تعذر التوصل لانفراجة خلال المفاوضات النووية التي استمرت على مدار يومين بين إيران والقوى العالمية التي انتهت في وقت متأخر من مساء يوم أمس الخميس في بغداد، لكنها شهدت جهوداً مضنيةً على الصعيد الدبلوماسي، واستمرت ليوم ثاني من المحادثات، دون سابق ترتيب، على أمل تجنب حدوث انهيار في تلك الجولة الجديدة.

ورغم الخلافات الحادة بشأن ما يرغب كل طرف في تقديمه بغية تسوية تلك المواجهة، إلا أن إيران ومجموعة 5 + 1 ( أميركا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين ) اتفقوا على إجراء جولة أخرى من المحادثات يومي الـ 18 والـ 19 من الشهر المقبل في موسكو.

وهو ما جعل مجلة quot;التايمquot; الأميركية تقول إن ذلك كان إشارة على وجود أرضية مشتركة كافية لضمان استمرار المفاوضات، أو على الأقل، عدم وجود انجذاب كبير لدى أي من الجانبين إلى الاستعانة ببديل عن الدبلوماسية في مساعي تسوية المواجهة.

وأوردت المجلة في هذا الصدد عن كاترين أشتون كبيرة مفاوضي مجموعة 5+ 1 ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي قولها :quot; بعد إجراء مناقشات في العمق مع نظرائنا الإيرانيين على مدار يومين ndash; في جلسات عامة وثنائية ndash; اتضح أن كلينا يرغب في إحراز تقدم، وأن هناك شكلاً من أشكال الأرضيات المشتركةquot;.

السفير البريطاني خارج قاعة المفاوضات في بغداد

وتابعت حديثها بالقول :quot; ومع هذا، لا تزال هناك خلافات كبرى. وبالرغم من ذلك، نحن متفقون بالفعل على الحاجة لإجراء مزيد من النقاشات لمد تلك الأرضية المشتركةquot;.

وبينما كان يتوقع أن تسفر محادثات بغداد عن تحديد موعد آخر لإجراء جولة جديدة من المحادثات، فقد عبر مسؤولون إيرانيون عن رفضهم للمقترحات التي تقدمت بها القوى الغربية في تلك المحادثات، وأحجموا عن الموافقة على إجراء اجتماع آخر.

ومن جانبها، وصفت وسائل الإعلام المحلية في إيران تلك المقترحات التي تقدمت بها القوى الغربية في بغداد بأنها مقترحات quot;عفا عليها الزمنquot; و quot;غير متوازنةquot;، وتمثلت تلك المقترحات في النقاط التالية:

- وقف أنشطة تخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء 20 %.

- شحن مخزون المواد المخصبة بنسبة 20 % للخارج لتحويلها لقضبان وقود غير ضارة نسبياً.

- إغلاق مفاعل التخصيب في فاردو بالقرب من قم.

وفي مقابل ذلك، ستحصل إيران على الحوافز التالية.

- قضبان وقود لمفاعل البحوث الطبية والمساعدة في تطوير مفاعلات جديدة.

- المساعدة في رفع مستويات الأمان بالمفاعلات النووية الإيرانية.

- إنهاء الحظر المفروض على تزويد إيران بأجزاء تحتاجها بشكل منفصل لتطوير أسطولها المتهالك من الطائرات المدنية.

- وقف مزيد من الجهود التي يتم بذلها لتشديد عقوبات الأمم المتحدة.

وبشكل لم يكن مفاجئ ربما، لم ينبهر الإيرانيون بتلك المقترحات. وفي حديث له مع صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية، قال مسؤول إيراني قريب من المحادثات إنه وفي الوقت الذي أبدت فيه إيران رغبتها للدخول في مفاوضات بشأن التخصيب عند مستوى 20 %، فإنها كانت ستقوم بذلك ضم عملية متبادلة من التنازلات المتكافئة.

وعبر الإيرانيون ضمن هذا السياق عن تذمرهم بعد أن طُلِب منهم أن يتقدموا بتنازلات هامة للغرب بشأن التخصيب عند مستوى 20 % وكذلك مفاعل التخصيب في فاردو، في مقابل عدم حصولهم علي أية شيء يعتبرونه هام أو ضروري بشكل خاص.
فيما أشار مسؤولون أميركيون إلى أن مثل هذه الخطوات التي يطمح فيها الإيرانيون لن تتخذ إلا إذا التزمت إيران بقرارات مجلس الأمن التي تعني بوقف كافة أنشطة التخصيب.

ومضت التايم تقول إن طريقة تعامل إيران مع محادثات بغداد تشير إلى أنها تمتلك قراءة مختلفة لمسألة توازن القوى. وأضافت أنه في الوقت الذي لا يوجد فيه أي شك بخصوص التأثير الضار الذي تحظي به العقوبات على الاقتصاد الإيراني، فإن القيادة في طهران قد تعتمد هي الأخرى على الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية التي بدأت تطال الغرب.

وختمت التايم بلفتها إلى تلك التقارير التي أشارت فيها صحف إيرانية إلى حالة الانقسام التي هيمنت على مجموعة 5 + 1 بشأن المقترحات التي عرضتها على الجانب الإيراني أول أمس الأربعاء، موضحةً أن بعض الوفود عرضت عليهم وجهة نظر مختلفة.