الخرطوم: اعلن مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية الاثنين ان عدد اللاجئين الجياع الذين يفرون من المعارك في ولاية جنوب كردفان بجنوب السودان ارتفع في شكل كبير خلال الاسابيع الاخيرة. وافاد المكتب في نشرته الاسبوعية ان quot;معدل الذين عبروا حدود جنوب السودان خلال نيسان/ابريل كان 243 شخصا يوميا مقارنة مع 84 شخصا يوميا في شباط/فبراير واذار/مارسquot;.

وتشهد ولايتا جنوب كردفان والنيل الازرق مواجهات منذ الصيف الفائت بين الجيش السوداني ومجموعات متمردة كانت قاتلت الى جانب الجنوبيين خلال الحرب الاهلية (1983-2005) التي ادت الى تقسيم السودان في تموز/يوليو 2011.

وفي نيسان/ابريل، انضم جيش جنوب السودان الى هذه المعارك واحتل لعشرة ايام منطقة هجليج النفطية في جنوب كردفان. ونقل مكتب الامم المتحدة عن quot;القادمين الجدد انهم يعانون نقصا في الغذاء في ظل مخاوف من عدم استطاعة البعض الوصول لمعسكر اللاجئين في منطقة يدا بعدما بدأت الامطار تهطل مع دخول موسم الخريف على الرغم من استمرار القتال في مناطقهمquot;.

واضاف المكتب ان quot;احدى منظمات الاغاثة نقلت عن بعض اللاجئين قولهم انهم يهيمون في البراري بحثا عن الطعام لان القتال لم يمكنهم من زراعة اي شيء في مزارعهمquot;. وذكرت المنظمة الدولية ايضا بخطر الالغام والذخائر غير المنفجرة في هذه المنطقة، لافتة الى مقتل ثلاثة اطفال في كادقلي عاصمة جنوب كردفان بانفجار لغم عثروا عليه من دون ان تحدد تاريخ وقوع الحادث.

واذا كانت المعارك بين قوات الخرطوم وجوبا توقفت منذ سيطر الجيش السوداني على هجليج، فان المواجهات بين الجيش السوداني ومقاتلي فرع الحركة الشعبية لتحرير السودان في شمال السودان تتواصل.

وقال المتحدث باسم الحركة الشعبية ارنو نغوتولو لودي الاثنين ان امراة وطفليها قتلوا الجمعة في قصف قرية قرب ام درين على بعد 40 كلم جنوب شرق كادقلي، مذكرا بان هذا القصف العشوائي يحول دون زرع الحقول.

لكن الجيش السوداني نفى القصف متحدثا في المقابل عن عملية عسكرية اتاحت طرد متمردين كانوا متمركزين حول تالودي على بعد خمسين كلم جنوب شرق ام درين. من جهته، اكد لودي ان المتمردين صدوا الجمعة قرب تالودي هجوما للجيش السوداني مشيرا الى مقتل العديد من الجنود السودانيين.

وتحذر الامم المتحدة ودول عدة منذ اشهر من ازمة انسانية واسعة النطاق في هذه المنطقة التي تواجه الوكالات الانسانية صعوبة كبرى في الوصول اليها بسبب القيود التي تفرضها سلطات الخرطوم. وافادت الامم المتحدة ان 114 الف سوداني فروا من المعارك في جنوب كردفان والنيل الازرق ولجأوا الى جنوب السودان.

روسيا تعتبر ان عقوبات دولية على الخرطوم وجوبا واردة اذا استمرت المعارك

إلى ذلك، اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاثنين ان مجلس الامن الدولي يمكن ان يفرض عقوبات على السودان وجنوب السودان اذا استمرت المعارك بينهما. وفي ختام محادثاته في موسكو مع نظيره السوداني علي كرتي، اعلن لافروف ان الخرطوم مستعدة لاحترام قرار مجلس الامن الصادر في 12 نيسان/ابريل ويطالب السودان وجنوب السودان quot;بوقف المعارك بالكامل وفورا وبدون شروطquot;.

وقال لافروف انه اذا لم يوقف الطرفان الاعمال الحربية فان مجلس الامن يمكن ان ينظر في اجراءات اضافية تشمل عقوبات اقتصادية في مشروع قرار اودعته الولايات المتحدة. ومنذ نهاية اذار/مارس يتواجه جيشا البلدين في المنطقة الحدودية لا سيما في محيط منطقة هجليج النفطية.

ومشروع القرار في الامم المتحدة ينص على ان quot;مجلس الامن سينظر في تحركات الطرفين وانه يمكن ان يبحث اجراءات اضافية محتملةquot; في حال عدم الالتزام بالتعهدات كما اضاف لافروف. وقال quot;اكرر القول ان الامر لا يتعلق بقرار تلقائي وانما فقط نوايا هي رهن بالطريقة التي يطبق فيها القرارquot;.

وتريد روسيا العضو الدائم في مجلس الامن، التاكد من ان مشروع القرار quot;متوازنquot; ويترك الاتحاد الافريقي يتولى الوساطة بهدف وقف المعارك بين الطرفين كما اوضح لافروف. وسلمت روسيا اسلحة للسودان قبل ان تفرض الامم المتحدة حظرا في 2005 بسبب المعارك في منطقة دارفور، كما تملك موسكو مصالح نفطية في هذا البلد.