بغداد: بعد تسع سنوات على اجتياح العراق والإطاحة بنظام صدام حسين، تحتضن بغداد أول معرض للأسلحة، يشمل الطائرات والدروع والصواريخ وأجهزة الاتصالات، بهدف إعادة بناء القوات الأمنية.

وتضم هذه القوات اليوم حوالى 900 ألف عنصر، بينهم 650 الفًا تابعون لوزارة الداخلية، وخصصت لها موزانة تبلغ نحو 14.6 مليار دولار من ميزانية عام 2012، أي ما يمثل 15% من نفقات البلاد، في ثاني أكبر التخصيصات بعد منح 20% من الموزانة لقطاع الطاقة.

وقال وكيل وزارة الداخلية عدنان الأسدي لوكالة فرانس برس quot;هذا أول معرض (للاسلحة) منذ سقوط صدام حسين، ونحن بحاجة إلى تواجد هذه الشركات المتخصصة في بغداد حتى تقدم لوزاراتنا منتجاتها ونختار الافضلquot; من بينها.

وافتتح المعرض الأحد في غرب العاصمة على ان يمتد لثلاثة ايام وسط إجراءات امنية مشددة، وبمشاركة اربعين شركة تمثل 13 دولة، بينها كوريا الجنوبية والصين وتركيا وبلغاريا. ولم يشهد المعرض اي تواجد او مشاركة من قبل شركات من الدول الغربية، كالولايات المتحدة او فرنسا او بريطانيا.

وبدت المنتجات الصينية والكورية، التي تمثلت في معدات مراقبة واسلحة وآليات وادوات مكافحة الشغب وملابس عسكرية، الاكثر حضورًا بين المعروضات.

وقال جونغ دوك الذي يعمل في مؤسسة صناعات الدفاع الكورية الجنوبية quot;نسعى إلى الحصول على عقود، ولكننا نود كذلك تطوير علاقاتنا مع هذا البلد، الذي شهد تواجد ثالث اهم مواقع انتشار قوات متعددة الجنسيات، بعد الولايات المتحدة وبريطانياquot;.

بدوره، يأمل سانغ شوا نائب رئيس مؤسسة صناعة معدات الطيران الكورية الجنوبية في بيع العراق 24 طائرة طراز تي-50 الاسرع من الصوت وتستخدم لأغراض قتالية وتدريبية. ويوضح quot;انا متفائل جدًا، فقد قدمنا عرضًا في العام الماضي، ونتمنى ان نوقع عقدًا في فترة قريبةquot;.

ويمثل إعادة بناء القوة الجوية اولوية في العراق، الذي تعاقد مع الولايات المتحدة لشراء 36 طائرة مقاتلة طراز اف-16، بعد تعرض طائراته الى تدمير شبه شامل خلال حرب الخليج الاولى عام 1991 والقضاء على ما تبقى منها لدى اجتياح البلاد عام 2003.

وقال رئيس اركان الجيش الفريق بابكر زيباري لفرانس برس quot;نحتاج الكثيرـ لكن ميزانيتنا محدودة، وابرز ما نفتقر اليه هو القوة الجوية والدفاع الجوي، كما هو وزارة الداخلية التي تحتاج معدات حماية الحدود وكشف المتفجراتquot;.

وفي هذا القطاع الذي يشهد منافسة حادة، تمثل شركة quot;ربان السفينةquot; العراقية منذ ثلاث سنوات شركات اجنبية متخصصة في معدات التشويش واجهزة تفكيك العبوات ومعدات الكشف عنها، في بلاد تشهد اعمال عنف يومية منذ 2003.

ويقول علي جوهر، وهو مهندس الكترونيك يعمل في شركة quot;ربان السفينةquot;، انه quot;من الضروري ان نكون هنا لأنها مواجهة ضد الإرهاب، وبلدنا بحاجة إلى مثل هذه المعداتquot;. وقدمت الشركة العراقية جهاز كشف الماني الصنع، بعد فشل عمل اجهزة كشف بريطانية الصنع اشتراها العراق عام 2010، ويبلغ ثمن كل واحد منها بين 16.500 الى 60.000 دولار.

واكد حسين غانم المهندس الذي يعمل في الشركة نفسها، ان الجهاز الجديد quot;مبرمج لكشف سبعة انواع من المتفجراتquot;. وكانت غالبية معدات الجيش العراقي، الذي اعتبر ابرز قوة في الشرق الاوسط ابان الحرب العراقية الايرانية (1980-1988)، روسية الصنع، ولكن منذ اجتياح البلاد عام 2003، اصبحت معداته اميركية. وترفض بلغاريا اعلان هزيمتها امام الشركات الاميركية.

ويؤكد مدير مؤسسة quot;ابولو انجنيرنكquot; رومن رايكوف، التي تتخذ من صوفيا مقرًا لها، وتبيع مختلف انواع ذخائر الاسلحة، ان quot;علاقاتنا جيدة جدا مع العراق قبل عام 2003، ونريد تجديدها لكونه يعد سوقًا مهمةquot;.