دمشق: سقط 37 قتيلا في اشتباكات وقصف واطلاق نار في سوريا الثلاثاء في خروقات مستمرة لوقف اطلاق النار، في وقت اعلن مسؤول في الامم المتحدة رفض سوريا منح تأشيرات دخول الى مراقبين من ضمن البعثة الدولية المكلفة مواكبة تنفيذ خطة الموفد الخاص كوفي انان لحل الازمة.

واعلن مسؤول عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة ايرفيه لادسو ان سوريا رفضت منح تأشيرات عدة لمراقبين تابعين للمنظمة الدولية.

وكان لادسو ابلغ الاسبوع الماضي مجلس الامن رفض سوريا منح تشيرات دخول الى مراقبين من دول تنتمي الى quot;مجموعة اصدقاء الشعب السوريquot;.

واوضح لادسو ان المراقبين البالغ عددهم 24 والذين انتشروا في سوريا وخصوصا في دمشق ومدن حمص وحماة (وسط) ودرعا (جنوب) لاحظوا استمرار وجود اسلحة ثقيلة مثل المدافع والاليات المدرعة quot;في غالبية الاماكن حيث هم موجودونquot;.

ويتنافى هذا الامر مع التزام الحكومة السورية امام الموفد الدولي كوفي انان بسحب كل قواتها واسلحتها الثقيلة من المدن السورية.

واقر بان المفاوضات مستمرة مع السلطات السورية حول التفاصيل العملانية لالية عمل البعثة، وخصوصا الطائرات والمروحيات التي تحتاج اليها البعثة للتحرك بحرية. واضاف ان quot;السوريين لم يوافقوا على طلبنا ارسال وسائل جويةquot; مستقلة، وquot;الامر لا يزال قيد البحثquot;.

وفي دمشق، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي لفرانس برس quot;توافقنا مع الفريق المفاوض في الامم المتحدة على ان يوافق الطرفان على جنسيات المراقبين، اذا ليس هناك رفضquot; من الجانب السوري.

واضاف quot;يمكنني ان اؤكد ان هناك اكثر من 110 جنسيات يستطيع حاملوها العمل بسهولة في سوريا. نحن ملتزمون نهجا ايجابيا حيال حاجات الامم المتحدة العملانية ورئيس بعثة المراقبين الجنرال (روبرت) مود يعلم بهذا الامرquot;.

وقتل الثلاثاء عشرة اشخاص بينهم تسعة من عائلة واحدة في سقوط قذائف هاون مصدرها قوات النظام على منزلهم فجر اليوم في قرية مشمشان المجاورة لمدينة جسر الشغور في محافظة ادلب (شمال غرب)، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وبين الضحايا اربع نساء وطفلان.

وقتل طفل يبلغ من العمر 13 عاما اثر اصابته باطلاق رصاص عشوائي في مدينة معرة النعمان في ادلب.

وقتل اثنا عشر عنصرا من القوات النظامية السورية ومدني في اشتباكات عنيفة بين قوات نظامية ومنشقين في منطقة البصيرة في محافظة دير الزور (شرق).

وافاد المرصد مساء ان مدينة القورية في ريف دير الزور تتعرض لقصف بمدافع الهاون من القوات النظامية المحيطة بالمدينة. وذكرت لجان التنسيق المحلية في بيان ان قصفا مدفعيا يطال القورية والعشارة والشعيطات وأبو حمام في ريف المحافظة.

في ريف دمشق، قتل رجل يبلغ من العمر 80 عاما في مدينة قطنا اثر اطلاق الرصاص عليه من حافلة صغيرة، بحسب المرصد. كما قتل مواطن آخر في مدينة حرستا يبلغ من العمر 48 عاما في اطلاق رصاص عشوائي.

في محافظة حماة (وسط)، قتل مواطن في قرية الحويجة في سهل الغاب في قصف من القوات النظامية، وقتل اخر اثر اطلاق الرصاص على تظاهرة مسائية في حي الاربعين في مدينة حماة وقتل مواطنان برصاص القوات النظامية في قرية التويني.

كذلك، قتل فتى يبلغ من العمر 15 عاما متاثرا بجروح اصيب بها اثر انفجار الاربعاء الفائت، وفق المرصد السوري.

في محافظة حمص، قتل جنديان اثر اطلاق الرصاص عليهما من القوات النظامية التي انشقا عنها في مدينة تدمر.

كما قتل ثلاثة مواطنين برصاص القوات النظامية السورية في حي البياضة في مدينة حمص، وقتلت امراة برصاص قناصة في مدينة الرستن.

