جدة: أكد الأمين لعام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلي اليوم في بيان صحافي أن ظاهرة ما يعرف بالإسلاموفوبيا أو العداء للإسلام، آخذة في الازدياد، مجددًا تحذيره من صعود اليمين المتطرف عبر صناديق الاقتراع في بعض الدول الأوروبية.

جاءت تصريحات الأمين العام في الوقت الذي يضع فيه مرصد الإسلاموفوبيا في المنظمة اللمسات الأخيرة على التقرير الخامس حول الانتهاكات التي تتعرّض لها الأقليات المسلمة في الغرب وبقية أنحاء العالم، ليشمل الفترة بين أيار/مايو 2011 إلى نيسان/إبريل 2012.

من جهة ثانية، أصدرت منظمة العفو الدولية في 24 من الشهر الجاري تقريرًا أكدت فيه ازدياد حالة العداء التي تواجهها الأقليات المسلمة في بعض الدول الأوروبية وغيرها، مثل الدنمارك وهنغاريا وهولندا وأستراليا والسويد وسويسرا.

وأشارت منظمة العفو الدولية إلى أن حالة العداء تزداد من خلال منع ارتداء النقاب، والتوظيف الذي يستثني مسلمين، إضافة إلى حظر بناء المساجد، فضلاً عن التشريعات الداخلية التي تستهدف التضييق على المسلمين.

وحذرت العفو الدولية من تصاعد اليمين المتطرف الأوروبي عبر الانتخابات، مشيرة في تقريرها، الذي يأتي متناغمًا مع دعوات quot;التعاون الإسلاميquot; إلى تطورات الأحداث في فرنسا، الأمر الذي تجلى أخيرًا في زيادة فرص المرشحة الرئاسية اليمينية المتطرفة، مارين لوبان في الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي تنتظر بدء دورتها الثانية في السادس من أيار/مايو المقبل.

وقال إحسان أوغلي: quot;إن الظاهرة في صعود، ودخلت بالفعل مرحلتها الثالثة من العداء للإسلام، بعدما تجاوزت المرحلتين الأولى، المتمثلة في استغلال حرية التعبير للإساءة إلى الإسلام كما حدث في الرسوم الكاريكاتورية البذيئة، وفيلم فتنة السخيف، والثانية من خلال مأسسة العداء للمسلمين، كما جرى في الإستفتاء الشعبي الذي شهدته سويسرا، وأسفر عن قرار منع بناء المآذنquot;.

في سياق آخر، أكد الأمين العام للتعاون الإسلامي أن العلاقة مع الآخر تعاني بالفعل من التطرف لدى الجانبين، موضحاً أن المتطرفين في العالم الإسلامي يقدمون صورة خاطئة عن الإسلام، وهو ما قد يختزل الإسلام في ممارسات ليست من صلبه في شيء، مشيرًا إلى أن التطرف في الجهة الأخرى يتجسد في إنكار قيم الإسلام السمحة، مع التركيز على المظاهر التي يقدمها المتشددون من الجانب المسلم.

ودعا إحسان أوغلي إلى ضرورة أن تتخلص العلاقة مع الآخر من التشدد في الجانبين، وأن يجري تقويم المسلمين على أساس الاتجاه العام، أو الفكر العام المبني على التسامح والتعايش.