واشنطن: صرح مسؤولون في الاستخبارات الاميركية ان النواة المركزية للقاعدة quot;زالت تقريباquot; بعد حوالى عام على مقتل اسامة بن لادن غير ان اتباع التنظيم ما زالوا يشكلون خطرا.

وقال مسؤول في مكافحة الارهاب لصحافيين ان مقتل اسامة بن لادن قبل عام اضعف القاعدة ومن المستبعد ان يتمكن التنظيم من تنفيذ هجمات مماثلة لاعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2011.

وتابع المسؤول طالبا عدم كشف هويته انه quot;من الصعب جدا ان نتصور نواة القاعدة تجمع من جديد الموارد والتدريب والافكار والاموال لتكرار هجوم شبيه باعتداءات 11 ايلول/سبتمبر.

وقال انه quot;من المبكر جدا اعلان النصر (...) لكن البعض يقول ان الجزء الاساسي من المنظمة التي جلبت لنا الحادي عشر من ايلول/سبتمبر زالquot;.

واضاف ان quot;الحركة ما زالت مستمرة بالتاكيد وعقيدة الجهاد العالمي قائمةquot;، معتبرا ان quot;فلسفة بن لادن تستمر في عدد من الاماكن خارج باكستانquot;.

وردد وزير الدفاع ليون بانيتا هذه التصريحات الجمعة متحدثا للصحافيين على متن طائرة عسكرية كانت تعيده من اميركا اللاتينية حيث زار كولومبيا والبرازيل وتشيلي.

وقال بانيتا quot;اتضح لي على ضوء مشاركتي في العمليات، حتى قبل قتل بن لادن، انه ليس هناك حل سحري للقضاء على القاعدة دفعة واحدةquot;.

لكنه تابع انه quot;كلما نجحنا في استهداف الذين يمثلون قيادتها الروحية والعقائدية، ازدادت قدرتنا على اضعاف تهديدها لهذا البلد ولغيره من البلدانquot;.

وقال المسؤولون انه بين فروع القاعدة، يشكل فرع اليمن الخطر الاكبر على الولايات المتحدة وقد عزز قوته وهو ينشر دعاية quot;على نطاق واسع وفعالةquot;.

من جهته، قال روبرت كارديو نائب مدير مكتب رئيس الاستخبارات الوطنية ان quot;لامركزيةquot; القاعدة تعني ان المجموعات المحلية التابعة للتنظيم هي التي ستنفذ القسم الاكبر من الهجمات الارهابية في المستقبل.

واضاف انه مع تبدل القاعدة سيقوم على الارجح خلاف بين قادتها بشان الاختيار ما بين مواصلة حملة الاعتداءات في العالم او التركيز على اهداف محلية في البلدان التي تتمركز فيها فروع التنظيم.

وتوقع quot;جدلا محتدما داخل المنظمات الارهابية وفيما بينها حول هذا الخيار ما بين الجهاد العالمي او الجهاد المحليquot;.

ولفت الى ان اكبر دليل على تراجع quot;نواةquot; القاعدة هو quot;انحسار خطر وقوع هجوم يتسبب بعدد كبير من الضحايا، مكررا ما ورد في تقارير استخباراتية اميركية سابقة استبعدت ان تشن القاعدة هجوما كيميائيا او بيولوجيا او اشعاعيا او نوويا على الولايات المتحدة العام المقبل.

ومع تراجع مخاطر وقوع هجوم واسع النطاق وجريء، يحذر المسؤولون من ان امكانية تحرك ما يعرف بquot;الذئاب المنفردةquot; الذين يستوحون عملياتهم من نهج القاعدة بدون ان يتلقوا تعليمات منها، لا تزال تطرح تحديا لجهود مكافحة الارهاب.

ومن الصعب استباق هذا النوع من الهجمات التي يشنها ارهابيون يتحركون منفردين، ومن الامثلة على هذه العمليات سلسلة الهجمات التي نفذها الفرنسي محمد مراح الشهر الماضي في جنوب غرب فرنسا، وعملية اطلاق النار التي نفذها الطبيب النفسي في الجيش الاميركي نضال حسن في معسكر فورت هود في تكساس عام 2009.

وقال مسؤول مكافحة الارهاب quot;ان امثال مراح الذين يتحركوا من تلقاء انفسهم ويجهزون انفسهم بالسلاح ويقررون توقيتهم واهدافهم بانفسهم، يشكلون الاهداف الاكثر صعوبة التي نواجههاquot;.

وقال المسؤولون ان القاعدة وجدت نفسها مهمشة بفعل الانتفاضات والثورات الشعبية التي اجتاحت العالم العربي، ما افقد عقيدة بن لادن تاييدها الشعبي في الدول العربية.

غير ان الاضطرابات التي اطاحت بعض الانظمة العربية تركت فراغا محل الاجهزة الامنية التي كانت في الماضي تطارد الناشطين بلا هوادة.

وقال المسؤول ان quot;الهيئات الامنية التي حلت محلها غير ناضجةquot;.

وحذر من انه quot;قد يقوم وضع خطير نسبيا نتيجة تزايد عدد المتطرفين في الشارع، يقابله تراجع عديد القادة الامنيين لمراقبتهمquot;.

وقال المسؤول ان القاعدة تامل في اغتنام الاضطرابات التي تشهدها سوريا للتمركز في هذا البلد، مشيرا الى ان القاعدة quot;لا تسعى للتاثير على نتيجة النزاع فحسب، بل هي تشارك في القتالquot;.

والمح المسؤول الى ان قادة القاعدة يحاولون في سوريا تفادي ما حصل في العراق من قتل كثيف للمدنيين نتيجة هجمات التنظيم.

والى فرع القاعدة اليمني، فان فروع التنظيم الاخرى في العراق والصومال ومنطقة الساحل تركز انشطتها على خصومها المحليين، بحسب المسؤول.

ففي الساحل يغتنم تنظيم القاعدة في دول المغرب الاسلامي الاضطرابات في مالي المجاورة بعد الانقلاب الذي وقع فيها في اذار/مارس، فيشن قتالا بالتحالف مع المتمردين الطوارق، ما ادى الى انقسام البلد.

وفي الصومال، قال المسؤول ان حركة الشباب الاسلاميين المتحالفة مع القاعدة خسرت quot;الكثير من دفعها وشعبيتهاquot; بسبب الهزائم العسكرية التي منيت بها ورفضها السماح بدخول مساعدات غذائية خارجية الى الاراضي التي تسيطر عليها.

وقتل بن لادن في الثاني من ايار/مايو 2011 بيد فريق كوماندوس يضم جنودا اميركيين من النخبة نقلتهم مروحية الى ابوت اباد على بعد ساعتين بالسيارة شمال اسلام اباد حيث كان بن لادن يقيم مع ثلاث زوجات وعدد من اولاده والاحفاد.