اختتمت جلسات محاكمة الرئيس الليبيرالي السابق تشارلز تيلر التي استمرت خمس سنوات.


لندن: رفعت الجلسة الأخيرة في محاكمة تشارلز تيلر رئيس ليبيريا السابق والتي استمرت لخمس سنين، بتهم جرائم حرب وجرائم ضد الإنساني ليكون أول رئيس أفريقي يمثل أمام محكمة دولية.

وتم الإقرار بتهمة تشارلز تيلر (64 عاما) هو أشهر الرؤساء الأفريقيين الديكتاتوريين دموية، وقد درس الاقتصاد في الولايات المتحدة وهو الرئيس الليبيري الثاني والعشرين والذي دام حكمه ست سنوات، يرى البعض في شخصه حليفا متمردا للولايات المتحدة فقد كشفت وكالة مخابرات وزارة الدفاع الأمريكية في عام 2011، أن بعض موظفيها عملوا مع تايلور في ثمانينات القرن الماضي، وأن المعلومات المتعلقة بهذا الخصوص متضمنة في 48 وثيقة سرية.

وتم انتخاب تيلر بنسبة 75 بالمئة من أصوات الناخبين في عام 1997، و بعد اندلاع الحرب الأهلية الثانية في ليبيريا تم خلعه في عام 2003، لتبدأ محاكمته وفق القرار مجلس الأمن الدولي في عام 2006، قرب مدينة لاهاي في هولندا حيث المقر الدائم لمحكمة العدل الدولية ليتم اتهامه وفق 11 بندا من القتل الجماعي و quot;أكل لحوم البشرquot; إلى توريد غير مشروع للأسلحة لدعم مقاتلي quot;الجبهة الثورية المتحدةquot; الناشطين على أرضي سيراليون المجاورة، في صراع على السلطة تحول إلى حرب أهلية دامت منذ عام 1991، حتى عام 2002، وحصدت ما زاد عن 120 ألفا من الأرواح البشرية.

بين التحقيق أن الرئيس السابق كان قد أصدر أوامر أشركت القوات المسلحة الليبيرية إلى جانب الثوار في صراعات سيراليون، وكان تيلر يتلقى أجره منهم بالألماس الخام، ولكن تعذر على المحكمة إثبات جرمه في بعض البنود الأخرى. وتبين عند استجواب الشهود المدرجين بخصوص هذه القضية أن تيلر أهدى بعض الأحجار الماسية لنجمة عروض الأزياء نعومي كامبل. ولم تنف العارضة الشهيرة أنها تلقت بعض الماس كهدية عند زيارتها دولة جنوب أفريقيا بدعوة من نيلسون مانديلا، إلا أنها أكدت على جهل مصدر هذه الهدية السخية، إذ آثر أن يبق مجهولا، كما أنها لم تكن على علم بوجود دولة تحمل اسم ليبيريا حينها. وبعد أن عرفت التاريخ الدموي لهذه الأحجار قامت كامبل بالتبرع بها لأعمال خيرية.

وسيصدر الحكم بحق الديكتاتور الليبيري مالك الماس الملطخ بالدماء، في 30 أيار (مايو) المقبل، ومن المتوقع أن ينال عقابا بالسجن المؤبد في أحد السجون البريطانية، إلا أن محاميه يستعدون لدعاوي النقض من الآن، مستندين إلى ادعاءات المتهم بأنه ضحية مؤامرة سياسية.