تشاؤم يخيم على المفاوضات بشأن النووي الايراني

تستأنف المفاوضات بين ايران والدول الكبرى حول الملف النووي الايراني اليوم السبت في اسطنبول في أجواء من التشاؤم، حيث أعربت ايران الجمعة عن خيبة أملها من موقف الغربيين بينما صعدت الولايات المتحدة اللهجة وطلبت من طهران أن تبرهن عن quot;جديةquot;.


اسطنبول:قال مصدر قريب من الوفد الايراني لوكالة فرانس برس إن الموقف الغربي quot;لا يسمح بأن نرى ان هناك نقاطا تثير املاquot; في التقدم في المفاوضات.
ووصف هذا المصدر موقف الغربيين بانه quot;غير مشجع ومخيب للآمالquot;.

ودعت الولايات المتحدة ايران الجمعة الى إظهار quot;الجديةquot; في المحادثات التي ستجري في اسطنبول السبت بشأن ملفها النووي.
وبعد توقف في المحادثات استمر 15 شهرا، يلتقي مسؤولون من الدول الخمس الاعضاء في مجلس الامن (الولايات المتحدة، بريطانيا، روسيا، الصين، فرنسا) اضافة الى المانيا، مسؤولين ايرانيين في اسطنبول السبت.

وقال نائب مستشار الأمن القومي الاميركي بن رودس من طائرة الرئاسة (ايرفورس وان) ان واشنطن تريد ان تجري المحادثات بين ايران والقوى الغربية في quot;اجواء ايجابيةquot;، كما ترغب من طهران في ان تظهر quot;الجديةquot; بشأن دفع الحوار الى الامام.
واضاف quot;لا اعتقد ان احدا يتوقع حل جميع الخلافات في اجتماع واحد، ولكن نريد اجواء ايجابية تظهر فيها الحكومة الايرانية جديتها والتزامها في اجراء مفاوضات جديةquot;.

وقال رودس ان على الايرانيين ان يظهروا كيف بإمكانهم quot;بناء الثقةquot; مع المجتمع الدولي من خلال الوفاء بالتزاماتهم للكشف عن تفاصيل عن البرنامج الذي يعتقد الغرب انه يهدف الى امتلاك اسلحة نووية.
واكد انه quot;اذا فعل الايرانيون ذلك، فاننا سنبحث بكل تأكيد في اتخاذ خطوات مقابل اي خطوات ملموسة يتخذها الايرانيونquot;.

في وقت دعت روسيا الى عدم quot;تضخيمquot; الخلافات بين ايران والدول الكبرى بشأن برنامج ايران النووي.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغيه لافروف إن بلاده تعلق آمالا كثيرة على جولة المفاوضات السداسية حول برنامج ايران النووي، مؤكدا أن الجانب الروسي سيتقدم بمقترحات محددة تتناول حل الأزمة الناشبة بين ايران والغرب حول برنامج طهران النووي.

وأضاف quot;ثمة تفاهم بضرورة ان نتحرك خطوة بخطوة، ولكن هدفنا واحد، وهو التأكد أن البرنامج النووي الايراني لا يتضمن اي ابعاد عسكرية. هذا من مسؤولية الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وايران على علم بالامور التي تريد الوكالة استيضاحها.quot;
وصرح سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية رئيس الوفد الروسي الى المحادثات، للصحافيين في اعقاب محادثات منفصلة مع نظيريه الايراني والصيني quot;نريد ان نكون بنائين، ولا نريد تضخيم الخلافاتquot;.

وقال ريابكوف ان quot;الهدف النهائي في المستقبل القريبquot; للمفاوضات بين مجموعة الخمسة زائد واحد (الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا والمانيا) هو رفع العقوبات الدولية والغربية المفروضة على الجمهورية الاسلامية.
واضاف quot;نحتاج حقيقة الى ايجاد حل وسط .. ان المفاوضات تهدف الى تجديد الثقةquot;.

وتشتبه دول الغرب واسرائيل، الدولة الوحيدة في الشرق الاوسط التي تملك اسلحة نووية رغم عدم اعلانها عنها، في ان ايران تسعى الى انتاج اسلحة نووية تحت غطاء برنامجها النووي.
وستجري المفاوضات بين الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا) والمانيا من جهة وايران من جهة اخرى.

وكان جولة المفاوضات السابقة التي عقدت في كانون الثاني (يناير) 2011 في اسطنبول ايضا فشلت.
وقال خبراء إن اقناع ايران بخفض انتاجها من اليورانيوم المخصب الذي يمكن استعماله لاغراض سلمية وعسكرية على حد سواء، سيكون من المواضيع الاساسية خلال المفاوضات القادمة بين الدول الكبرى وايران.

وقد يطلب ايضا من ايران خلال هذا الاجتماع ان تفسح المجال امام الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمزيد من الزيارات الى منشآتها النووية.
وتملك ايران ثلاثة الاف كلغ من اليورانيوم الضعيف التخصيب بنسبة 3,5 بالمئة. لكن قدراتها المتزايدة على التخصيب بنسبة 20 بالمئة لا سيما في مصنع فوردو تحت الارض (وسط) تثير تساؤلات.

وتخشى الدول الغربية الكبرى من انه اذا قررت ايران صنع سلاح ذري فبإمكانها ان تعدل بسرعة اجهزة الطرد المركزي في موقع فوردو لتخصيب اليورانيوم بنسبة 90 بالمئة.
غير ان طهران تؤكد ان اليورانيوم المخصب بنسة 20% مخصص لمفاعل الابحاث في طهران الذي ينتج النظائر المخصصة للاستعمال الطبي.

لكن ايران تطلب رفع العقوبات الدولية والاوروبية وتعتبر تخصيب اليورانيوم quot;حقاquot; غير قابل للجدل.