أنقرة: يتوجه رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان اليوم الأحد الى الحدود السورية لزيارة مخيم للاجئين يضم سوريين فروا من النزاع في بلادهم، حسب ما اعلن مكتبه الاعلامي. وجاء في بيان ان quot;رئيس الوزراء سيزور في السادس من ايار/مايو مخيم من الابنية الجاهزة في كيليسquot; التي تقع في محافظة غازيانتيب (جنوب).

يشار الى ان هذا المخيم هو احد المخيمات الخمسة ومعظمها من الخيم التي اقامتها تركيا لاستقبال اللاجئين السوريين. وبالرغم من ان لاجئين سوريين قد عادوا الى بلادهم بعد ان وعدت دمشق بتطبيق خطة ممثل الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان، فان تركيا ما تزال تؤوي على اراضيها حوالى 23 الف سوري.

وكان مخيم كيليس الذي يقع مباشرة على الحدود التركية السورية قد تعرض الشهر الماضي لاطلاق نار من القوات السورية ما ادى الى جرح اربعة سوريين وتركيين في الاراضي التركية ما اثار احتجاج انقرة.
واعتبر اردوغان في حينه ان اطلاق النار يشكل quot;انتهاكا واضحا جداquot; للحدود واعدا بالتحرك.

يذكر أن دمشق وصفت في وقت سابق تصريحات المسؤولين الاتراك حول مسؤولية حلف شمال الاطلسي في حماية حدودهم والتلويح باقامة منطقة آمنة للاجئين السوريين، بانها quot;استفزازيةquot; وquot;منافيةquot; لخطة الموفد الدولي الخاص كوفي انان.

وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية والمغتربين جهاد مقدسي quot;ما زال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته أحمد داود اوغلو يدليان بتصريحات استفزازية تهدف لتأزيم الوضع في سوريا وضرب العلاقات الثنائية بشكل ممنهجquot;.

واضاف ان هذه التصريحات quot;تتنافي في الوقت ذاته مع خطةquot; انان. وقال البيان quot;من المثير للقلق أن يقوم أردوغان بالتهديد باستجلاب حلف الناتو لحماية حدوده مع سوريا، الامر الذي لا يتطلب أكثر من الالتزام الحقيقي ببنود خطة انان والتمسك بسياسات حسن الجوارquot;. واشار الى ان اردوغان quot;ابتعد تماماquot; عن هذه السياسة، quot;بممارسته سياسة غض الطرف والتأزيم واستضافة مجموعات مسلحة لا تؤمن بالعملية السياسيةquot;.

وكان اردوغان صرح في 12 نيسان/ابريل ان quot;من مسؤولية حلف شمال الاطلسي حماية حدود تركياquot;. وقال ردا على سؤال حول ما تعتزم الحكومة التركية القيام به في حال اطلاق النار باتجاه الاراضي التركية من سوريا quot;لدينا خيارات عدةquot;، مضيفا quot;لدينا حقوق اذا انتهكت حدودنا. هناك ايضا خيار التذرع بالمادة الخامسة في ميثاق الحلف الاطلسيquot;.

وتنص المادة الخامسة من معاهدة الحلف الاطلسي على ان تعرض بلد من الحلف لهجوم هو عمل موجه ضد الاعضاء كافة وعلى الدول الاعضاء ان تتخذ التدابير اللازمة. واعلن داود اوغلو الخميس ان تركيا تدرس quot;كل الاحتمالات من اجل حماية امنها الوطنيquot; اذا استمرت اعمال العنف بدفع عشرات الاف اللاجئين السوريين الى اراضيها.

وفسرت وسائل الاعلام ذلك بانه احتمال اعلان منطقة عازلة على طول الحدود لحماية اللاجئين. واصيب اربعة لاجئين سوريين وتركيان هما شرطي ومترجمة في مخيم للاجئين قرب مدينة كيليس (جنوب شرق تركيا) في اطلاق نار من الجانب السوري في التاسع من نيسان/ابريل.

وقال مقدسي quot;عوضا عن المتاجرة بأعداد السوريين المتضررين من الاعمال المسلحة والمتواجدين على الأرض التركية، نذكر اننا لا نريد لأحد ان يتباكى على مصير أي سوري، فأبواب بلادهم مفتوحة لهم للعودة بكامل الضمانات اللازمةquot;. واضاف ان quot;اعادة اعمار الاضرار جاريةquot;، طالبا من تركيا quot;بذل المساعي الحميدة للمساعدة لإعادتهم و نحن جاهزون للتعاون مع الهلال الأحمر التركي لتحقيق هذا الهدفquot;.