بدأ المحققون الأميركيون التحقيق في تورّط عدد من حراس الرئيس أوباما مع عاهرات في مدينة قرطاجنة الكولومبية والبحث عن 21 امرأة يُعتقد أن بينهن بائعات هوى أمضين ليلة مع أفراد الحماية الرئاسية، كما أفاد مسؤولون أمنيون.


محققون قرب ملهى بلاي كلوب في قرطاجنة الكولومبية

إعداد عبد الإله مجيد: يريد محققو جهاز الخدمة السرية بعد الكشف عن أدلة على ارتكاب سلوك غير أخلاقي أن يقابلوا هؤلاء النساء اللواتي يُقال إن 11 حارسًا، بينهم قناصة وخبراء متفجرات، اصطحبوهن إلى غرفهم في الفندق بعد ليلة ليلاء من السكر والعربدة، على حد وصف عضو مجلس النواب عن الحزب الجمهوري بيتر كنغ، رئيس لجنة الأمن الداخلي في المجلس.

ويعرف جهاز الخدمة السرية أسماء النساء، لأن الفندق الذي بتن فيه يشترط أن تترك الزائرة نسخة من بطاقتها الشخصية قبل دخول الغرفة، كما أوضح كنغ بعد إطلاعه على سير التحقيق من مدير جهاز الخدمة السرية مارك سوليفان.

وقالت عضو لجنة الأمن الداخلي في مجلس الشيوخ الجمهورية سوزان كولنز إن 20 أو 21 امرأة دخلن الفندق الذي يطل على شاطئ البحر.وأضافت أن بعض النساء كن مع أفراد من جهاز الخدمة السرية، وبعضهن مع عسكريين من الجيش الذي يجري تحقيقاته الخاصة في القضية.

والمعروف أن كولومبيا تجيز البغاء في مناطق محددة، وأن عددًا من المواخير يقع في هذه المناطق. وقال المتحدث باسم القيادة الجنوبية للقوات الأميركية في ميامي الكولونيل سكوت مالكولم إن ضابطًا في سلاح الجو الأميركي ومحاميًا عسكريًا وصلا إلى كولومبيا منذ يومين لإجراء التحقيق باسم وزارة الدفاع.

وينتمي العسكريون الذين يشملهم التحقيق إلى فروع مختلفة من القوات المسلحة، بينهم جنود من ذوي القبعات الخضر ومشاة بحرية وقوات خاصة ومسؤولون عن كلاب مدربة للقيام بمهمات معينة.

وسلطت التحقيقات المزدوجة الضوء على حياة الليل في مدينة قرطاجنة، حيث تقف بائعات الهوى في الشوارع أو يرتدن الحانات والملاهي التي يعيشن فيها أحيانًا، ويطلبن 300 دولار أو أكثر عن مرافقة الزبون. وما زال التحقيق جاريًا لمعرفة الأماكن التي التقى فيها أفراد الحماية بالنساء اللواتي اصطحبوهن معهم إلى غرف الفندق.

وقال النائب كنغ إن لدى 11 حارسًا روايات مختلفة لما يتذكرونه عن تلك الليلة أو أنهم لا يقولون الحقيقة. وكان الحراس الأحد عشر ضمن فريق يضم عشرات من أفراد جهاز الخدمة السرية، الذين توجّهوا إلى كولومبيا لتأمين سلامة الرئيس خلال زيارته. وكان هؤلاء وصلوا يومي الثلاثاء والأربعاء، فيما وصل أوباما يوم الجمعة لحضور قمة الأميركيتين.

ويبلغ عدد العسكريين قيد التحقيق 10 إلى 12 عسكريًا بعدما قالت وزارة الدفاع في البداية إنهم خمسة. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين أن عسكريًا واحدًا على الأقل أُخضع للاستجواب وبُرئت ساحته. وأضاف المسؤولون أن أفراد جهاز الخدمة السرية والعسكريين لم يخرجوا في مجموعة كبيرة واحدة، مشيرين إلى مجموعتين أو أكثر من الأميركيين خرجوا لقضاء وقت ممتع في تلك الليلة.

وفي نادي ليغويروس يرن جرس، حين يصل زبون جديد، في الغرفة التي تلجأ إليها العاهرات للاستراحة فيعدن على الفور إلى أماكن عملهن. وفي بلاي كلوب، وهو ماخور آخر له شعبية بين الأميركيين، ويُقال إنه استضاف مجموعة من أفراد الأمن الأميركيين،تكلف قنينة الويسكي 160 دولارًا، ولكن المرأة التي تتعرى على مسرح الملهى يمكن أن تطلب ضعف هذا المبلغ مقابل خدماتها. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مدير ملهى بلاي كلوب quot;أن كثيرًا من الأميركيين يأتون إلى هذا المكانquot;.

