في وقت يتواصل سقوط القتلى في سوريا وعدم نجاح خطة الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان في لجم العنف بشكل كامل،يرى خبراء ومراقبون أن المجتمع الدولي قد يتجه إلى احتمالات أخرى لحل الأزمة لكن ذلك ليس بالأمر السهل.
مراقب دولي في إحدى ضواحي حمص |
دمشق:أكد دبلوماسيون غربيون في الأمم المتحدة أن هناك قدرًا كبيرًا من الإحباط والقلق بسبب استمرار أعمال العنف والقتل رغم وقف إطلاق النار في سوريا،معتبرين ذلكأمرًا قد يدفع المجتمع الدولي للتفكير في احتمالات أخرى لحل الأزمة في سوريا.
ورفض الدبلوماسيون بحسب صحيفة quot;الشرق الاوسطquot; توضيح الاحتمالات الأخرى وأشاروا إلى أن من بينها العمل بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يخول لمجلس الأمن فرض عقوبات أو يسمح للأسلوب العسكري بفرض إرادته. وأوضح الدبلوماسيون أن التركيز في داخل أروقة مجلس الأمن حاليًا هو على إقناع كل من روسيا والصين بالحاجة إلى اتخاذ تدابير وإجراءات أقوى لإجبار نظام الرئيس بشار الأسد على التوقف عن قتل معارضيه والمدنيين. وأشار الدبلوماسيون إلى ما أوضحته مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس، أنه لن يتم تمديد مهلة الـ90 يومًا للمراقبين، اذا لم يفِ الأسد بالتزاماته.
لكن مع وقوف روسيا بقوة وراء خطة مبعوث الامم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي انان للسلام لا تجد القوى الغربية خيارًا آخر سوى التمسك بها في الوقت الراهن.
وقال المتحدث باسم الامم المتحدة ادواردو ديل بيي: quot;في الوقت الراهن الخيار الوحيد لدينا هو محاولة حمل جميع الاطراف على التعاون لوقف العنف والسماح بالقيام بالجهود الانسانية ومساعدة الشعب الذي هو في أمس الحاجة الى هذه المساعدة.quot;
ووعدت الحكومة السورية والمعارضة بالامتثال لخطة الامين العام السابق للامم المتحدة لكنهما لم يفعلا ذلك. وما زال القتال مستمرًا ويسفر عن سقوط القتلى في كل يوم.
وقال دبلوماسي غربي لرويترز طالبًا عدم نشر اسمه: quot;لا يوجد فعليًا وقف اطلاق نار ليراقبه مراقبو الامم المتحدة.. سيأتي الوقت الذي نطلق على هذا الوضع ما يستحقه من وصف.quot;
وقال احمد فوزي المتحدث باسم انان للصحافيين في جنيف يوم الجمعة إن خطة السلام quot;على المسارquot; الصحيح، وعلى الرغم من عدم وجود اشارات كبيرة على امتثال الحكومة السورية للهدنة فإن هناك quot;اشارات محدودةquot;.
واكد وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله خلال لقائه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في نيويورك الجمعة أن خطة السلام التي وضعها المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا كوفي انان هي أفضل الخيارات المتاحةquot;، مبديًا مخاوف من تفاقم الازمة السورية وتوسع نطاقها.
وأوضحت دوائر من الوفد الألماني طبقًا لما أوردته وكالة الأنباء الألمانية أن فيسترفيله وبان كي مون أعربا عن قلقهما الشديد من الانتهاكات المستمرة لوقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن نظام حكم الأسد لا يلتزم بالاتفاقات التي أقر بها في خطة انان.
في غضون ذلك، نقلت صحيفة quot;السفيرquot; عن مصادر مواكبة لقضية توقيف الباخرة quot;لطف الله 2quot; قولها إنّ السلطات اللبنانية تلقّت رسالة سوريّة تعبّر فيها دمشق عن quot;انزعاجها من الخطوات الاستفزازية المتزايدة التي يقدم عليها بعض الأطراف في لبنان ضد سوريا، ولا سيما منها ما يجري في بعض المناطق الحدوديةquot;.
ودعت دمشق الى quot;وقف هذه الاستفزازاتquot;، مع إشادتها quot;بالجهود التي يبذلها الجيش اللبناني في هذا المجال، وخاصة لناحية ضبط الباخرةquot;، كما شددت دمشق على quot;ضرورة استكمال التحقيقات في ملف باخرة السلاح لجلاء ملابساتها، خاصة وأن سوريا باتت تملك معلومات موثقة حول تورّط جهات خارجية معروفة بالإسم في قضية الباخرة، بالتعاون مع جهات لبنانية تعمل منذ مدة على تخريب العلاقة بين لبنان وسورياquot;.
بدورها ذكرت صحيفة quot;الأخبارquot; اللبنانية أن المعارضة السورية المسلّحة بدأت منذ فترة البحث عن quot;سلاح نوعيquot; يُحدث فرقاً، لا بل بدأت البحث في تغيير استراتيجية القتال بأكملها، مشيرة الى أن quot;ما يؤكد ذلك ما يتناقله قادة ميدانيون لبنانيون وسوريون في الشمال اللبناني وتجّار عن تحوّل الطلب في سوق السلاح عن الخفيف باتجاه المتوسط والثقيلquot;.
ونقلت الصحيفة عن قيادي إسلامي ناشط في نقل السلاح إلى سوريا تأكيده أن شحنة الأسلحة التي ضبطت على متن السفينة في سلعاتا كانت في طريقها إلى حمص في سوريا. وتحدث عن quot;خرقquot; للاستخبارات اللبنانية والسورية سمح باستقدام الشحنة، مشيراً إلى أنها كانت مُرسلة عبر وسيط لبناني، من دون أن يحدّد مصدر الشحنة المضبوطة.
وفي السياق نفسه، قالت مصادر موثوق بها في المعارضة السورية المسلّحة لـquot;الأخبارquot; إن المجموعات المقاتلة تمكنت قبل ضبط الشحنة الأخيرة من نقل ثلاث شحنات من الصواريخ عبر لبنان. وكشفت عن أن من بين الأسلحة التي تمكّنت من إدخالها الى الأراضي السورية صواريخ quot;ستينغرquot; (صاروخ أرض-جو يحمل على الكتف، ويوجه بالأشعة تحت الحمراء ويصل مداه إلى ما بين خمسة وثمانية كيلومترات).
التعليقات