القاهرة: بدأت في مقر جامعة الدول العربية اليوم أعمال اجتماع مجلس الشؤون التربوية لأبناء الشعب الفلسطيني في دورته السادسة والستين ويستمر أربعة أيام برئاسة مدير عام التعليم العالي بوزارة التربية والتعليم الفلسطيني عمر عنبر ومشاركة وفود من عدد من الدول العربية والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم واتحاد الجامعات العربية والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة.

وأكدت الجامعة العربية ضرورة تضافر الجهود لدعم الشعب الفلسطيني وحقوقه الثابتة والنهوض بالعملية التربوية والتصدي للمخططات الإسرائيلية الرامية إلى تزوير المناهج وتهويد الأماكن المقدسة وتزييف الحقائق بشأنها وتجهيل الطلاب والفلسطينيين وفق سياسة ممنهجة .

وشدد الأمين العام المساعد لدى الجامعة العربية لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة السفير محمد صبيح خلال كلمته على أهمية الاجتماع نظراً لما يتعرض له الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة من حدة وشراسة العدوان الإسرائيلي المتواصل عليه وعلى أرضه وكرامته الإنسانية الأمر الذي أدى إلى تدهور في كافة مناحي حياته اليومية وتدمير البنى التحتية الأساسية للاقتصاد الفلسطيني وإلحاق الدمار بكافة مكونات الدولة الفلسطينية المستقلة وإلحاق المزيد من الأضرار على مسيرة التعليم .

واستعرض صبيح التحديات غير المسبوقة التي تواجه التعليم في مدينة القدس الشرقية واستهداف إسرائيل طمس الهوية العربية والقضاء على الثقافة الفلسطينية وتزوير التاريخ وسن القوانين وإصدار القرارات لتغيير المناهج الفلسطينية وتحريفها وحذف كل ما يتعلق بالتاريخ الفلسطيني من المناهج وفرض المنهج الإسرائيلي من خلال الضغوط الكبيرة التي تمارسها بلدية القدس التي تديرها السلطات الإسرائيلية على المدارس العربية وإلزام الطلبة المقدسيين فيها في جميع مراحل الدراسة المختلفة بدراسة التراث اليهودي والصهيوني ورموزه في عملية تزوير تاريخي وديني وتراثي للمدينة بهدف التشويش على أذهان الطلبة المقدسيين في انتمائهم لمدينتهم وتراثهم وهويتهم العربية .

وقال إنه في إطار مخططات التهويد المستمرة وتزييف إسرائيل للحقائق قررت وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية تنفيذ منهج أقره وزير التربية والتعليم الإسرائيلي جدعون ساغر في فبراير 2011 لدعم تنظيم زيارات للطلبة الإسرائيليين للمدن التي بها آثار إسلامية وفلسطينية بزعم أنها آثار يهودية وهو ما يدل على توجه الاحتلال الإسرائيلي بتربية الطلبة الإسرائيليين تربية عقائدية عنصرية تنعكس على التطرف ضد الفلسطينيين لحماية ما يعتقدونه زورا مقدسات ملك لهم وليس لأصحابها الحقيقيين الفلسطينيين.

وشدد على أهمية التصدي لهذه الممارسات الإسرائيلية العنصرية المزورة للمعالم الدينية بنشر الوعي لدى الطلاب من الأجيال الفلسطينية والعربية الناشئة بمقدساتهم وتراثهم محذراً من استمرار السياسة الإسرائيلية الممنهجة لتجهيل الشعب الفلسطيني.

ودعا السفير صبيح إلى دعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الانروا للقيام بدورها وتقديم خدماتها للاجئين ومواجهة التحديات الراهنة وحماية العملية التعليمية لخلق جيل فلسطيني واعد لافتاً إلى أهمية التضامن العربي من أجل إنهاء الانقسام الفلسطيني وتفعيل اتفاق المصالحة الوطنية من أجل استعادة كافة الحقوق الفلسطينية المشروعة وعلى رأسها الحق في تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس .

وحذر مدير عام التعليم العالي بوزارة التربية والتعليم الفلسطيني عمر عنبر بدوره من الخسائر الكبيرة التي يتعرض لها قطاع التعليم في الأراضي الفلسطينية المحتلة مطالبا بتوفير الدعم العربي للشعب الفلسطيني ومساندة العملية التعليمية ووكالة /الاونروا/ للقيام بمهامها في هذا الإطار.

موضحاً أن الاجتماع سيناقش تقارير الدول العربية المضيفة للاجئين والمنظمات العربية والإسلامية ذات العلاقة بشأن العملية التربوية التعليمية لأبناء الشعب الفلسطيني والإنجازات المتحققة والتحديات التي تواجه قطاع التعليم الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى جانب المشكلات والعراقيل التي تواجه العملية التربوية التعليمية والعمل على استخلاص التوصيات اللازمة للتغلب على هذه المشكلات وإيجاد الحلول المناسبة لها للتصدي لمحاولات إسرائيل لتجهيل الطلبة من أبناء الشعب الفلسطيني .