الفاتيكان: اعلن الكاهن اليسوعي الايطالي باولو دالوليو مؤسس رهبنة دير مار موسى في شمال دمشق والذي عمل من اجل الحوار بين المسيحيين والمسلمين، لاذاعة الفاتيكان انه سيغادر سوريا. واوضحت اذاعة الكرسي الرسولي ان الاب دالوليو الذي دعا الى الحوار منذ بدء النزاع ورفض اي تدخل عسكري اجنبي، سيغادر في غضون ايام بطلب من المطران الذي يتبع له.

وندد الكاهن الثلاثاء مرة جديدة بquot;التضليل الاعلاميquot; في سوريا. وقال انه يجري quot;تضليل قسم من الرأي العامquot; من قبل اولئك الذين يوهمونه بانها quot;مجرد معركة ضد الارهابquot;. واسف لان هذا quot;الكذبquot; تردده quot;حتى وسائل اعلام كاثوليكيةquot;.

واوضح ان ما يجري هو quot;مأساة مسلمةquot; يجد المسيحيون انفسهم فيها. وكان الاب اليسوعي وجه اخيرا رسالة الى المبعوث الدولي كوفي انان يتمنى فيها حصول quot;تغيير في هيكلية الحكمquot; في دمشق ومضاعفة عدد القبعات الزرق عشر مرات.

وروى ايضا في وسائل اعلام الوضع الماسوي الذي شهده عندما توجه بملء ارادته الى غرب حمص بين نهاية ايار/مايو وبداية حزيران/يونيو، في منطقة يسيطر عليها متمردون من السنة. وذهب اليها ليعيد مسيحيين مخطوفين الى مدينة القصير الواقعة بين الحدود السورية اللبنانية وحمص.

وقال الاب اليسوعي في تصريحات اليوم quot;أنا اعتبر أن من واجبي أن تمارس حرية التعبير الكاملة على أساس الالتزامات التي اتخذتها الحكومة السورية رسمياً طوال عام 2012، ولكن هذا قد خلق وضعا أجبر السلطات الكنسية في واقع الأمر لكي تطلب مني مغادرة البلاد منعاً لأسوأ العواقب quot; مشيراً إلى أنه سيترك سورية في الايام القليلة المقبلة.

وتابع القول quot;هذا لا يعني البتة أنني سأكف عن الالتزام ثقافياً وروحياً بصورة مطلقة من أجل مسيرة لحل هذا الصراع المأساوي وفي سبيل دمقرطة هذا البلد الرائعquot;.

واشارت الوكالة الارسالية الكاثوليكية quot;فيدسquot; الثلاثاء الى نزوح كثيف للمسيحيين من بلدات مثل القصير بحيث بات يقدر عددهم بنحو الف مقابل عشرة الاف مسيحي قبل بدء اعمال العنف. وبحسب فيدس انهم ارغموا على النزوح بعد انذار وجهه فصيل مسلح من المعارضة بقيادة عبد السلام حربة.

وافادت مصادر محلية لفيدس ان المسيحيين في القصير يتعرضون للاضطهاد مثل منعهم من التنقل واجبارهم عندما يلتقون مسلما على احترام اولوية العبور له quot;كما كان في زمن الخلافة العثمانيةquot;.

والاب باولو دالوليو قام بترميم دير مار موسى الحبشي التابع للكنسية السريانية الكاثوليكية قرب النبك في محافظة ريف دمشق على بعد 80 كلم شمال العاصمة السورية، واعاد الحياة الرهبانية الى هذا الدير القديم الذي عاش فيه لثلاثين عاما. وقد صدر بحقه قرار طرد من السلطات في تشرين الثاني/نوفمبر لكنه لم ينفذ، كما زار ديره مهددين نحو ثلاثين مسلحا في شباط/فبراير الماضي.