقل مخزوناتها الحالية من ذلك اليورانيوم الى خارج البلاد والانفتاح على عمليات تفتيش اوسع.

وبعد رفض طهران لذلك، فرضت الدول الغربية عليها عقوبات اقتصادية مشددة لاجبارها على وقف نشاطاتها خاصة في مجال تخصيب اليورانيوم.

خيبة أمل إيرانية من التصريحات الغربية عشية محادثات النووي
اعربت ايران الجمعة عن خيبة املها ازاء ما ورد في بيان مجموعة الثماني الخميس حول المحادثات التي ستجريها مع الدول الغربية الكبرى بشأن برنامجها النووي السبت في اسطنبول، خصوصا مطالبتها بان تثبت مصداقيتها.

فبعد توقف في المحادثات استمر 15 شهرا، يلتقي مسؤولون من الدول الخمس الاعضاء في مجلس الامن (الولايات المتحدة، بريطانيا، روسيا، الصين، فرنسا) اضافة الى المانيا، مع مسؤولين ايرانيين في اسطنبول السبت.

الا ان التصريحات التي سبقت تلك المحادثات اظهرت مستويات انعدام الثقة، حيث قال مصدر مقرب من وفد طهران الى المحادثات الجمعة، ان ايران تشعر بـquot;بخيبة امل واحباطquot; من بيان وزراء خارجية مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى في ختام اجتماعهم في واشنطن.

وصرح المصدر لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن هويته quot;حتى الآن يجد الوفد الايراني ان موقف الغرب كما تم الاعراب عنه في لقاء مجموعة الدول الثماني (الخميس) وتحدثت عنه وسائل الاعلام، مخيب للامال ومحبطquot;، مضيفا quot;نامل ان يكون موقف مجموعة 5+1 مختلفاquot;.

ويعد لقاء اسطنبول الاول منذ صدور تقرير من الوكالة الدولية للطاقة النووية في تشرين الثاني/نوفمبر الذي يشكك في برنامج ايران النووي، واعراب المحللين عن تشككهم في تحقيق المفاوضات لاية نتائج.

وجاء في بيان لوزراء خارجية المجموعة ان quot;عدم التزام ايران المتواصل بالتزاماتها بموجب قرارات مجلس الامن الدولي، والوفاء بمتطلبات قرارات مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية يسبب القلق البالغquot;.

وقال البيان ان quot;الوزراء اكدوا على رغبتهم في حل سلمي عن طريق التفاوض للمسألة النووية .. ودعوا ايران الى الدخول في عملية دائمة من الحوار البناء والجدي من دون شروط مسبقة على اساس من المعاملة بالمثل، ونهج خطوة خطوة لاستعادة الثقة الدولية في الطبيعة السلمية البحتة لبرنامج ايران النوويquot;.

وفي وقت سابق من الجمعة دعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ايران الى الاستفادة من quot;الفرصةquot; المتاحة لها خلال اجتماع اسطنبول السبت مع الدول الكبرى لتقديم جواب يتمتع بـquot;مصداقيةquot; لتبديد القلق الدولي بشأن ملفها النووي.

وقالت كلينتون في تصريح صحافي قبل يومين من اجتماع اسطنبول بين طهران والدول الست الكبرى، ان هذه المحادثات ستكون quot;فرصة لايران لتقديم جواب ذي مصداقية يرد على قلق المجتمع الدوليquot; بشأن الملف النووي الايراني. واضافت كلينتون quot;على الايرانيين ان يثبتوا جديتهم عندما يأتون الى طاولة المفاوضاتquot;.

الا ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال الجمعة ان استئناف المفاوضات في اسطنبول يحمل quot;بعض الاملquot;. وقال لافروف لوكالة انباء انترفاكس quot;ثمة بعض الامل المتصل باجتماع الدول الست مع ايران في اسطنبول في 14 نيسان/ابريل. والمفاوضون الايرانيون قالوا انهم سيقدمون مبادرات جديدةquot;.

وصرح سعيد جليلي الذي يرأس فريق المفاوضات الايراني، في وقت سابق من هذا الاسبوع ان الوفد سيطرح quot;مبادرات جديدةquot; على الطاولة في اسطنبول، ودعا الوفود المفاوضة من الجانب الاخر الى التصرف بإيجابية.

ولم يكشف جليلي عن تفاصيل المبادرات، الا ان مصدرا مقربا من الوفود الاوروبية صرح لفرانس برس الجمعة انه من المرجح ان يحصل الوفد الايراني على رد فعل quot;ايجابيquot; اذا quot;قدم شيئا حول مسالة تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمئةquot;. واجتمع جليلي بفريقه في القنصلية الايرانية في اسطنبول الجمعة.

كما وصلت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون التي تقود المفاوضات نيابة عن مجموعة خمسة+واحد، الى اسطنبول حيث التقت وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو.

وترغب الدول الغربية من ايران وقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمئة، ونقل مخزوناتها الحالية من ذلك اليورانيوم الى خارج البلاد والانفتاح على عمليات تفتيش اوسع. وبعد رفض طهران لذلك، فرضت الدول الغربية عليها عقوبات اقتصادية مشددة لاجبارها على وقف نشاطاتها خاصة في مجال تخصيب اليورانيوم.

وتضاءلت التوقعات بامكانية حدوث انفراج في محادثات السبت بعدما اكد الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد مرة اخرى الخميس على ان ايران لها كل الحق في مواصلة برنامجها النووي الذي اكد دائما انه لأغراض سلمية بحتة. وقال quot;ان الشعب الإيراني يتمسك بشدة بحقوقه الاساسية، ولن يتراجع قيد انملة عن حقه الثابت رغم اقسى الضغوطquot;. وتشتبه الدول الغربية في ان برنامج ايران لتخصيب اليورانيوم يخفي مساعي ايرانية لامتلاك اسلحة نووية.

ويتوقع ان تضغط كل من الولايات المتحدة والصين وروسيا وبريطانيا والمانيا وفرنسا على ايران للسماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بحرية اكبر لدخول منشاتها النووية. وتريد الوكالة الدولية للطاقة الذرية الحصول على حق الدخول الى المواقع التي لا تستطيع دخولها حاليا.

وتقول الوكالة في تقاريرها الدورية انه نظرًا إلى ان ايران quot;لا تقدم التعاون اللازمquot; فإنها quot;غير قادرة على توفير التطمينات بعدم وجود نشاطات ومواد نووية ايرانية غير معلن عنهاquot;.

وكانت الوكالة اصدرت تقريرًا في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي تحدثت فيه عن وجود ادلة quot;شاملة وذات مصداقيةquot; من مصادر مختلفة بان ايران اجرت حتى نهاية 2003 على اقل تقدير quot;نشاطات .. تتعلق بتطوير جهاز نووي متفجرquot;.

ورفضت ايران السماح للوكالة الدولية بدخول قاعدة بارشين العسكرية القريبة من طهران التي قال تقرير الوكالة انه ربما جرت فيها تجارب على متفجرات تتعلق بابحاث حول راس حربي في حاوية معدنية عملاقة.