ثم هناك روكيوس هاوس، وهو ماخور يقدم خدماته للرجال القادمين من الميناء القريب. وتجلس بائعات الهوى بملابس ضيقة على كراسٍ بلاستيكية مصفوفة على الحائط وكأنهن تلميذات خجولات في حفلة رقص مدرسية، على حد وصف نيويورك تايمز.

وتقول عاهرات المدينة اللواتي تستخدم كثيرات منهن أسماء انكليزية، مثل ليدي وديزي، إن الاهتمام الدولي الذي أثارته قضية حراس الرئيس قد يكون دعاية جيدة للمهنة، ويهزن أكتافهن غير مكترثات بالضجة التي ما زالت أصداؤها تتردد في وسائل الإعلام.

وقالت بائعة هوى تذرع شوارع قرطاجنة التي أتت إليها من بلدتها الصغيرة بحثًا عن زبائن أغنياء :quot;نحن الآن من الدرجة الفاخرة بعد مجيء حراس الرئيس لتجريب فتيات كولومبياquot;.

وقالت مومس أخرى في نادٍ آخر اسمه أنجيليس إنها ورفيقاتها يخضعن للفحص مرة في الأسبوع لغرض التأكد من سلامتهن من مرض الأيدز. وأضافت أن المواخير تصرّ على أن يستخدم جميع الزبائن موانع ذكرية، وروت كيف أنها تدفع لصاحب الماخور 6 دولارات يوميًا مقابل استعمال غرفة صغيرة. وقالت إنها تفضل أن تُسمّى مرافقة، وليست عاهرة.

وكُشف سلوك أفراد الحماية الرئاسية بعدما اختصم أحدهم في الصباح الباكر مع عاهرة على حق أتعابها، كما قال مسؤولون أمنيون أميركيون.
ولاحظ عضو لجنة الأمن الداخلي في مجلس النواب بيتر كنغ أن هناك روايات مختلفة لما حدث، ولكن الرواية الأحدث أن إحدى بائعات الهوى شكت في الساعة السادسة صباحًا بأنها لم تحصل على المبلغ المتفق عليه، وأن جهاز الخدمة السرية منع مدير الفندق من دخول الغرفة، فجاءت الشرطة.

وقدم سائق تكسي يوم الثلاثاء رواية مختلفة بعض الشيء عن الرواية التي ظهرت حتى الآن من التحقيقات الأميركية. وقال السائق خوسيه بينيا (43 عامًا) إنه أخذ اثنتين من العاهرات من الفندق إلى البيت في حوالي الساعة التاسعة والنصف من صباح يوم الخميس. وقالت له الاثنتان إنهماقابلتا خمسة أميركيين الليلة السابقة في ملهى تو كانديلا، وأن الأميركيين دعوهما إلى مرافقتهم إلى الفندق في الساعة الرابعة صباحًا.

وفي الصباح رفض أحد الرجال أن يدفع 250 دولارًا مقابل ممارسة الجنس في الليلة السابقة مع إحدى المرأتين، وبدلاً من ذلك دفع ما يعادل نحو 30 دولارًا بالعملة المحلية ثم طردها من الغرفة، بحسب السائق. وراحت المرأة وصاحبتها تطرقان الباب إلى أن خرج الأميركيون من غرفهم ودفعوا 100 دولار، فغادرت المرأتان الفندق.

وقال الناطق باسم مكتب عمدة قرطاجنة كارلوس فيغويروا إن الشرطة المحلية تساعد المحققين الأميركيين، ولكنها لا تجري تحقيقاتها الخاصة. وأشارت عضو مجلس الشيوخ كولنز إلى أنها طالبت جهاز الخدمة السرية بمعرفة هوية النساء، وإن كانت لهن ارتباطات بمجموعات معادية للولايات المتحدة. وسألت عن أجهزة تنصت، ربما زرعتها النساء أو تمكنهن من إبطال أسلحة، وإن كان بمقدورهن تهديد أمن الرئيس أو البلاد بطرق أخرى، وإن كانت هناك أدلة على سوابق لسوء السلوك مسجلة على هؤلاء الأفراد أو غيرهم خلال مهمات أخرى.