باريس: quot;صباح الخير، نحن الحزب الاشتراكي!quot;، بعد طرق الجرس مرات عدة يفتح باب العمارة الصغيرة المبنية من الأجر الأحمر أمام ناشطين يحاولون إقناع سكانها بالتصويت لفرنسوا هولاند، أو على الأقل ضد نيكولا ساركوزي.

وغالبًا ما تكون نسبة الامتناع عن التصويت كبيرة في حي بانتان الشعبي في ضاحية باريس الشمالية الشرقية الذي يشجع تقليديًا التيار اليساري، ويقول رئيس البلدية برتران كيرن، الذي يقود مجموعة صغيرة تحمل منشورات الدعاية الانتخابية، ان نسبة الامتناع عن التصويت quot;بلغت 80% في الانتخابات الاوروبية في 2009quot;.

وقد انطلق الحزب الاشتراكي منذ منتصف اذار/مارس في عملية ضخمة تتمثل في طرق quot;خمسة ملايين بابquot; بحلول 22 نيسان/ابريل (الجولة الاولى من الانتخابات الرئاسية) تستهدف quot;المتخلفين عن التصويت من ناخبي اليسارquot; الذين قد يتحركون في المرحلة الاخيرة.

ويقلد الاشتراكيون حملة أوباما الانتخابية في 2008 عندما تعاقد الحزب الديمقراطي مع اكثر من خمسة ملايين متطوع، واعتبر أن التواصل المباشر سمح له بإقناع ناخب من أصل 14 بدلاً من ناخب من أصل مئة ألف عبر توزيع المنشورات في صناديق البريد.

واعجابًا من الحزب الاشتراكي بهذا النجاح، جرب تلك الطريقة في الانتخابات الإقليمية سنة 2010 مستهدفًا المناطق التي يسكنها أكبر عدد من الذين يمتنعون عن التصويت في الضواحي الباريسية.

واكد كريستوف بورجل الأمين الوطني المكلف الانتخابات ان quot;نسبة المشاركة في الأحياء التي شهدت طرق الأبواب سجلت ما بين خمس الى تسع نقاط اكثر من المشاركة العادية، مع نتيجة اكبر لدى السكان من أصل أجنبي الذين ينظر إليهم احيانًا وكأنهم فرنسيون quot;من الدرجة الثانيةquot; والذين يفضلون التواصل المباشر.

وتم التأكد من ذلك في بانتان، وتحديدًا في شارع quot;بومييهquot;، وهو عبارة عن سلسلة من العمارات والحدائق التي تعود الى الثلاثينيات، وهي مساكن اجتماعية تسكنها غالبية من الفقراء.

ويقر اول شخص يلتقيه الفريق في المصعد، وهو شاب أسود، بانه quot;حائر في هذه الانتخابات، لا اعرف كثيرا فرانسوا هولاندquot; فيذكره الناشطون بتاريخ ومركز الاقتراع، ويخرج من المصعد وبين يديه برنامج المرشح الاشتراكي.

وفي الطبقة الخامسة المخربة يفتح احدهم الباب فيقول الناشطون quot;هل تعرف برنامج فرانسوا هولاند؟quot; يرد زوجان quot;لاquot; وبعد عشر دقائق من مناقشة مرتجلة تعرب المراة العاطلة عن العمل والرجل النادل في مقهى، عن استيائهما من الذين quot;يزورون الوثائق للاستفادة من المساعدات الاجتماعيةquot;.

وتتساءل المناضلة ناتالي برلو quot;ربما سيصوتان للجبهة الوطنية؟ خوفا من الفقر، هذا الامر يحدث كثيراquot;. وعند النزول يلتقي الناشطون بشابين يتناولان النرجيلة، فيقول احدهم quot;لا اريد ان اصوّت، لا ارى فائدة من ذلكquot;، مؤكدًا انه لا يعلم حتى اذا كان اسمه مدرجًا على اللوائح الانتخابية، فيقول له رئيس البلدية quot;اما ان تعلم ذلك او تعاني ساركوزي خمس سنوات اضافيةquot; فيرد الشاب quot;لا، لا بالتاكيد لا!quot;.

وكان الاستقبال اكثر حفاوة في الطبقة السفلى، حيث قال صاحب المنزل quot;انا من مالي، ولا اصوّت، لكن فرانسوا هولاند جيدquot; فرد عليه برتران كرين quot;قلها اذن لمن حولك لاننا نخشى من الامتناع عن التصويتquot;.

وفي العمارة المجاورة التي تحظى بصيانة افضل من الاولى يعبّر السكان ايضًا عن نفورهم من ساركوزي. وقال كريم طبيب (41 سنة) المعلوماتي quot;انا معكم، ساركوزي كارثةquot;، مضيفا quot;مصانع تغلق، واخرى ترحل الى الخارج، ويتحدث لنا عن اللحوم الحلالquot;.

ورغم انه معجب بمرشح اليسار الراديكالي جان-لوك ميلانشون وعد بأنه سيصوّت لهولاند الذي quot;يبدو انه اكثر قدرة على تولي منصب الرئيسquot;. ويوافقه الراي زوجان أوشكا على التقاعد، الرجل يعمل موظفًا، والزوجة سكرتيرة، شكرا ايضا لرئيس البلدية الاهتمام بقضية الأمن.

وفي الساعة الثامنة مساء تنتهي عملية طرق الأبواب، ويبدي برتران كيرن ارتياحه بعدما كان يتوقع quot;ضجر الناخبينquot;، ويقول ان quot;الناس في صدد الاختيارquot;.

واعتبر كريستوف بورجل أن فرانسوا هولاند يريد عبر هذه العملية أن يكسب quot;نقطة أو نقطة ونصفquot; قد لا يستهان بها إذا كانت الانتخابات ستحسم بين 50/50 بالمئة.