موسكو: أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو الخميس ان بلاده تدعم حصول تغييرات في سوريا تحقق quot;التوافق الوطنيquot; والاصلاح في هذا البلد، وذلك غداة اعلان المبعوث الدولي الى سوريا كوفي انان خطة لقيام حكومة انتقالية في سوريا.

وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التونسي رفيق عبد السلام quot;نحن ندعم التغييرات التي تسير في اتجاه توافق وطني على الاصلاحات الواجب اجراؤها منذ زمنquot; في سوريا. وأعلن وزير الخارجية الروسي أن روسيا لن تدعم اي حل للنزاع في سوريا يفرض من الخارج، داعيا الاسرة الدولية الى عدم اصدار احكام مسبقة على نتيجة quot;الحوارquot; الذي يجب ان يتم بين السوريين.

وقال إن روسيا لن تدعم اي حل يفرض من الخارج، فالامر يتعلق بquot;تشجيع الحوار وليس اصدار احكام على نتائجهquot;، وذلك غداة اقتراح قدمه مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان حول تشكيل حكومة انتقالية تضم اعضاء من كل من الحكومة والمعارضة في سوريا.

واعتبر لافروف ان من quot;الخطأquot; استبعاد ايران من مؤتمر جنيف، واتهم الولايات المتحدة باعتماد سياسة quot;الكيل بمكيالينquot; بمعارضتها مشاركة طهران في المؤتمر. وقال ان quot;ايران عامل له تأثير كبير على الوضع واعتقد ان من الخطأ استبعادها من اجتماع جنيفquot;.

معارك عنيفة وعمليات قصف في مناطق مختلفة من سوريا

ميدانيًا، تشهد مدن واحياء سورية مختلفة منذ صباح الخميس عمليات قصف عنيف، فيما تتمدد رقعة العنف والاشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة المسلحة في كل من ريف دمشق وحمص ودرعا ودير الزور بشكل خاص، وذلك غداة يوم دام قتل فيه 150 شخصا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

واعلن المرصد في بيان الخميس مقتل اربعة مدنيين نتيجة القصف الذي تتعرض له مدينة دوما في ريف دمشق من quot;القوات النظامية التي تحاول اقتحامهاquot;. واضاف البيان ان quot;اشتباكات عنيفةquot; تدور بين القوات النظامية والمعارضين في مدينة دير الزور (شرق) التي تتعرض لقصف عنيف تستخدم فيه المروحيات، ما ادى الى مقتل مواطنين اثنين، بحسب المرصد.

وشهدت منطقة خان شيخون في محافظة ادلب (شمال غرب) اشتباكات عنيفة سقط خلالها مقاتل معارض. وافاد المرصد عن انسحاب القوات النظامية فجر الخميس من بلدة خان السبل في ادلب بعد دمار كبير لحق بالبلدة نتيجة القصف. وقد شهدت خان السبل خلال الايام الماضية ايضا اشتباكات عنيفة.

وفي محافظة درعا (جنوب)، تعرضت مدينة الحراك الى قصف عنيف من القوات النظامية ما ادى الى مقتل مواطن واصابة العشرات بجروح. في محافظة حلب (شمال)، تتعرض بلدة حيان لقصف من القوات النظامية السورية.

وقتل ثلاثة مقاتلين معارضين في بلدة الحصن في ريف حمص (وسط) اثر اقتحام القوات النظامية للبلدة، بحسب المرصد. وقتل 150 شخصا الاربعاء في اعمال عنف واشتباكات وعمليات قصف في مناطق مختلفة من سوريا، بحسب حصيلة جديدة اوردها المرصد الخميس.

تفجيران في مرآب القصر العدلي في وسط دمشق

ذكر التلفزيون السوري الرسمي ان quot;تفجيرين ارهابيينquot; وقعا الخميس في مرآب القصر العدلي في وسط دمشق، وانه تم تفكيك عبوة ثالثة.

وافاد التلفزيون عن وقوع quot;تفجيرين ارهابيين في مرآب القصر العدلي في منطقة المرجةquot; في وسط العاصمة، مشيرا الى ان عبوة ثالثة تم تفكيكها قبل ان تنفجر.

واوضح مصدر امني لم يكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس ان الانفجارين ناتجان عن quot;عبوتين مغناطيسيتين وضعتا تحت سيارتي قاضيينquot;، مشيرا الى ان المرآب المذكور المكشوف مخصص لقضاء وموظفي قصر العدل.

وبث التلفزيون السوري quot;صورا اوليةquot; عن الانفجار ظهر فيها دخان كثيف وحريق كبير.

