من المشكلات المتعلقة بخطة أنان هي أن الولايات المتحدة وروسيا تنظران إليها على ما يبدو باعتبارها أداة لبلوغ أهداف مختلفة، وأوباما لا يريد الضغط على موسكو لعدم رغبته في الدخول في مواجهة مع بوتين.


في وقت بدأت تتجه فيه خطة سلام الأمم المتحدة بشأن سوريا صوب الإخفاق والفشل، بدأت تحتدم لعبة إلقاء اللوم بين الجانبين الروسي والأميركي، لتتزايد مع ذلك احتمالات استمرار العنف الذي تقول الأمم المتحدة إنه تسبب بقتل أكثر من 10 آلاف شخص.

وسيكون بمقدور الأميركيين المتشككين من البداية بشأن فرص نجاح إستراتيجية مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، كوفي أنان، أن يؤكدوا أنهم كانوا على حق. بينما تحمل روسيا، الحليفة لسوريا، الإرهابيين مسؤولية انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار.

وفي هذا الصدد، أشارت وكالة quot;بلومبيرغquot; الإخبارية إلى أن لعبة تبادل الاتهامات تهدد بالقضاء على أي آمال يمكن أن تقوم بموجبها روسيا والولايات المتحدة بالتوحد خلف خطة تعنى بإخراج الرئيس السوري بشار الأسد من السلطة. وأكد اثنان من مسؤولي إدارة أوباما أن الوضعية الراهنة تنذر باستمرار مسلسل العنف مستقبلاً.

مهمة التسعين يوماً الخاصة بالمراقبين تقترب من النفاد

ومضت الوكالة تنقل عن ليليت غيفورغيان، المحلل الروسي لدى آي إتش إس غلوبال انسايت، قوله: quot;في الوقت الذي بدأت فيه لعبة اللوم قبل أن تُفعّل خطة أنان، فإنها من المحتمل أن تتصاعد بينما يبدي أصحاب المصالح الرئيسون في الخارج اهتماماً أكبر بالعمليات التي تعنى بحفظ ماء وجههم عن العمل بجدية بغية حل الأزمةquot;.

وأعقبت الوكالة بقولها إن كلا الجانبين سيسعيان للاعتماد على أدلة من أرض الواقع للتأكيد على صحة مواقفهما قبل أن يعلن أنان رسمياً عن إخفاق خطته. وقد يأتي يوم الحسم يوم الـ 21 من شهر تموز/ يوليو المقبل، حين تنتهي مهمة التسعين يوماً الخاصة بالمراقبين، أو في وقت أقرب من ذلك، في حال قتل أو أصيب أي من المراقبين العزل في صراع ترتكز فيه المعارضة بشكل متزايد على تكتيكات كالتفجيرات الانتحارية.

هذا وأفادت لجان التنسيق الشعبية أن قوات الأمن قتلت 40 شخصاً يوم أمس. في حين ذكرت وكالة الأنباء الرسمية quot;ساناquot; أن 19 شخصاً قُتِلوا في أماكن متفرقة في البلاد على يد quot;جماعات مسلحةquot;، من بينهم ضابط وابنه يبلغ من العمر 13 عاماً، لقيا حتفهما بعد أن أطلق عليهما نار وهما في طريقهما إلى المدرسة في إحدى ضواحي دمشق.

وفي مقابل ذلك، تحمّل روسيا الإرهابيين مسؤولية تصاعد أعمال العنف. وأوردت الوكالة في هذا الصدد عن سيرجي لافروف، الذي عُيِّن من جديد كوزير للخارجية بعد انتخاب بوتين رئيساً للبلاد، قوله :quot; دعونا لا ننسى الأطراف الخارجية التي تموّل وتسلح المجموعات والفرق المقاتلة. وأنا أرى أن هدفهم واضح وهو تخريب خطة أنانquot;.

وقد نُشِر أمس التقرير، الذي قال إن ما لا يقل عن 207 أشخاص قد ماتوا بين شباط/ فبراير والعاشر من أيار/ مايو، من قبل لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة بشأن سوريا وارتكز على مقابلات أجريت مع 214 من الضحايا وشهود العيان.

ووصف المحققون، الذين لم يسمح لهم بدخول البلاد، الطريقة التي قتلت من خلالها أسر بأكملها داخل منازلها على يد قوات الأسد. كما تبين أن المعارضة اعتقلت وعذبت جنودا واستخدمت أطفالا كرسل في المهام المحفوفة بالمخاطر إلى تركيا.

وعاود غيفورغيان ليقول quot;من المشكلات المتعلقة بخطة أنان هي أن الولايات المتحدة وروسيا تنظران إليها على ما يبدو باعتبارها أداة لبلوغ أهداف مختلفةquot;. وأشار مسؤول فيالإدارة الأميركية في الإطار ذاته إلى أن الرئيس باراك أوباما يرفض الضغط على روسيا للتوقف عن دعم الأسد، لأنه لا يرغب في الدخول في مواجهة مع بوتين عما قريب، بعد أن عاد لمنصب الرئيس من جديد، وذلك لأنه يعول الكثير على الدعم الروسي في مساعيه الرامية إلى وقف بحوث إيران المتعلقة بالأسلحة النووية.

وقال آرون دافيد ميلر، الزميل البارز لدى مركز وودرو ويلسون الدولي للعلماء في واشنطن، إنه مع اقتراب الموعد المحدد لخطة أنان من نهايته، سيزيد العنف المتصاعد حدة الأخطار، حال فشلها. وتابع ميلر حديثه مع الوكالة عبر الهاتف: quot;لا يؤمن أحد بتلك الخطة، لكن لا يريدها أحد أن تفشل، لأنها إن فشلت، سيكون هذا دليلا على أن الإمبراطور كان بلا ملابس، وأن القوى بحاجة لإيجاد بديل، وهو ما لا يريد أحد أن يفعلهquot;.