لغة الغرب تجاه رحيل الأسد أصبحت اكثر هدوءا

بدأت اللغة الحادة التي اعتمدتها الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي، والتي كانت تطالب بحدة برحيل الرئيبس السوري بشار الأسد تتحول إلى لغة أكثر هدوءا.


القاهرة: رغم اللغة الحادة التي سبق وأن كانت تتعامل بها، حتى وقت قريب، الإدارة الأميركية والدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي، إزاء ما يحدث في سوريا، في ظل تزايد أعداد القتلى واستمرار القمع وعدم تنفيذ وعود الإصلاح التي قطعها الرئيس بشار الأسد على نفسه، وهي نفس اللغة التي حرصا أن يؤكدا من خلالها على ضرورة رحيل الأسد quot;الآنquot;، إلا أنها لم تدم طويلاً، وبدأت تتغير الأحوال، لدرجة أن بروكسل أضحت أكثر هدوءا عند حديثها عن دور الأسد في مستقبل سوريا السياسي.

فمنذ بدء تصريحات أميركا والاتحاد الأوروبي الانتقادية لنظام الأسد، وتحديداً في آب/ أغسطس الماضي، واستمرارهما على نفس هذا النهج خلال الأشهر التالية، وهو ما بدا واضحاً من تصريحات مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كاترين أشتون، ووزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، المطالبة بتنحي الأسد، إلا أن ذلك بدأ يتغير، وربما بدأت تعود اللغة لما كانت عليه قبل آب/ أغسطس الماضي.

وأوردت اليوم صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية عن مايكل مان، متحدث باسم أشتون، قوله:quot; ما زال رحيل الأسد هو الهدف الرسمي لدول الاتحاد الأوروبي البالغ عددهم 27 دولة. وسبق للاتحاد أن طالب الأسد قبل عدة أشهر بأن يتنحى، وهذه لا تزال سياستنا. لكن الأولوية الأهم بالطبع الآن هي السعي لتنفيذ خطة أنان بأكملهاquot;.

غير أن دبلوماسيين أوروبيين اعترفوا بأن المطالبة برحيل الأسد قد تحولت إلى ما يطلق عليها البعض quot;سياسة صامتةquot;. وهو الأمر الذي استنكرته الصحيفة، لافتةً إلى اندهاشها من التحدث بنبرة ضعيفة إزاء ما تشهده سوريا من تصعيد، وخاصة بعد أن أشارت تقديرات الأمم المتحدة إلى وصول أعداد القتلى إلى حوالي 9000 قتيل.

وهو ما رد عليه أشخاص ذات اطلاع على بواطن الأمور بالاتحاد الأوروبي بتأكيدهم أن تغيير لغة التحدث مسألة ترتبط أكثر بالتكتيكات وليس بالأهداف. فأولاً يرى البعض أن التعامل مع حقيقة بقاء الأسد في السلطة وعدم وجود أي إشارات دالة على فقدانه السيطرة بعد عام من العنف أمر أكثر منطقية من تجاهله. وثانياً، لن يمنع تغيير اللغة دول الاتحاد الأوروبي من الاستمرار في تصعيد العقوبات ضد النظام السوري والعمل في الأمم المتحدة لفرض مزيد من الضغط الدولي الشديد على الأسد. وثالثاً، كما سبق وأوضح مان، فإن الأولوية القصوى بالنسبة للاتحاد الأوروبي في تلك المرحلة هي المساعدة في تأمين وقف دائم لإطلاق النار على أرض الواقع.

وتابع مسؤولون بتأكيدهم أن خطة مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا، كوفي أنان، والمكونة من ستة نقاط، لا تقتصر فحسب على وقف العنف، بل أنها تطالب نظام الأسد كذلك بأن يسمح بتنظيم احتجاجات سلمية وأن يتقبل ظهور عملية سياسية سورية تهدف لمعالجة ما يطلق عليها quot; تطلعات واهتمامات الشعب السوريquot;.

ويحدو الأمل الآن المسؤولون في بروكسل أنه وبمجرد أن يتم وقف مسلسل العنف الدائر في سوريا، أن يقوم كوفي أنان بإطلاق العنان لعملية إصلاح سياسي وتحول ديمقراطي سيطيح زخمها بالأسد، كما سبق وأن حدث مع الرئيس المصري حسني مبارك والرئيس التونسي زين العابدين بن علي والرئيس اليمني علي عبد الله صالح.