ووقعت انفجارات عدة في دمشق خلال الاشهر الماضية، نسبتها السلطات الى quot;مجموعات ارهابيةquot; واستهدف بعضها مراكز امنية، واوقعت العديد من القتلى والجرحى.

كاهن انتحل صفة اسقف اعطى معلومات خاطئة عن العنف في سوريا

افادت مصادر مطلعة في الفاتيكان الخميس ان كاهنا فرنسيا انتحل صفة اسقف اعطى معلومات خاطئة لوكالة فيديس الارسالية الكاثوليكية تتضمن مزاعم بتعرض المسيحيين في حمص للاضطهاد.

وقدم الكاهن الكاثوليكي الفرنسي فيليب تورنيول دو كلو المرتبط باليمين المتشدد نفسه على انه quot;ارشمندريت كنيسة الروم الملكيين الكاثوليكquot; ووصف لوكالة الفاتيكان وضعا ماساويا يعيشه مسيحيو حمص. وتحدث عن تدمير كنائس واحتلالها من طرف المعارضين المسلحين وعن مقتل كاهن وفرار الكثير من المسيحيين نتيجة تهديدات اسلاميين.

وقالت مجلة quot;مسيحيو المتوسطquot; ومدونة quot;ايل موندو دي انيبالquot; المتخصصة بشؤون العالم العربي اللتان نشرتا القصة ان هذا الكاهن ليس اسقفا، لا بل انه لم يكن في سوريا اصلا.

ونأى الفاتيكان بنفسه عن هذه المعلومات الخاطئة في اثناء quot;اجتماع اعمال اغاثة الكنائس الشرقيةquot; الذي انعقد الاسبوع الفائت في روما.

وقد تكون هذه المعلومات الخاطئة مناورة من النظام السوري العلماني لدعم اقواله حول هجمات ينفذها ارهابيون يتلقون اسلحتهم من الاسلاميون ضد الشعب السوري ولا سيما الاقلية المسيحية التي ما زالت باغلبيتها تؤيد النظام خوفا من المستقبل.

وكتبت المدونة quot;ما زال ينبغي فهم كيف وقعت وكالة مثل فيديس الناطقة باسم التجمع من اجل نشر الانجيل بين الشعوبquot; في فخ كهذا.

وحذر السفير البابوي المونسنيور ماريو زيناري في 13 حزيران/يونيو من معلومات تنشر عبر وسائل الاعلام هدفها التخويف من خلال نشر انباء عن اضطهاد المسيحيين.

ويعاني مسيحيون من الصعوبات بالفعل في حمص وغيرها، ولكن مثلهم مثل سائر السكان.

وقال زيناري quot;حتى اليوم لن اقول انهم تعرضوا لتمييز محدد او اي اضطهاد. من المهم التيقظ ورؤية حقيقة الوقائعquot;.

في سوريا المتعددة الاديان حيث المسيحية موجودة منذ الفي عام تبلغ نسبة المسيحيين 7,5% من عدد سكانها.

ونسج العلويون في السلطة علاقات مميزة مع هؤلاء. ويخشى المسيحيون سيناريو مشابها في العراق يتعرضون فيه للتهديد ان وصل الاسلاميون الى السلطة.

تركيا ترسل بطاريات صواريخ الى الحدود السورية

افادت وسائل الاعلام التركية الخميس ان انقرة ارسلت بطاريات صواريخ وآليات عسكرية الى حدودها مع سوريا من اجل اقامة quot;ممر امنيquot; ضمن حدودها، وذلك بعد اسبوع تقريبا على اسقاط سوريا لطائرة حربية تركية.

ولم يصدر اي تاكيد رسمي حول تحركات الجيش.

وافادت صحيفة quot;ملييتquot; ان قرابة 30 آلية عسكرية ترافقها شاحنة تقطر بطارية صواريخ غادرت قاعدة في محافظة هاتاي (جنوب شرق) متوجهة الى الحدود التي تبعد قرابة 50 كلمquot;.

اما صحيفة quot;طرفquot; فاوردت نقلا عن مصادر لم تحدد هويتها ان انتشار القوات يعتبر بمثابة اقامة quot;ممر امنيquot; بحكم الامر الواقع على الاراضي التركي.

ويأتي انتشار الجيش اثر اسقاط الدفاعات الجوية السورية لطائرة حربية تركية من طراز اف-4 فانتوم فوق شرق المتوسط الجمعة، في ما اعتبره رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان quot;اعتداء جباناquot;.

ولم يؤكد الجيش التركي عملية الانتشار لكن سبق له وان نفى تقارير بانه في quot;حالة تاهبquot; بعد اسقاط الطائرة الحربية التي لا يزال طياراها في عداد المفقودين.