من جهة اخرى، قتل مواطن في حي الوعر متاثرا بجروح اصيب بها قبل اسابيع، وقتلت طفلة في قرية النزارية بريف مدينة القصير متاثرة بجروح اصيبت بها.

في مدينة حلب، افاد المرصد السوري ليلا ان quot;مسلحين مجهولين اغتالوا طبيب اسنان في حي الشيخ مقصود في المدينة اثر اطلاق الرصاص عليه داخل عيادتهquot;، واضاف ان quot;اصوات انفجارات سمعت مساء الثلاثاء في حيي الفردوس والاعظمية في المدينة فيما خرجت تظاهرات مسائية في احياء عدة وقرى في ريف حلبquot;.

وتستمر اعمال العنف في سوريا رغم وقف اطلاق النار الذي بدأ تطبيقه في الثاني عشر من نيسان/ابريل ورغم وجود فريق من ثلاثين مراقبا بتفويض من مجلس الامن الدولي للتحقق من وقف النار. وتتبادل المعارضة والسلطات الاتهامات بخرق وقف النار.

واعلن لادسو ان المراقبين ما زالوا يلاحظون وجود quot;اسلحة ثقيلةquot; في المدن السورية.

وتنص خطة موفد جامعة الدول العربية والامم المتحدة كوفي انان على وقف اعمال العنف وسحب الاليات العسكرية من الشوارع والسماح بدخول الاعلام والمساعدات الانسانية واطلاق المعتقلين على خلفية الاحداث وبدء حوار حول عملية سياسية.

وزار مراقبون الثلاثاء مدينة اريحا في محافظة ادلب، بحسب ما ظهر في شريط فيديو وزعه ناشطون على شبكة الانترنت.

وقالت لجان التنسيق المحلية ان الزيارة كانت قصيرة quot;لم تتجاوز الدقائقquot;، مشيرة الى تعرض أريحا quot;لقصف عنيفquot; معظم يوم امس.

واشارت الى ان المراقبين زاروا بعد ذلك مدينة جسر الشغور التي تعرضت منطقتها فجرا للقصف. وذكر البيان ان سبب القصف على جسر الشغور quot;الحراك الثوري اليومي المستمر فيهاquot;.

وتبنت quot;جبهة النصرةquot;، وهي مجموعة اسلامية سبق ان اعلنت مسؤوليتها عن عمليات تفجير عدة في سوريا خلال الاشهر الماضية، الثلاثاء انفجارا وقع في دمشق الاسبوع الماضي وتسبب باصابة ثلاثة اشخاص بجروح.

وقال البيان ان quot;احدى السرايا الامنية لجبهة النصرة quot;الصقت عبوة متفجرة في 24 نيسان/ابريل بسيارة تابعة لجيش النظام النصيري الاسدي وتعقبتها حتى وصولها الى مبنى ما يعرف بالمستشارية الثقافية الايرانية (...) في ساحة المرجة في وسط دمشقquot; حيث تم تفجير السيارة quot;في عملية اصابت هدفين في آنquot;.

ورأت صحيفة quot;الوطنquot; السورية الصادرة الثلاثاء ان هناك quot;تصعيدا ارهابياquot; منذ وصول بعثة المراقبين التي quot;تبدو عاجزة عن القيام بأي خطوة لوقف الاختراقات والعمليات الارهابيةquot;.

ولا يقر النظام السوري بوجود حركة احتجاجية ويتهم quot;مجموعات ارهابية مسلحةquot; بزعزعة استقرار سوريا وتخريب البلاد.

ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاثنين quot;جميع الاطراف الى الوقف الفوري للعنف المسلح بكافة اشكاله والتعاون الكامل مع بعثة المراقبة التابعة للامم المتحدة في الوقت الذي توسع فيه انتشارها على الارضquot;.

ويشكل فريق المراقبين طلائع بعثة اقر مجلس الامن الدولي ارسالها للتثبت من وقف اطلاق النار ويفترض ان يصل عددها الى ثلاثمئة حددت مهمتهم بثلاثة اشهر.

ووسط هذه التطورات، يفترض ان تجرى الاحد المقبل الانتخابات التشريعية، وهي الاولى بعد اقرار الدستور السوري الجديد الذي الغى الدور القيادي لحزب البعث وسمح بتعددية حزبية، علما ان اي احزابا تنتمي الى المعارضة لن تشارك في الانتخابات.

وتسببت الاضطرابات القائمة في سوريا منذ منتصف آذار/مارس 2011 بمقتل اكثر من احد عشر الف شخص غالبيتهم من المدنيين، بحسب المرصد.